رحيل مصمم الأزياء العالمي ايف سان لوران

توفي مصمم الأزياء الفرنسي الشهير ايف سان لوران الذي أحدث ثورة في ملابس النساء ووصف بأنه من أبرز مبدعي القرن العشرين عن عمر يناهز 71 عاما· وحظيت تصميماته في الأزياء بمكانة فنية راقية في كل أنحاء العالم، وكان ينظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد أعضاء نادي صفوة مصممي الأزياء مع كريستيان ديور وكوكو شانيل الذين جعلوا من باريس عاصمة الموضة في العالم· وكانت صحة هذا المصمم الكبير الذي ولد في وهران بالجزائر وترك بصمته على عالم الأزياء والموضة تتدهور منذ أشهر عدة إلى درجة توقف معها عن المجيء الى جادة مارسو، حيث مقر دار الأزياء التي تحولت في 2004 الى مؤسسة لكنه احتفظ دائما بمكتبه فيه· واعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه بوفاة ايف سان لوران ''يتوارى واحد من ألمع الاسماء في مجال الموضة، وهو أول من رفع الأزياء الى مرتبة فن طبقت شهرته الآفاق''· وقال ساركوزي في بيان صدر ''بعبقريته الخلاقة وشخصيته الأنيقة والرقيقة، المتحفظة والمميزة، ترك ايف سان لوران بصماته على نصف قرن من الابداع والابتكار، سواء في مجال الترف أو الألبسة الجاهزة، لأنه كان مقتنعاً بأن الجمال ترف ضروري لجميع الرجال وجميع النساء''· أشاد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون بإيف سان لوران ''مصمم الأزياء الاستثنائي الذي اثر تأثيرا عميقا في تاريخ الازياء'' وحيا ''الفنان العبقري الذي طالما ساهم في شهرة فرنسا وذيوع صيتها''· وقال فيون في بيان صدر ليل الاحد الاثنين، إن ''ايف سان لوران برع في الجمع بين الموضة والألبسة الجاهزة وسيترك بصماته على المخيلة الجماعية''· وأعرب بيار بيرجيه الذي شارك في تأسيس وادارة دار ايف سان لوران عن حزنه وتأثره البالغ لفقدان من ''رافق تطور المرأة''· وقال ''إنه كان يعرف تماماً أنه أحدث ثورة في عالم الأزياء والأهمية التي احتلها في القسم الثاني من القرن العشرين''· وارتدت أشهر النساء أزياء سان لوران من الأميرة جريس اميرة موناكو الراحلة إلى الممثلة كاثرين دونوف ولكنه كان أول من جعل الماركات الباهظة متاحة لعدد كبير من العملاء من خلال مجموعات مبتكرة من الملابس الجاهزة· ظهر على الساحة العالمية وهو في الحادية والعشرين من عمره فقط وأسس امبراطورية تنتج الملابس والعطور والاكسسوارات وكانت أول بيت ازياء يطرح اسهمه في البورصة عام ·1989 غير أنه عانى من اكتئاب حاد وخضع لعلاج من إدمان الكحول وانسحب من الحياة العامة في سنواته الأخيرة· وأقر هذا المصمم الكبير الذي كان خجولاً إلى أبعد حدود أمام الصحفيين، بأنه عرف في حياته ''الخوف والوحدة المريعة، والأصدقاء المزيفين المتمثلين بالمهدئات والمخدرات، وسجن الاكتئاب والمراكز الصحية''· وبيع دار سان لوران مرتين في 1993 لـ ''الف-سانوفي'' وفي 1999 لمجموعة ''غوتشي'' المتفرعة عن مجموعة ''بيه بيه ار'' الفرنسية التي قسمت الدار إلى كيانين، وبقي عنوان الأزياء الفاخرة في جادة مارسو الرقم خمسة، حيث ابتكر سان لوران تصاميمه حتى ·2002 وفي تلك السنة ولمناسبة وداعه عالم الموضة، نظم في مركز جورج بومبيدو في باريس عرض ازياء استعاد فيه اربعين سنة من الابداع· وجمع سان لوران الذي يحمل وسام ضابط كبير في جوقة الشرف، المكافآت والمعارض التي تضم تصاميمه القديمة وآخرها افتتح لتوه في مونتريال (كيبيك)·