الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الماركات» تغري المستهلك فيستجيب لها «طائعاً»

«الماركات» تغري المستهلك فيستجيب لها «طائعاً»
13 مارس 2011 21:15
منذ طفولتها لاترتدي إلا “الماركة” فقد اعتادت والدتها على توفير احتياجاتها من تلك المحال التي تحمل التجارة العالمية. تبتسم لولوة راشد ذات العشرين عاماً وهي تلبس ساعة يد ثمينة وبراقة من ماركة رولكس . وتقول” أهوى اقتناء الماركات من حقائب وأحذية وساعات وعطور، ولا اشتري ملابسي إلا من المحال التجارية ذات الماركة العالمية المعروفة وعندما سألناها عن سبب الاهتمام المبالغ بالموضة واقتناء الماركات .أجابت:” الحياة هكذا ينبغي التعامل معها ، كما ما أقنيه موجود بالأسواق ومن حقي الحصول عليه والاستفادة منه، وكفتاة لابد من إظهار زينتي وأناقتي وجمالي ، ولا يكون ذلك الا بالجري وراء الموضة، واقتناء الماركات والتحلي بها”. قد لا تكون لولوة الوحيدة التي تحب “الكشخة” والأناقة والبحث عن الماركات العالمية ، فهناك الكثير من الفتيات والشبان يلهثون وراء الموضة ويصيبهم ما يسمى “هوس الماركات”. وكلمات مثل “حلو” و”أنيق” و”تحفة” و”جميل” كلمات يتبادلها الجميع عند شراء منتجات من ماركات عالمية، وخاصة في عالم الملابس والمنتجات التي تحمل بضعة أحرف أجنبية محفورة على منتج جلدي أو مطبوعة على “تي شيرت”. لكن من منّا لا تستهويه الماركة أو الأسماء العالمية باختلاف موادها من عطور وألبسة وأحذية وحتى أدوية ومستلزمات شخصية ، من المؤكد أن شريحة لا بأس بها من ستوافق بالإيجاب باعتبار العلامة التجارية الشهيرة هي أول ما يشد الزبون . إعلانات التلفزيون النساء والفتيات أكثر هوسا بالشراء بصفة خاصة في هذا العصر هذا ما تجده سارة جاسم( 20عاما) التي ترتدي حقيبة يد حمراء من ماركة جيفنشي :” إن الماركات العالمية تملأ الكثير من المحال التجارية، فإعلانات التلفاز ومجلات الموضة التي تعلن عن منتجات جديدة تدفع الكثير من الفتيات للشراء، مشيرة” لكن الساعات والاكسسوارات والأحذية والحقائب هي الأكثر مبيعا لأنها أشياء ظاهرية تحمل علامات الماركات العالمية ، وبالتالي تشير إلى أن التي تقتنيها على مستوى عال من الأناقة والرقي وهذا من وجهة نظرهن ، أما أنا فأشتري ما يعجبني من ماركة وأحيانا بأسعار مبالــغ فيها “. ومن أجل الظهور بشكل أنيق وملفت للنظر وجذاب لا يجد كريم مصطفى ( 28 عاما) حرجاً من الاستدانة من صديقه لشراء ملابس ذات علامة تجارية يقول :” لحظة تسلمي لراتبي أجد نفسي لاشعوريا في المحال التجارية لشراء كل ماهو جديد من ملابس وعطورات، أعاني من “هوس” الماركة فأنا لا أرضى أن أكون أقل أناقة من أصدقائي الذين يلبسون أرقي الماركات وأحلى الملابس” . لفت الانتباه ويصف كريم سلوك أصدقائه بقوله: “ كثيرا ما يتباهون فيما بينهم بالحرف المطبوع على الجنيز أو التي شيرت لماركة ما، وكل ذلك ما أجل لفت الانتباه وكنوع من المباهاة “. وتوافقه الرأي روان يونس ( موظفة ) عن حب اقتنائها للماركة في كل شيء وتقول:” من يملك المال لايهمه سعر الماركة التي يشتريها، المهم أن يظهر أمام الآخرين بشكل ملفت متباهيا بالعلامة التجارية المطبوعة على المحفظة أو البنطلون أو القميص”. وتؤكد “ إن الملابس والأحذية ذات العلامة التجارية العالمية ضرورية جدًّا، وأنا ألجأ دائمًا لشرائها، وذلك لجودتها العالية ولشكلها الأنيق، فمن الممكن- على حد قولها- أن اشتري حقيبة يد بعشرة آلاف معللة ذلك “بأنه مع الاستخدام تظل الحقيبة لمدة عامين أو أكثر، أما الحقيبة التي لاتحمل ماركة تتهالك سريعًا مع الاستخدام بعد مضي عدة أشهر”. وتحرص رويدا الجابري ( 23عاما) على الظهور بكامل أناقتها تقول :” إذا تمت دعوتي لمناسبة سعيدة ما، لابد أن يكون الفستان والاكسسوار وباقي الكماليات متناسقة وجذابة ومن ماركة معروفة ، وهذا يكلفني آلاف الدراهم . مضيفة” زوجي يتضايق من طلباتي والمبالغ التي أصرفها على تلك