الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأسبوع الثقافي الإماراتي في برلين يحقق التواصل بين الثقافات

الأسبوع الثقافي الإماراتي في برلين يحقق التواصل بين الثقافات
25 يوليو 2009 21:39
حقق الأسبوع الثقافي الإماراتي في ألمانيا نجاحا ملحوظا، وقدم ما أُريد له بأن يكون كجسر للتواصل بين الثقافتين العربية والغربية، وذلك حسب تقرير حول المشاركة صادر امس عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. وكان الاسبوع اقيم خلال الفترة من 8 الى 14 من يوليو الجاري وافتتحه معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بحضور عدد من كبار المسؤولين الألمان. واوضح تقرير الوزارة أن التقويم الإيجابي العالي لفعاليات هذا الأسبوع جاء من قبل جهات عدة، حيث إنه لم يكن مجرد عرض للفنون الشعبية والتراثية والفنية الإماراتية في برلين فقط، وإنما كما أرادت له وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن يكون جسرا للتواصل بين الثقافتين العربية والغربية، ومع ختام كافة الأنشطة فاقت النتائج التوقعات، بل حقق من الأهداف ما لم يكن في تخطيط الوزارة. وحسب تقرير الوزارة فقد جاءت أيام الأسبوع حافلة بالكثير من المكاسب التي يمكن إضافتها إلى سجل الوزارة ولعل أبرزها هو الإقبال الكبير على القرية التراثية الإماراتية التي أقيمت في أحد أشهر ميادين برلين، والتفاعل التام بين الفرقة الوطنية للفنون الشعبية والجمهور الكثيف الذي حضر حفلاتها، لدرجة أن الوفد الإماراتي كان أمام تساؤل مستمر من الحضور حول موعد الحفل التالي، وقد شاهده البعض أكثر من مرة، أما جناح «حلم فارس» فكان تحفة فنية جمعت بين إبداع الشاعر وجمال المشاعر وروعة الخط وإبهار الزخرفة العربية، ومن هنا كان من الأماكن المحببة للجميع طوال الأسبوع رغم أن أغلب الزوار لا يجيدون العربية بل ربما لا يعرفونها. وقد دفع الابهار الذي أحدثه «حلم فارس» الى أن تعلن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بحسب الوزير عبدالرحمن بن محمد العويس الى دراسة تنظيم هذا المعرض في عدد من العواصم الأوروبية، والغربية عموما، للتعريف بالفنون والثقافة الإماراتية والعربية. وبحسب إحصاءات قام بها فريق «تكاتف» فقد بلغ عدد زوار القرية التراثية وحدها خلال فترة انعقاد الأسبوع أكثر من 21 ألف شخص اغلبهم من الجنسية الألمانية، ولم يقتصر هذا الانبهار على الألمان أو الجاليات العربية والإسلامية بألمانيا فقط، وإنما تعدى هذا الجمهور الذي استهدفته وزارة الثقافة من هذا الأسبوع، ليكون على أجندة الكثير من السائحين الغربيين والأميركيين، أو الذين قدموا من أميركا اللاتينية فكانت القرية التراثية مكتظة بجنسيات جاءت من شيلي والبرازيل والأرجنتين وغيرها ، وعبر هؤلاء عن دهشتهم مما رأوا من الفنون الإماراتية التي كانت بلا شك رسول ثقافة مختلفة لم يتعرفوا عليها من قبل . وكان لمشرفي القرية دور حيوي لتقديم الشرح الوافي عن تقاليد العيش في القرى الإماراتية وما تحتويه من صناعات وحرف يدوية وتقليدية مثل صناعة شباك الصيد وحفر الآبار لاستخراج المياه وصناعة الخبز «الرقيق» والحلوى الإماراتية و أنواع الطعام، وكان من حسن التخطيط أن تقدم هذه المفردات على الطبيعة ليراها الزوار ويتفاعلوا مع الحرفيين ويتناولوا بعضا منها، كما قام بيرند نويمان وزير الدولة