الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوحات إعلانية ذكية تقرأ انطباعات مشاهديها وتكشف ما يدور في ذهنهم

لوحات إعلانية ذكية تقرأ انطباعات مشاهديها وتكشف ما يدور في ذهنهم
13 مارس 2011 20:55
يعكف خبراء متخصصون في تكنولوجيا الإعلان التجاري في الولايات المتحدة على اختبار وسائل جديدة تسمح بابتكار لوحات إعلانية ذكية يمكنها قراءة الانطباعات التي ترتسم على وجوه مشاهديها. وتأتي هذه الجهود بعد أن أبدى مسوّقون رغبتهم في ابتكار لوحات يمكنها أن تخبرهم عن مدى اهتمام المشاهدين بالمادة الإعلانية المعروضة. ويمكن للوحة أن تتعرف على ما إذا كان الناظر إليها رجلاً أم امرأة؛ وفي هذه الحالة يمكن أن تتغيّر المادة الإعلانية بحسب جنس الناظر إليها. وعلى سبيل المثال، إذا كان المشاهد رجلاً أو مجموعة من الرجال، فإن اللوحة تتوقف عن عرض المنتجات النسائية كأدوات التجميل أو المجوهرات، وإذا كان المشاهد امرأة فإنها تتوقف عن عرض المنتجات الخاصة بالرجال. ويقول خبراء مشاركون في تطوير هذه التقنية إنه من الممكن استغلالها أيضاً في توجيه الأوامر لأجهزة التلفزيون التفاعلية المنزلية بطريقة الإيماء بالأيدي ومن دون استخدام جهاز التحكم عن بعد. وتعتمد هذه التقنية على كاميرا يمكنها متابعة الحركات لترسل فحواها إلى قاعدة بيانات تحوّلها إلى أوامر للتحكم بالأجهزة الرقمية، وهي تحاكي تقنية توجيه الأوامر إلى ألعاب الفيديو المحمولة على منصّة “مايكروسوفت إكس بوكس 360” بعد إضافة تقنية “كاينيكت” التي تتألف من كاميرا يمكنها ترجمة حركات الأيدي إلى أوامر للتحكم بالألعاب. ويقول جوناثان نيلسون المدير التنفيذي لشركة “أومنيكوم ديجيتال” التي يوجد مقرّها في نيويورك والمهتمة بتطوير هذه التقنية واستثمارها: “يمكن لهذه التكنولوجيا أن تتعرّف على الوجوه؛ ونحن الآن بصدد استكشاف تطبيقاتها المفيدة والتي وجدنا أنها لا حصر لها”. وتشهد تكنولوجيات تمييز إيماءات حركات الأيدي وانطباعات الوجوه تطوراً متواصلاً منذ بضع سنوات. وكان التطور الأكبر الذي سُجّل في هذا المجال هو الذي يتعلّق بابتكار أجهزة الإنذار المبكر بالإضافة للكثير من الأنظمة الأمنية. وشهدت أسعار الأجهزة المزوّدة بهذه التقنيات انخفاضاً حاداً خلال السنوات القليلة الماضية وإلى الحدّ الذي شجّع الصناعة الإعلانية إلى العمل على استثمارها ميدانياً. ويمكن لهذه اللوحات التقاط الحركات التي يقوم بها الناظرون إليها حتى لو كانت خاطفة وسريعة. ويمكن لبعضها أن تتعرّف على الوجوه وتميّزها عن بعضها وللدرجة التي دفعت بعض الخبراء إلى اعتبارها وسائل جديدة للاعتداء على الخصوصية الشخصية، ويكون في وسعها أيضاً استقراء الموقف النفسي للمشاهد من المادة الإعلانية ذاتها. ويفسّر بنيامين باركر المدير التنفيذي لمجموعة “بارباريان جروب” التي تعد من أقطاب الصناعة الإعلانية في الولايات المتحدة: “إن الهدف الذي نعمل من أجله باستخدام هذه التكنولوجيا، يكمن في استجلاء ما يدور في أدمغة البشر. وإذا صدقت الحكمة التي تقول إن العينين هما نافذتا الروح، فإننا نهتم الآن في اكتشاف ما يدور في ذهنك عندما تنظر إلى إحدى لوحاتنا الإعلانية الذكية”. وبالرغم من أن هذه التقنية المعقدة ما زالت حبيسة المختبرات، إلا أن الباحثين فيها باتوا قاب قوسين أو أدنى من إخراجها إلى حيّز الوجود، وتمكن بعضهم من إطلاق أولى تطبيقاتها في الأسواق. وخلال الصيف المقبل، تعتزم مجموعة بارباريان الكشف عن جهاز يسمح للوحة الإعلانية الرقمية باكتشاف المشاهدين الأكثر اهتماماً بالمادة الإعلانية. وقال خبراء في المجموعة إنهم يأملون في تطوير الجهاز بحيث يعرض على المشاهدين المزيد من الإعلانات المشابهة عندما يكتشف اهتمامهم بإعلان ما. ولعل الكثير من الناس يكونون قد تذوّقوا الطعم الحقيقي لتكنولوجيا تمييز الحركات الإيمائية للأيدي، من خلال منصة ألعاب الفيديو “إكس بوكس 360 كاينيكت” التي تتألف من كاميرا ومايكروفون ومجس لقياس الأبعاد يعمل بالأشعة تحت الحمراء ويمكنه تتبّع حركة اللاعب وتوجيه اللعبة بناء عليها. وعندما يبدأ باللعب تتابع الكاميرا حركته وتتفهّم مدلولها وتشغل اللعبة بناء عليها؛ ويبدو ممارس اللعبة وكأنه يرقص أكثر مما يلعب. ويقول جون مايو-سميث مدير قسم التكنولوجيا في مجموعة “إنتربابليك جروب” إن تقنية “كاينيكت” غيّرت أفكار المستهلكين حول أساليب التفاعل مع الأجهزة الإلكترونية المنزلية مثل التلفزيون والكمبيوتر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©