الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجلاء مختار: الطب رسالة تعرقلها الأخطاء

نجلاء مختار: الطب رسالة تعرقلها الأخطاء
13 مارس 2011 20:45
تسلط زاوية مهنتي الضوء على جوانب عديدة في حياة الأطباء عبر اختيارنا لطبيبة قديرة أمضت 31 سنة من حياتها في دهاليز المهنة، الدكتورة نجلاء محمد مختار استشارية أمراض القلب والأوعية الدموية والمدير الطبي لأحد المستشفيات الخاصة في مدينة العين. تتحدث الدكتورة نجلاء عن مسيرتها المهنية وكيف ارتقت إلى هذا المسمى الوظيفي: “درست الطب عن رغبة وطموح فأكملت بعد البكالوريوس دراسة الماجستير والدكتوراه واخترت أن أكون في أمراض القلب لمعرفتي بأهمية هذا الجزء في حياة الانسان وأن عليه تتوقف حياته، لا شك أن كل التخصصات مهمة وفيها انقاذ لحياة المريض وكانت جميعها متاحة لي لأنني كنت طالبة متفوقة جدا لكنني أصررت على أن أنتظر عاما كاملا حتى يفتح هذا التخصص إذ لم يكن موجودا حينها في جامعتي في مصر. بعدها تدرجت في المناصب والمهام لأصل إلى رئاسة قسم القسطرة القلبية في جامعة طب بنات الأزهر في القاهرة بعدها سعيت لأحصل على درجة الاستشاري وهي تمنح للطبيب الذي لديه خبرة 8 سنوات بعد درجة الدكتوراه في الطب، مع ذلك لم يعفها الأمر من الخضوع لامتحانات تقييمية من هيئة أبوظبي للصحة التي منحتها على إثرها درجة الاستشاري الأول. طبيعة العمل الطبي توضح نجلاء الأعمال التي تقوم بها منذ عامين في المستشفى الذي تعمل فيه: “أقوم بعمل فحوص طبية لمرضى القلب وتتضمن تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية ورسم القلب السطحي وبالمجهود والهلتر (رسم القلب المستمر على مدار 24 ساعة ) ومراقبة ضغط الدم المستمر وغيرها وبكوني المدير الطبي فأنا مسؤولة عن متابعة جميع أطباء المستشفى والاشراف على أدائهم والاستماع إليهم ومساعدتهم وتقديم المشورة الطبية لهم ومعالجة أي معضلة تتعلق بالأمور الطبية في المستشفى ، كما أشارك في عملية انتقاء الأطباء الذين يتميزون بالكفاءة المهنية ويتحلون بشروط هيئة الصحة المطلوبة للعمل في المستشفى، وأتعامل مع شكاوى المرضى وأجد الحلول المناسبة لها ...” بين الماضي والحاضر تقارن الدكتورة نجلاء بين مهنة الطبيب قديما وحديثا دون أن تعلق الأفضلية على زمان ما فلكل إيجابياته وسلبياته حيث زادت بحسب نجلاء التفرعات أو التخصصات التي يمكن أن يتخصص بها الطبيب الآن مثل تخصص القسطرة القلبية والعلاج بالدعامات وتخصص قلب الأطفال وتخصص دراسة كهروفسيولوجية القلب وغيرها الكثير أما في الماضي فكان لا يوجد سوى تخصص قلب ولا يوجد هذه التفرعات وهذا ينعكس بالتالي على صحة المريض وحصوله على فرص علاجية أحسن .. .وتضيف: “في الماضي كان الطبيب يعتمد على جهده الفردي في تشخيص المرض أما الآن فقد صار يملك خطة طبية مرسومة لعلاج الأمراض توضح نوع المرض وأعراضه وعلاجه تمثل مرجعا للطبيب تساعده في تشخيص حالة المريض بالإضافة إلى كثرة المصادر والمراجع الطبية الموثقة عبر الإنترنت وغيره والتي باتت تغذي ثقافة الطبيب وتوسع مداركه وتعينه على تطوير نفسه، ويعتبر توفر الأجهزة الطبية المتطورة الحديثة التي تساعد على تشخيص المرض إيجابية أخرى تسجل لهذا الزمان حتى بتنا نكتشف أمراضا جديدة لم تكن معروفة في الماضي، كما أن روح الفريق باتت ملمحا يغلب على الأطباء في المستشفيات الذين يعتبرون نجاحهم مرهونا بالفريق وليس فرد بعينه بخلاف الماضي الذي كان يمجد الروح الفردية”. ومن أهم الفروقات التي تلاحظها الدكتورة نجلاء التزام الأطباء بأخلاقيات المهنة فقد كانوا في الماضي أكثر التزاما مما هم عليه اليوم، لأن أخلاق البشر كانت أكثر سموا ورقيا وترفعا بشكل عام، أما الآن فقد صار من يخطئ يتباهى ويتمادى في خطئه مع ضرورة أن نلتفت إلى أن أخطاء الأطباء المتعلقة بسلوكياتهم الشخصية لا ينبغي أن تربط بالمهنة وأخلاقياتها فما يقوم به هذا الطبيب من سلوكيات غير سوية تجاه مرضاه يعود إلى شخصه وثقافته وثقافة المجتمع القادم منه وما تربى عليه وليس إلى مهنته. أخطاء نقص الخبرة وتؤكد الدكتورة نجلاء أن الامارات تضع جملة من القواعد الواضحة والحازمة تحكم المهنة وتعاقب على جميع الأخطاء الناتجة عن استهتار الطبيب أو عدم اتباعه لقواعد المهنة مع حاجة الوسط الطبي في كثير من الدول لا يزال يحتاج إلى وضع منهجية علمية وتوصيفات قانونية لرسم أسس متينة‏ للأخلاق الطيبة. تشير الدكتورة نجلاء إلى أن النوع الآخر من أخطاء الأطباء المسمى بالأخطاء المهنية يعود لتفاوت مفهوم الإتقان والأمانة في العمل لديهم مع وجود نسبة من الأخطاء تحدث بصورة خارجة عن إرادة الطبيب وهي نسبة مدروسة ومعترف بها عالميا وهنا يبرز عمل هيئة الصحة في الفصل بين الخطأ الواقع نتيجة الإهمال والآخر الواقع نتيجة عدم إتقان العمل وما شابهه. علاقة الطبيب والمريض توضح الدكتورة نجلاء عدم وجود مرضى مرتبطين وجدانيا بالأطباء الذين عالجوهم، وتقول: “هذه الأشياء تحدث في الأفلام والمسلسلات فقط” وعلى العكس يعمد الكثير من المرضى إلى التردد على أكثر من طبيب خلال فترة وجيزة مما يعيق عملية العلاج. وتوضح: العلاقة بين الطبيب ومريضه ينبغي أن تقوم على الثقة والاحترام ولا يفسر خوف الطبيب على مريضه وسهره عليه وقلقه على حالته الحرجة بأنه تعلق بل هذا واجب وحقيقة موجودة لدى كل طبيب لديه ضمير وإخلاص وتفان في أداء عمله. مناسبة للجنسين وترفض أيضا أن تعتبر مهنة الطب مهنة تناسب المرأة أكثر من الرجل أو بالعكس فهي تناسب من يعطي وقتا أطول لمهنته ومن يثبت وجوده ونجاحه فيها بغض النظر عن جنسه وتعتبر تخصص العظام هو التخصص الوحيد الذي ترجح لدراسته الرجال لأنه يتطلب مجهودا عضليا كبيرا قد لا تستطيع المرأة الطبيبة الإتيان به.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©