في دائرة المستشارية الألمانية للشؤون الثقافية، بصحبة معالي عبد الرحمن العويس وزير الثقافة بزيارة للقرية والأداء الحركي «للعيالة» ما يشير بترحيب المجتمع الغربي بالتراث العربي بشتى معالمه ومفرداته. وعبر نويمان عن إعجابه بالجهود التي بذلها منظمو الأيام الإماراتية الثقافية متمنيا لها أن تتكلل بالنجاح نظرا لرغبة الشعب الألماني في التعرف أكثر على تراث الإمارات وتقاليد شعبها. وأكد نويمان أن لدى حكومته رغبة في تنظيم ملتقى للثقافة الألمانية في دولة الإمارات.. مشيرا إلى أن هناك تنسيقا بين وزرة الخارجية الألمانية، وسفارة الإمارات في برلين والجهات الثقافية ذات الصلة لتحقيق هذا الهدف . ومن جانبه أكد معالي وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن الثقافة جسر يربط بين شعوب العالم ويعزز العلاقات بينهم .. موضحا أن حكومة دولة الإمارات تولي اهتماما كبيرا لإبراز القيمة الثقافية التي يتحلى بها شعبها في جميع أنحاء العالم. وأشار العويس إلى دعم الإمارات لمختلف أنواع الحوار بين الشعوب والثقافات التي تساهم في التعايش السلمي . ونوه العويس بالدور الذي بذلته السفارة الإماراتية في برلين ليخرج الحدث بهذه الصورة المبهرة، كما أثني على جهود شركة مشاريع قرقاش ودعمها للحدث ، ضاربة المثل لاهتمام رأس المال الوطني بدعم كافة الأنشطة الثقافية والاجتماعية للدولة. وعن دور الوفد المشارك في أنشطة أيام الإمارات الثقافية في ألمانيا قال خليفة بوعميم مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الثقافة وعضو الوفد الرسمي المشارك ، إن فريق الوزارة الذي قامت على عاتقه كل الفعاليات زاد على ستين شخصا ما بين فناني الفرق الشعبية، والفنانين التشكيليين والحرفيين ّ، والمسؤولين عن تنظيم الأنشطة من وزارة الثقافة. وأضاف أن الحضور الإماراتي لم يتوقف عند الوفد الرسمي بل ضم أكثر من عشرين عارضة للأزياء الإماراتية وعددا ممن قاموا على تصميم القرية التراثية في برلين مؤكدا أن الجميع كان على قدر المسؤولية، وقدموا نموذجا للمواطن الإماراتي الملتزم والمضياف، واسع الثقافة والقادر على التفاعل مع كافة المواقف بإيجابية يشهد لها الجميع. وأشار إلى المتابعة الإعلامية للحدث في وسائل الإعلام الألمانية ودورها في زيادة الإقبال على معرض الفنون التشكيلية ومعرض حلم فارس والبردة والقرية التراثية ، وأضاف أن متطوعي «تكاتف» كان لهم أثر إيجابي في نجاح الحدث لما بذلوا من جهود كبيرة في مساعدة الزوار في التعرف علي الثقافة الإماراتية وإرشادهم إلي مواقع الأنشطة، فضلا عن جهودهم في إعداد الإحصاءات المطلوبة لعدد الزوار للوقوف بدقة علي مدي جدوى تنظيم هذه الأحداث. أما عبيد على مدير الفرقة الوطنية للفنون الشعبية فأكد أنه ذهب مع فرقة تضم ثلاثين شخصا، واضعين أمامهم تحديا كبيرا وهو تقديم التراث الإماراتي غير المادي بصورة شيقة، يسهل فهمها من غير العرب، بالإضافة إلى أعمال الفرق الأخرى ، وكان الإقبال الكبير من اليوم الأول للعروض مؤشرا على النجاح لدرجة أن بعض الزوار أخذوا يتمايلون معنا إما طربا لما نقدم وإما تقليدا وكلاهما يشي بتفاعل الجمهور مع الأداء الحركي الذي قدم التراث الإماراتي والثقافة الإماراتية بصورة جميلة يمكن أن تؤتي ثمارها بتكرار التجربة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©