الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطر الشامسي: في طريقي لابتكار جهاز توليد الكهرباء من دون طاقة

مطر الشامسي: في طريقي لابتكار جهاز توليد الكهرباء من دون طاقة
13 مارس 2011 20:44
معظم المبتكرين والمخترعين المعروفين لم يكونوا خريجي جامعات ولم يحصلوا على تعليم أكثر من حدود المدرسة، لكن الحاجة هي التي دفعتهم، حبهم للبحث والمعرفة أوصلهم إلى اختراعات غيرت وجه البشرية. المواطن مطر الشامسي يطمح لنفس الهدف، أن يبتكر ما لم يسبقه إليه الأوائل، لم يوقفه تعليمه المحدود ولم تعرقله الشهادة الجامعية التي لم يحصل عليها. حكاية شيقة يقصها علينا الشامسي وهو في طريقه لاختراع جهاز توليد الطاقة الكهربائية دون الاعتماد على الوقود أو الطاقة المتجددة الموجودة في الشمس أو الرياح أو المياه. وعلى الرغم أن الشامسي لم يكمل تعليمه الجامعي لكنه يملك ثقافة ومعرفة واسعة بالأجزاء الالكترونية للأجهزة وعملية توليد الطاقة فيها مكتسبا ذلك من موهبته وشغفه بتفكيك ألعابه والتعرف على محتوياتها عندما كان طفلا لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره وبعد أن كبر صار يصلح الأعطال التي تصيب أي جهاز في بيت العائلة وبيته أيضا وعمل فني أجهزة اتصالات في الشرطة لفترة وجيزة فساهم ذلك كله بأن يبتكر جهازا غير موجود في أي مكان. يعرف الشامسي الناس باختراعه ويقول: “جهازي يقوم على توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الحركية المتجددة الموجودة مثلا في المحركات الكهربائية أو القطارات أو في الدرج الكهربائي المتحرك، حيث يقوم مبدأ عمل الجهاز على مد نفسه بالطاقة الناتجة من المولد وتحويلها إلى البطارية التي تقوم بتخزين الطاقة وتحويلها إلى محول الطاقة ليحولها من AC 12 فولت إلى DC 220، ومن ثم يتم أخذ الطاقة بواسطة منظم كهربائي بقوة 110 DC لتزويد المحرك الكهربائي بالطاقة اللازمة لتشغيل المحرك حيث يقوم بتدوير المولد بواسطة السير بتدوير المولد لتوليد الطاقة من المحرك بواسطة الحركة الميكانيكية لتوليد الطاقة المتجددة وتصبح دورة كاملة في توليد الطاقة اللازمة لتشغيل الآلات والمعدات والسيارات الكهربائية أيضا حيث يستطيع هذا الاختراع ان يقوم بتشغيل مصادر الإنارة واستعماله في حالات الطوارئ عند انقطاع الكهرباء كما يمكن الاعتماد عليه كليا في تزويد المنازل والمصانع والمنشآت بالطاقة الكهربائية الكافية وبإضافة محرك ثان بقوة 220 DC واضافة مولد كهربائي 3 فيس DC أو توربين كهربائي يمكن تشغيل مدن ومجمعات سكنية وتجارية على نفس الجهاز البسيط الذي صنعته حيث تتم عملية تشغيل المحرك بمفتاح واحد يقوم بتدوير المولد الإضافي وهذه هي الحركة الميكانيكية المنتجة من تدوير الآلات الكهربائية”. مميزات الجهاز يوضح الشامسي مميزات توليد الطاقة من الحركة الميكانيكية بذكر الانسان كمثال مبدئي على ذلك والذي يحصل على طاقته بعد أن يحرك جسمه بالتمارين الرياضية فيأخذ الطاقة لذلك من الحركة فيزود جسمه بالطاقة التي أنتجها بنفسه من داخل جسمه وكذلك فكرة الجهاز الذي يولد الطاقة داخله ويعيد استخدامها دون نفاد أو الحاجة إلى إعادة شحنها باستبدال البطارية بأخرى أوتعبئتها من جديد حيث يذهب جزء من الطاقة المولدة داخل الجهاز في تشغيله والجزء الآخر لتشغيل الجهاز المتصل به كالتلفاز أو الثلاجة وغيرها. استغلال الطاقة الحركية ويتساءل الشامسي لم لا نستغل الطاقة الحركية التي توفرها أجهزة كثيرة من حولنا؟ مبينا أنه على سبيل المثال يمكن استخدام جهازه وفكرة الحركة الميكانيكية الناتجة من القطارات وبالأخص مترو دبي وذلك بوضع توربينات في محاور القاطرات تولد طاقتها من الطاقة الحركية للقطار نفسه فهذه طاقة غير مستغلة ومجانية وتكفي لتشغيل مدن الدولة بأكملها. ويقارن الشامسي بين الطاقة التي تعتمد على الحركة الميكانيكية وتلك التي تنتج من الطاقات الأخرى ويقول: “الطاقة التي تعتمد على الحركة الميكانيكية طاقة غير مستغلة ومتجددة ونظيفة ولا تحتاج إلى تقنيات عالية أو تكاليف باهظة فهي متوفرة في مختلف مجالات الحياة، أما المولدات التي تنتج الطاقة بواسطة الرياح تنتج الطاقة عند دوران المراوح وذلك عن طريق تمرير الهواء في المراوح وهي مكلفة وتأخذ مسافات متباعدة وتكون كلفتها بالغة، والطاقة المولدة من الخلايا الشمسية تنتج عند وجود شمس فقط وهي مكلفة وتأخذ مسافات كبيرة ومتباعدة وصيانتها باهظة التكاليف، والطاقة التي تعتمد في توليدها على الوقود الاحفوري مثل الديزل أو النفط تكون معدومة فلا يمكن استعادة الوقود الذي استهلك من توليد الطاقة وهي مكلفة وتأثير الكربون الناتج عن احتراق الوقود ضار بالبيئة”. الجهاز ومكوناته يشير الشامسي إلى جهازه موضحا مكوناته والتي هي عبارة عن صندوق متوسط الحجم صنعه من الخشب وضع في داخله بطارية سيارة قوتها 12 فولت وجهاز محول يحول الطاقة من البطارية إلى المحرك وبالعكس ومولد ومفتاح موصل للطاقة مربوط بضوء أصفر صغير تشير إنارته إلى أن المحرك والبطارية متصلان بفعالية ومفتاح ثان لتحويل الطاقة من البطارية إلى المولد ومن ثم تتحول إلى المحرك، ومفتاح ثالث دائري للتحكم بدوران المحرك، بالإضافة إلى مؤشر يوضح مدى حاجة الجهاز المراد تشغيله للطاقة مثل التلفاز فإذا كانت الطاقة الواصلة له كافية يضيء الضوء الأخضر في الجهاز المخترع وإذا كانت غير كافية يضيء الضوء الأحمر حتى يقوم مستخدم الجهاز بدوران إضافي لمفتاح التحكم بدوران المحرك فتتولد طاقة إضافية كافية ، كما يوجد ضوء أحمر آخر تعني إضاءته أن الطاقة بدأت تتحول من البطارية إلى المولد وذلك بثوان معدودة. صعوبات كثيرة واجهت الشامسي في اختراعه لكنه كان يمتلك الكثير من الصبر والجلد والإصرار الذي يجب أن يكون لدى كل باحث ومخترع فالنجاح في النهاية حصيلة تجارب كثيرة فاشلة ومن أبرز صعوبات مشواره أنه كان يجرب أدوات وأجهزة من محيطه ليرى مدى مواءمتها فعندما احتاج لمحرك فكر ولم يجد أمامه سوى مضخة المياه التي نستخدمها في البيوت لرفع الماء إلى الخزان ، وبعد أن جربها وجد أن قوتها غير كافية ولا يمكن أن تعمل لساعات طويلة بكفاءة عالية دون أن تتعرض للتلف نتيجة زيادة درجة حرارتها فبحث عن محرك خاص قوته عالية جدا ولا ترتفع حرارته ، كما واجه أخطاء وعثرات مع محول الطاقة الذي اشتراه من السوق واضطر لإجراء تعديلات عليه لئلا يحترق معه كما احترق سابقه. موقف طريف الجميل والفكاهي أن الشامسي جند أسرته وأطفاله لمساعدته وعندما نجح وكاد يطير من الفرح بأن شغلوا التلفاز والدريل على جهازه المبتكر قاموا بذات اللحظة بوصل جميع أجهزة البيت معا في نفس الجهاز وإذا بالثلاجة تحترق فلم تكتمل فرحتهم لكنه سرعان ما اكتشف المشكلة وهي أن المحرك الذي استخدمه حينها لديه طاقة معينة ولم يتحمل لذا ينبغي استخدام محرك بطاقة أكبر أو أكثر من محرك ومولد تكون طاقته أكبر ليتناسب مع حاجة الأجهزة مجتمعة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©