الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيفرون ··· والمسؤولية الاجتماعية في نيجيريا

شيفرون ··· والمسؤولية الاجتماعية في نيجيريا
3 يونيو 2008 01:35
منذ عشر سنوات، تعرضت لإطلاق نار من قبل جندي يعمل لدى شركة ''شيفرون نيجيريا ليمتد'' وهي أحد فروع ''شيفرون كوربوريشن'' الأميركية الذائعة الصيت، وما حدث آنذاك هو أنني كنت أقف على منصة حفر مقامة في دلتا نهر النيجر، تديرها شركة ''شيفرون نيجيريا ليمتد'' بعد أن انضممت إلى ما يزيد عن 100 مزارع نيجيري غير مسلح للاحتجاج على نشاط الشركة في دلتا النهر، والذي أثر تأثيرا ضارا على البيئة، وقضى على الأسماك في النهر، وأدى إلى جفاف الأشجار، وتلوث المياه، وأثر بشكل عام على أنشطتنا التقليدية في كسب الرزق· وكان فحوى القضية التي رفعناها ضد الشركة عام ،1999 هو أن الأوراق الرسمية لـ''شيفرون'' نيجيريا، تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها تدفع رواتب، وتوفر المواصلات لقوات الجيش والشرطة النيجيرية، التي تعاملت مع احتجاجاتنا، بإطلاق النار علينا، دون سابق إنذار، ما أدى إلى مصرع اثنين من المتظاهرين، وإصابة عشرة آخرين -كنت من ضمنهم- كما تم القبض على آخرين وضربهم ضربا مبرحا من قبل السلطات النيجيرية· وتنكر ''شيفرون'' أي دور في عمليات إطلاق النار، ولكننا قاضيناها، وطالبنا بتعويضنا عن الضرر، وسوف يتم النظر في قضيتينا في الخريف المقبل في المحكمة الفيدرالية التابعة للقطاع الشمالي من كاليفورنيا، حيث يوجد المقر الرئيسي للشركة، وهناك أيضا قضية أخرى مرفوعة ضد نفس الشركة، من قِبل مزارعين نيجيريين عوملوا هم أيضا بطريقة عنيفة عندما طالبوا بتنظيف البيئة، والتعويض عن المخاطر الاقتصادية، التي تسببت فيهـــا ســــوف يتم النظــــر فيهـــا أيضــــا في محكمـــة كاليفورنيا العليا في الخريف المقبل· وبدلا من تحمل المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في الثامن والعشرين من مايو ،1998 انخرطت ''شيفرون'' في حملة استمرت عقدا كاملا ضد القضية المرفوعة ضدها، وفي اعتقادي أن الأدلة ستثبت أن ''شيفرون'' قد حاولت الاختباء وراء بنية بيزنطية من المؤسسات والشركات المتداخلة في بعضها بعضا، للتهرب من أي مسؤولية قانونية، لدرجة أنها أدعت على سبيل المثال، أن القرويين المحتجين كانوا يحملون أسلحة نارية، وأنه لم تكن هناك أي علاقة بين الشركة الأم وبين فرعها في نيجيريا خلال تلك الاحتجاجات· وخلال الفترة الماضية، انخرطت آلة العلاقات العامة التابعة للشركة في شن هجمات شخصية ضدي، وضد آخرين، ممن رفعوا قضايا على الشركة، على الرغم من حقيقة أن المحكمة قد قضت عدة مرات خلال السنوات الأخيرة بأن دعاوانا تقوم على أساس وأنها تستحق لذلك النظر فيها· والقرويون الذين يعيشون بالقرب من المنشآت البترولية لفرع الشركة في نيجيريا، يعانون من الفقر المدقع، ويسكنون في منازل يفتقر معظمها إلى الكهرباء، ولا يمكن الوصول إلى بعضها سوى بواسطة القوارب، وتعتمد في معيشتها على صيد الأسماك، وزراعة بعض المحاصيل، التي تتعرض للتلف بسبب أنشطة التجريف والحفر التي تمارسها الشركة· وليس هناك من شك أن الحكومة النيجيرية، بما تحصل عليه من عوائد هائلة من تصدير البترول قادرة، بل ويجب أن تفعل المزيد، من أجل أبناء شعبها الذين يعيشــون في دلتا النيجر، نعم ليس هنـــاك شك في ذلك، ولكن شركة'' شيفرون'' يجب أن تفعل المزيد أيضا· أما من جهتنا نحن القرويين، فإننا نطالب بتعويضات، ودعم بيئي، يتمثل في مستشفيات، ومنح دراسية، ووظائف، لتعويضنا عما فقدناه من موارد سمكية وزراعية كنا نعتمد عليها في معيشتنا؛ لقد أعلنت ''شيفرون'' عن أرباح قياسية في الربع الأول من هذا العام وصلت إلى 5,17 بليون دولار أو ما يعادل 55 مليون دولار في اليوم الواحد، وخلال عام 2007 كله، لم يزد ما أنفقته'' شيفرون'' على تقديم الدعم للمجتمعات الموجودة في المناطق التي توجد فيها في أفريقيا عن ربح يوم واحد فقط، وذلك وفقا لما نشر في موقع الشركة على الإنترنت، ويمكن للشركة أن تبدأ في معالجة الأضرار من خلال رفع ذلك الرقم· إلى ذلك، تحتاج ''شيفرون'' إلى الشفافية فيما يتعلق باستخدام، ودفــع رواتب قوات الجيش والشرطة النيجيرية، وإلى بذل جهود حقيقية، لمنع، ومعالجة آثار العنف، الذي تتم ممارستــه ضــد القروييـــن المحليين، الذين يجأرون بالشكوى من ممارسات الشركة· إن عشر سنوات من تضليل الأميركيين بشأن سجلها في نيجيريا لهي فترة طويلة، ولذلك فقد يكون الوقت قد حان، كي تتصارح ''شيفرون'' مع الرأي العام بشأن عملياتها في نيجيريا، وبشأن تحمل المسؤولية عن العنف الذي يُمارس باسمها· لاري بووتو- نيجيريا ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©