الملابس والحقائب ذات الماركة العالمية . تتابع” لا أستطيع التخلي عن عادتي ولا التباهي امام صديقاتي في الجامعة”. هوس جنوني لا تفرق معي إذا كانت العلامة التجارية عالمية أو مشهورة، ولكن كل ما يفرق هو الشكل العام للملابس تقول مريم المحيربي (موظفة بمؤسسة استثمارية) وتتابع: ”بالنسبة للموبايلات والسيارات وبعض الاكسسوارات وما يشبهها فتفرق جدا معي، لأنني أتصور أن نوع الموبايل وعلامته التجارية يظهر مدى ثراء الشخص الذي يحمله، و كل من يراني لأول مرة يحكم علي من نوع الموبايل الذي أحمله ونوع السيارة التي أمتلكها لا من خلال شخصيتي”. ويشارك خليل الحوسني( 30عاما) بنفس رأي مريم . ويقول :” أصبحت هذه الرغبة هوساً يشارك فيه من يملك ومن لا يملك، أرى أن الناس تنظر باحترام إلى الشخص الأنيق ، والذي لا يلبس ولا يظهر بمظهر لائق ، غالبا لا يحظى بالاحترام والمحبة من الناس، لكن رغم ذلك الاناقة من وجهة نظري مهمة ، وحين اشتري احتياجاتي سواء من أحذية أو عطور أو ملابس لا يهمني إن كان ماركة المهم يعجبني لشخصي ويظهرني جميل وأنيق امام الآخرين “. تفكير سطحي وترى خولة راشد كل من يلهث وراء اقتناء الماركات العالمية هو سطحي التفكير خاوي الجوهر يهتم بالمظهر فقط. وتتابع” الحياة ليست ماركات فقط، ولكن للأسف هذا ما يحدث في مجتمعاتنا العربية بشكل عام، فالكل يلجأ للمظاهر ظنا أنها هي التي تجلب الاحترام ولكن العكس صحيح. وتضرب مثلا على صديقتها:” لدى صديقة من ذوي الدخل المحدود يعني “على قد حالها” غالباً ما تستعير أغراض صديقتها التي تحمل ماركة عالمية للذهاب بها إلى إحدى المناسبات أو تخرج بها مع صديقات أخريات ليقال إنها تقتني الماركات العالمية فهي تخجل من الخروج بماركات مقلدة “. تحليل نفسي عن هوس الشباب والفتيات بالماركات تذكر إيمان إبراهيم - اخصائية نفسية أصناف الباحثين عن الماركات. وتقول: “صنف من الناس يكون “التباهي” هو الأساس والسبب الرئيسي لديهم من وراء اقتنائها فتحب المرأة مثلا هذا حتى يقال إنها تلبس أغلى الماركات وأن هذا دليل غنى وترف، أما الصنف الثاني فهو نوع يحب اقتناء هذه الأشياء أي أنها تعتبر بمثابة “الهواية” فليست لديه عقدة نقص ليتباهى بها، بل هو يحب بالفعل أن يقتني ويشتري ويستخدم هذه الماركات بدون تباه. أما النوع الثالث فهو الذي “يتربى” على هذا الشيء منذ الطفولة ويشب ويترعرع في هذه البيئة التي تهتم وتشتري الماركات العالمية المعروفة”. تتابع إيمان:” لو سألنا بعض هؤلاء الحريصين على امتلاك هذه الماركات التجارية “ذات السعر الباهظ عادة” عن سبب ذلك، فإنهم قد يجيبوك بأنها منتجات عالية الجودة، ولهذا هي تستحق سعراً أعلى من غيرها من المنتجات المنافسة. وتؤكد إيمان “ لاعجب أن نراهم على استعداد للدفع كثيراً مقابل الحصول عليها، لأنهم يعتقدون بأن الفارق بينها وبين المنتجات المنافسة لها كبيراً جداً. وتفند الأخصائية هذه النقطة بقولها:” هذا الأمر قد لا يكون صحيحاً دائماً، فشهرة وتميز الماركة التجارية أو ارتفاع سعرها، ليس دليلاً على كونها متفوقة بالجودة على الماركات المنافسة لها، فهي قد تكون في بعض الأحيان بنفس مستوى الجودة أو أقل بعض الشيء، ومع ذلك يكون سعرها أعلى. وتؤكد “ينبغي أن نكون واعين في هذه المسألة أكثر، فتميز شكل المنتج (عبوته- حجمه، غلافه، لونه) ليست مؤشراً على جودة المنتج نفسه، وإنما هذا دليل على تميز عبوته وشكله وتصميمه. تتابع :” كما يجب أن نعلم أيضاً بأن السعر المرتفع للمنتج، ليس دليلاً على أنه مرتبط بالجودة العالية أو بتكلفة الصنع المرتفعة، بل ربما يكون ذلك بسبب سياسات تسعيرية تتبناها الشركات لتوحي بهذا الأمر في أذهان المستهلكين. وكذلك فإن مكان عرض المنتج وطريقة البيع ولباقة رجل البيع، كلها أيضاً ليست دليلاً كافياً على الجودة العالية للمنتج، وإنما يدل ذلك على التميز في العرض والمكان وأسلوب البيع”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©