الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إبراهيم عبد الملك: كلنا مخطئون

إبراهيم عبد الملك: كلنا مخطئون
3 يونيو 2008 00:43
هو ملف شائك لكن من يريد صالح الرياضة الإماراتية عليه أن يفتحه وأن يقرأه وأن يدلي فيه بدلوه·· صعب أن نتكلم عن سلبياتنا لكن الواقع يقول إن هذا هو ما نحتاجه، نحتاج إلى المكاشفة وإلى الوقوف في مواجهة الذات لنعرف أين نحن وماذا نريد، وبعد مسيرة حافلة وطويلة لابد وأن نسأل الآن: أين نقف، وماذا قدمنا، وما هو واقعنا، وكيف السبيل إلى الحفاظ على ما حققناه وإضافة المزيد؟ الآن علينا أن ننظر إلى المسافة التي قطعناها، والأخرى التي أمامنا، ونوازن ونقارن، لنخوض المسافة الباقية بروح جديدة وفكر جديد، فالباقي من الطريق مختلف وآليات القادم ليست كما سبقها· جلسة ''الإنجاز الرياضي والحس الوطني'' التي شهدها ملتقى الهوية كانت بمثابة مصباح كشف لنا الطريق، وهل هو وعر مليء بـ''المطبات'' التي تعوق المسيرة، أم أنه سهل وسيمضي بنا إلى حيث نريد·· والآن نحن نساهم ·· نتحاور·· نشرّح واقعنا الرياضي في سلسلة نأمل أن تحقق الهدف·· وهل لنا من هدف إلا الإنجازات؟· حين تحدث في ملتقى ''الهوية'' كان شجاعاً إلى درجة الصدمة·· وفي الوقت الذي انتظر منه الكثيرون أن يعدد ''معلقات'' الإشادة والتجميل إذا به يفاجئهم بما لا يتوقعون، ويضع الساحة الرياضية أمام تحدياتها الحقيقية، معترفاً بأن هناك سلبيات كثيرة لابد من التصدي لها لتمضي الرياضة نحو ما تريد· كان إبراهيم عبدالملك أمين عام اللجنة الأولمبية وأمين عام الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة يدرك أنه بشكل أو بآخر سيكون مسؤولاً عن هذه التحديات والسلبيات التي تحدث عنها، وأنه بحكم انتمائه إلى قمة الهرم الإداري الرياضي قد يصبح متهماً من قبل البعض، لكنه - باختصار - انحاز للصالح العام وأدرك أن تأصيل وتعزيز الهوية يحتاج أول ما يحتاج إلى المكاشفة والمصارحة، ويحتاج إلى الصدق· وعلى مدار 8 حلقات سابقة استعرضنا التحديات السبعة التي تواجه الرياضة الإماراتية في عام الهوية·· كثير من الوقائع والأرقام التي استعرضناها، والآراء المتباينة·· مؤيدون ومعارضون تحدثوا·· وكنا دوماً ندور وندور حول الهيئة واللجنة الأولمبية باعتبارهما المرجعية الرياضية والمنوط بهما تسيير الأندية والاتحادات وتفاصيل المشهد الرياضي كافة، ومن جديد وجدنا أنفسنا نعود إلى إبراهيم عبدالملك بعد أن تجمعت لدينا حصيلة ضخمة من التساؤلات والرؤى والأفكار والاتهامات أيضاً، وكعادته كان عبدالملك شجاعاً، وأكد من البداية أنه لا يعرف أي خطوط حمراء أو أي خطوط أخرى أياً كان لونها، وحتى عندما كانت بعض التساؤلات تبدو خارج النص كان يؤكد أنه لم يتعود عدم الإجابة على أي سؤال·· وبهذه الروح وهذا الفهم العميق لطبيعة الرسالة الإعلامية حللنا ضيوفاً على إبراهيم عبدالملك في مكتبه، وحل هو ضيفاً على ''الاتحاد'' في (أجرأ) وأكثر حوارات الموسم سخونة وإثارة· ؟ (الاتحاد): كيف تابعتم نظرة الشارع الرياضي بمختلف فئاته للتحديات الرياضية التي تم الكشف عنها في ملتقى الهوية، وأصبحت بعد ذلك حديث الشارع الرياضي؟ ؟؟ يجب أن نختلف لنصل إلى الحقيقة·· أؤمن بذلك إلى أقصى درجة، ومن الجيد أن نسمع آراء مختلفة ونطّلع على أفكار متباينة، وإذا كنا نتطلع للمستقبل فعلينا أن نتحاور، شريطة أن يكون الطرح نابعاً من سعينا للتطوير واللحاق بركب من سبقونا· وأضاف: لا يمكن أن نقول إننا الأفضل، وإنما علينا أن نقول ''نسعى إلى الأفضل''، وقد ولى زمن الكلام المنمق والشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ويجب أن نكون واقعيين وننظر للمستقبل نظرة بعيدة عن العاطفة، وأن نقيّم أنفسنا تقييماً علمياً منطقياً لنعرف أين نضع أقدامنا بالضبط، ومن وجهة نظري أحترم جداً كل ما قدم على صفحات (الاتحاد)؛ لأن الآراء التي طرحت - رغم تباينها - تصب في مصلحة العمل الرياضي، وعامة التوافق على فكر ما يجب ألا يكون هدفاً ننشده؛ لأن الاختلاف وحده هو الطريق للحقيقة كما قلت· ؟ (الاتحاد): هذه التحديات التي تفاعل معها الوسط الرياضي بشرائحه والمنتسبين إليه كافة·· أليست بحاجة إلى ملتقى رياضي خاص لمناقشتها والعمل على حلها بحضور جميع الأطراف؟ ؟؟ نعم هي بحاجة لذلك، ولا أخفي عليكم أنه تم طرح فكرة عقد ملتقى رياضي على معالي عبدالرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ووافق معاليه على فكرة الملتقى الذي سيجتمع فيه القائمون على الرياضة كافة سواء الهيئة أو اللجنة الأولمبية أو الاتحادات والأندية، وإن شاء الله من المنتظر أن يُعقد الملتقى في دبي بعد تشكيل الاتحادات الرياضية مباشرة، وربما يكون موعده في أكتوبر المقبل، وخلال الملتقى سيتم طرح الخطة الاستراتيجية الرياضية والمبادرات التشغيلية للخطة، وهو الجديد الذي سيشهده هذا الملتقى بعد أن طرحنا الخطة في اجتماع عام سابق، وفي الملتقى سنطرح المبادرات التي تصب لصالح الأهداف التي نسعى لتحقيقها خلال عام 2008/2009 إن شاء الله· ؟ (الاتحاد): وأين التحديات من الملتقى؟ ؟؟ الملتقى سيشهد حضور كل المهتمين بالحركة الرياضية من أعلى مسؤول إلى كل المنتسبين للوسط، وستعقد سلسلة من اللقاءات، وستدعى له كل الجهات والمؤسسات والاتحادات والمجالس الرياضية والإعلام، وسنعمل على الخروج بعدد من المحاور والتوصيات توضع موضع التنفيذ بعد ذلك، وأعتقد أن القادم سيكون للعمل، فقد تكلمنا وطرحتم أنتم وتفاعل معكم الوسط، ولا مجال للمزيد من الكلام· ؟ (الاتحاد): لنعد إلى التحديات، وتحديداً من القاعدة الرياضية ''الرياضة المدرسية'' التي كانت متهمة بالوهم، غير أنهم في اتحاد الرياضات المدرسية وصفوا واقع المنتقدين لهم بأنه أشبه بمن نام 36 عاماً ثم استيقظ ليسأل عن الرياضة المدرسية·· أين كنتم منها منذ زمن؟ ؟؟ النوم 36 عاماً لا يعني ألا نستيقظ وأن نظل نائمين أبد الدهر، كان لابد أن نصحو، ولذلك سعينا مع وزارة التربية والتعليم إلى تحريك المياه الراكدة، ولا شك أن اتحاد الرياضات المدرسية اجتهد في حدود المتاح، ولكن هل حقق طموحات بناء الحركة الرياضية في المدارس؟·· بالطبع لا، وظل الهرم مقلوباً كما هو، ويحتاج إلى من يعدله لنصحح المسيرة وتصبح خطواتنا بعد ذلك منطقية ومثمرة· ؟ (الاتحاد): لكن من المخطئ والمتسبب في قلب الهرم·· أعتقد أنه ليس اتحاد الرياضات المدرسية وحده؟ ؟؟ كلنا مخطئون ومتسببون فيما حدث، سواء وزارة التربية والتعليم أو هيئة الشباب أو اللجنة الأولمبية، وأيضاً الحكومة، وهذا الاعتراف بالخطأ هو بداية تصحيح المسار وليس عيباً أن نخطئ أو نعترف بالخطأ، المهم ألا نستمر في ذلك، وأن نتخذ من تجاربنا دافعاً للاستمرار بعد دراسة السلبيات والإيجابيات كافة· ؟ (الاتحاد): هل بالإمكان تلخيص أخطاء الجهات التي عددتموها؟ ؟؟ على سبيل المثال، فإن سياسة ''التربية والتعليم'' خلال الحقبة الماضية كانت تقوم على أساس أن الرياضة مادة غير أساسية، ولهذا استمر الهرم مقلوباً وانعكس ذلك سلباً على المخرجات الرياضية في قطاع التعليم، بينما الواقع يقول: إن التربية الرياضية أساسية ومهمة وفي دول كثيرة هي في مقدمة المواد الأساسية· ؟ (الاتحاد): والهيئة·· ماذا قدمت؟ ؟؟ لست مسؤولاً عن الحقبة الماضية، وفي آخر عامين كان هناك حراكاً مفيداً وأدركنا أن علينا أن نسعى جاهدين لبناء الرياضة المدرسية بناء صحيحاً بالتنسيق مع التربية والتعليم، وقد وضعت الهيئة العامة للشباب ضمن أهدافها الاستراتيجية التسعة بناء الرياضة المدرسية بشكل صحيح، وهذا البناء الذي ننشده لا يعني فقط أن نطلب من وزارة التربية والتعليم إضافة حصص تربية بدنية، وإنما علينا أن نبدأ بتغيير الفكر والسياسة في قطاع التربية، وأن تكون لدينا القناعة المطلقة أن بناء الرياضة يبدأ من المدرسة، وهنا الدور أساسي على وزارة التربية والتعليم·· علينا أن نوفر مقومات بناء الرياضة المدرسية، سواء من ناحية عدد الحصص الأسبوعية أو توفير المتخصصين، واعتماد التربية البدنية كمادة أساسية وتوفير المنشآت داخل المدارس، وتوفير البيئة الصالحة لممارسة الرياضة داخل المدارس، وترك الأمر بهذه الصورة وهذه التشعبات والتفاصيل الكثيرة لوزارة التربية والتعليم وحدها يعني أننا نحملها أكثر من طاقتها، ولذا لابد أن تساهم بقية مؤسساتنا مع ''التربية والتعليم'' في هذا العبء الثقيل· ؟ (الاتحاد): اتهمتم الرياضة المدرسية بأنها تبيع الوهم·· هل يعقل أن ميزانيتها لا تتجاوز 500 ألف درهم، وكيف تطلبون منها بناء القاعدة في ظل هذه الميزانية الهزيلة؟ ؟؟ بالطبع لا يعقل أن تكون تلك هي ميزانيتها، وهي بحاجة إلى مئات الملايين إن كنا نريد لها القيام بدورها الحقيقي، وإن كنا نريد منها أن تبني قاعدة للرياضة·· إنها الأساس والقاعدة، وقاعدة البناء تحتاج إلى الكثير لتكون متينة وراسخة· ؟ (الاتحاد): ولماذا لم تدعموها؟ ؟؟ اتحاد الرياضات المدرسية تابع لوزارة التربية والتعليم، وهو ما يعني أن هذه المهمة هي مهمة ''التربية''، ونحن لا نحاول التخلص منها، بالعكس نحن مؤمنون بالشراكة وبأننا جميعاً في مركب واحد، وقد قلت من قبل إن ترك المهمة لـ''التربية والتعليم'' وحدها يعني أننا نحملها فوق ما تطيق، لكن يبقى الأمر أيضاً مرهوناً بموازنات ولوائح وقوانين، ونحن رغم هذه التبعية لـ''التربية'' والتعليم كنا ندعمهم لممارسة النشاط، ولكم أن تتصوروا أن ميزانيتنا هذا العام 110 ملايين درهم، غير موازنة اتحاد الكرة البالغة 60 مليون درهم، وهي ميزانية محدودة مطلوب أن ننفق منها على الرياضة·· الرياضة بكل ما فيها، ومن فيها، وكانت الميزانية العام السابق 100 مليون درهم غير موازنة اتحاد الكرة، وقبل أن أتولى الهيئة كانت 80 مليوناً فقط، ومنذ أن توليت كان الاتفاق على زيادتها أول عام 20 مليوناً ثم 10 ملايين كل عام لمدة 3 سنوات، وصدقني هو رقم متواضع قياساً بالمستهدف والتحديات· ؟ (الاتحاد): أعلنتم عن اتفاقية شراكة مع ''التربية والتعليم''·· إلى أين وصلت هذه الاتفاقية؟ ؟؟ لقد تم التوقيع من الوزيرين بالفعل على الاتفاقية التي تهدف إلى وضع الرياضة المدرسية في مكانها الصحيح لتقوم بدورها الصحيح، وتم تشكيل لجان متخصصة لتفعيل الاتفاقية والوصول إلى صيغة العمل، واجتمعت اللجان أكثر من مرة وتم وضع توصيات عديدة نأمل أن توضع قريباً موضع التنفيذ، وتصب جميعها في تفعيل النشاط المدرسي، وهناك لجنة مختصة تعمل حالياً على هذا الهدف· ؟ (الاتحاد): بعد استقالة الدكتور أحمد سعد الشريف رئيس اتحاد الرياضات المدرسية وفق اللوائح عقب توليه أمانة مجلس دبي الرياضي، هناك من يطالب بأن يتولى وزير التربية والتعليم نفسه رئاسة اتحاد الرياضات المدرسية·· كيف ترون ذلك؟ ؟؟ أتمناه من كل قلبي؛ لأنه لصالح الرياضة المدرسية، والمرحلة المقبلة تحتاج إلى ديناميكية وإيقاع عمل سريع، وفي الوقت نفسه بنّاءً، ووجود معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم على رأس الاتحاد سيمنحه قوة وفاعلية هو أحوج ما يكون إليها لمواجهة تحدياته المستقبلية· ؟ (الاتحاد): بعيداً عن الرياضة المدرسية وفي قضية غياب التواصل والتنسيق، هناك من يرى أن الهيئة متهم رئيس في غياب هذا التنسيق؛ لأنها من المفترض أنها الجهة التي تجمع شتات الاتحادات؟ ؟؟ هناك تنسيق كامل بين هيئة الشباب وكل الاتحادات الرياضية التابعة لنا، وهو تنسيق يفرضه واقع انضواء الاتحادات كافة تحت لواء الهيئة وتسيير أعمالها، ومن غير الطبيعي أن يطرح فرد ما فكرة أنه لا تنسيق بين الهيئة والاتحادات؛ لأن ذلك يعني ببساطة أن نتوقف عن العمل، التنسيق والتواصل من أبجديات عملنا، ويتبع ذلك التقييم للأداء في هذه الاتحادات، وهل هو في مستوى أو دون مستوى الطموح، وأيضاً المحاسبة للاتحادات على ما قدمته، وستشهد المرحلة المقبلة تقييم أعضاء الاتحادات الرياضية من خلال أدائهم في هذه الاتحادات، إذ لن يكون الأمر متوقفاً على نجاح شخص ما في اتحاد ما ليُترك بعد ذلك، سيكون هناك تقييم لأداء هذا الشخص وتجربته ومواظبته، وما قدمه للاتحاد، وهذا التقييم سيكون له مردوده بعد ذلك· ؟ (الاتحاد): إذن ماذا كنتم تقصدون بالتنسيق الغائب حين تحدثتم في ملتقى الهوية؟ ؟؟ كنا نتحدث عن التنسيق الذي ننشده مع المجالس الرياضية الثلاثة، سواء في دبي أو أبوظبي أو الشارقة·· وللعلم، المجالس أثرت الحركة الرياضية وتقوم بدور حيوي ورئيس في النهضة التي ننشدها ونتمنى استكمالها في بقية الإمارات، ولكن المرحلة المقبلة تتطلب خلق نوع من الشراكة مع هذه المجالس، وضرورة وجود تنسيق قوي بين هيئة الشباب والمجالس، والرؤية المستقبلية للهيئة تقوم على ترك قضية الأندية الرياضية للمجالس في كل إمارة، بحيث تضع الهيئة القوانين واللوائح المنظمة لعمل الأندية، وتقيّم دور اللعبات داخل هذه الأندية من خلال الاتحادات وتترك المجالس لتنظيم عمل هذه الأندية· ؟ (الاتحاد): هناك من يرى أن المجالس نفسها عززت فكرة عدم التواصل بتوجهها المحلي في كل إمارة وأن ذلك لا يراعي النظرة العامة التي تضع المنتخبات هدفاً رئيساً؟ ؟؟ هذا الكلام فيه تجنٍ على المجالس الرياضية، وحتى الارتقاء بالأندية في كل إمارة، هو أمر ينعكس إيجاباً على المنتخبات؛ لأن لاعبيها هم نتاج هذه الأندية، ونظرة المجالس الرياضية عامة ليست محدودة، وإنما هي تتيح التركيز وتأهيل القاعدة في كل إمارة، للانصهار مع المجموع بعد ذلك وفق استراتيجيات خاصة وعامة، وأهداف تصب في الصالح العام، وكلما ارتقى المستوى على صعيد الإمارة سيمتد ذلك بالطبع إلى المستوى العالم· ؟ (الاتحاد): هل يعني ذلك عدم وجود مأخذ لديكم على المجالس الرياضية؟ ؟؟ هو ليس مأخذاً، وإنما أمنية، حيث أتمنى من المجالس الرياضية ألا تركز على موضوع كرة القدم فقط، وأن تسعى مع الأندية إلى نشر الألعاب، خاصة الفردية التي ثبت من واقع التجربة أنها كنز من الذهب علينا استثماره، وعلى المجالس أن تقوم بدورها في ذلك· ؟ (الاتحاد): لننتقل إلى تحدٍ جديد تحدثتم عنه في ملتقى الهوية وأقر به الشارع الرياضي، وهو عزوف الكوادر الإدارية الوطنية عن دخول حلبة العمل الرياضي·· ما هي خطة الهيئة لمحاصرة هذه الظاهرة؟ ؟؟ خلق كوادر إدارية وطنية تتولى دفة العمل في الاتحادات يأتي في مقدمة أولوياتنا خلال المرحلة المقبلة؛ لأن التوطين في هذا القطاع مهم جد، وهو تحدٍ لا بديل أمامنا عن التصدي له للوصول إلى علاج ناجع، وبسببه نواجه العديد من العقبات، خاصة إذا علمنا أن نسبة التوطين في الاتحادات ضعيفة جداً ولا ترتقي لمستوى الطموح· ؟ (الاتحاد): وما سبب هذا العزوف؟ ؟؟ لا أحد ينكر أن السبب الأول يعود إلى عدم قيام هيئة الشباب بوضع لوائح خاصة بالنسبة للكادر الوظيفي للمواطنين، وقد قمنا بدراسة في هذا الصدد اكتشفنا بعدها أن هناك إحجاماً كبيراً من قبل كوادرنا عن العمل في المؤسسات الرياضية بسبب ضعف المردود المادي، وعدم وجود ضمان اجتماعي في حالة ترك الموظف للخدمة؛ ولأن القوانين الحكومية لا تنطبق عليهم، وأقرب مثال على ذلك نسبة الـ70 في المائة زيادة في رواتب العاملين بالدولة لم تطبق عليهم، وقد تم تكليف الجهات المختصة داخل الهيئة بإعداد دراسة لوضع نظام خاص لهذه الاتحادات يعمل على استقطاب الكوادر ويضعها قدماً مع غيرها من وظائف الدولة العليا، ويراعي كل السلبيات والتحديات التي تحول دون إقبال الكادر الوطني على العمل الرياضي· ؟ (الاتحاد): مشكلات الساحة الرياضية امتدت لتطال الدور الثقافي والاجتماعي للأندية، والهيئة تلمس ذلك وتدركه·· ماذا ستفعلون للعودة بالأندية للقيام بكامل أدوارها؟ ؟؟ للأسف خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، كانت الأندية تزخر بهذه الأنشطة وتبدل الحال الآن، وأصبح الدور الثقافي مجرد عبارة على لافتة كل نادٍ، أما النشاط الاجتماعي فلا وجود له، وعلينا -إن كنا نريد نهضة شاملة تقوم على أساس بناء الرياضي والرياضة من الألف إلى الياء- أن نقوي هذا الدور، وأن تعود الأندية من جديد لتقوم بدورها في الحياة العامة بدلاً من أن تكون الكرة هي العنوان الوحيد للحياة الرياضية، وقد تم تكليف إدارة الشباب في الهيئة بإعداد دراسة تعمل على إعادة الحياة الثقافية والاجتماعية للأندية من جديد، وبعد ذلك سيتم الإيعاز للأندية بسبل وطرق استعادة هذا الدور، وفي حالة تقاعس الأندية عن ذلك قد نلزمها بالتصدي لهذا التحدي من خلال آلية معينة يتم وضعها· ؟ (الاتحاد): الدور الثقافي والاجتماعي ليس هو الغائب الوحيد في مواجهة الكرة، فالألعاب الفردية والجماعية أيضاً تعاني، وتحتاج إلى وقفة؟ ؟؟ الكرة طاغية على كل شيء·· هذه هي الحقيقة شئنا أم أبينا، فالكل يتفاعل معها وشعبيتها ليست قاصرة علينا هنا، وإنما هي قاعدة عالمية، ومن الصعب مقارنة الكرة بأي لعبة أخرى، ولكن لو وضعناها جانباً بكل سلطانها وشعبيتها فبإمكاننا أن نركز مستقبلاً على بقية اللعبات، والفردية على وجه الخصوص· ؟ (الاتحاد): وهل سيحدث ذلك·· هل سيكون التركيز مستقبلاً على الألعاب الفردية؟ ؟؟ نعم·· هذا هو الاتجاه، وبعد الاحتراف وخصخصة الأندية سيكون بإمكاننا أن نتفرغ للعبات الفردية، وبصراحة الاحتراف والخصخصة هما الحل لهذه المعضلة، ستتولى لجنة دوري المحترفين أمر الكرة وستصبح الأندية شركات، وعندها سنتفرغ نحن لبقية الاتحادات، وسيكون أمامنا تحدٍ علينا مواجهته، ونحن مطالبون فيه بإنجازات كبيرة جداً، وما دامت الآلية ستتغير، فلاشك أن المشهد الرياضي سيشهد جديداً· ؟ (الاتحاد): لكن الاحتراف لن يكون حكراً على الكرة، وسيمتد أيضاً لكل الاتحادات·· كيف سيكون دوركم في هذه المرحلة؟ ؟؟ الاحتراف سيكون للجميع، ونحن في انتظار صدور القانون رقم ،12 وبعد ذلك سنوعز إلى كل اتحاد ليضع النظام الاحترافي الخاص به في إطار التوجهات الخاصة بالاحتراف، وسنضع نحن آلية هذا النظام، سيكون الإطار العام من الهيئة وستتولى الاتحادات وضع التفاصيل· الأهداف والرؤية وأنت على باب الهيئة لابد وأن تسترعي انتباهك لوحة عريضة حول الرؤية التي تتبعها الهيئة والرسالة التي تقوم بها، وبالرغم من أن الكثيرين قد لاتسترعيهم هاتان اللوحتان إلا أننا كنا مصرين على الوقوف على مضمونهما باعتبارهما يلخصان مهمة هيئة الشباب، وفي ضوئهما تكون المحاسبة ويكون التقييم، كما كنا مصرين على الوقوف على كافة تفاصيل العمل بالهيئة سواء من خلال المعلومات المتاحة بالهيئة نفسها، أو عبر موقعها على الإنترنت· بالنسبة لأهداف الهيئة فتتلخص في النقاط التالية: ؟ الاشراف على المؤسسات ومتابعة أعمالها و التنسيق بينها · ؟ دعم المؤسسات واقتراح أفضل السبل لتطويرها ورفع مستواها· ؟ تنظيم استثمار الشباب لأوقات فراغهم و تنمية مهاراتهم وتطوير لياقتهم البدنية وغرس روح حب الوطن والعمل لديهم · ؟ رعاية الموهوبين والمتفوقين من الشباب علمياً ورياضياً والعمل على تطوير مهاراتهم · ؟ التنسيق و التعاون مع الجهات التي تقوم بدور فاعل في رعاية بعض فئات الشباب · ؟ دعم إسهام المرأة في أوجه النشاط الاجتماعي والثقافي والرياضي بما يتناسب مع طبيعتها ومبادئ الدين الاسلامي الحنيف حتى تحقق دورها في النهوض بالمجتمع · ؟ دعم وتوطيد العلاقات العربية والدولية من خلال الأنشطة الشبابية والثقافية والرياضية وفي سبيل تحقيق ذلك تقوم الهيئة بتنظيم اللقاءات الثقافية والرياضية وإقامة الندوات والمؤتمرات وحث المؤسسات على المشاركة وتنظيم البطولات الرياضــية والمهرجانــــات الشــبابية· ؟ التنسيق مع اللجنة الأولمبية الوطنية فيما يتعلق بالمشاركات الأولمبية · ؟ إجراء البحوث والدراسات الاجتماعية المتعلقة برعاية الشباب وتقديم الاقتراحات بشأنها · أما الرؤية العامة للهيئة فيلخصها شعار''معاً لبناء مجتمع متميز بإبداعات شبابية وإنجازات رياضية عالمية ''· وعن رسالتها كتبت الهيئة: ''نلتزم ببناء وتطوير بيئة متكاملة، تُمكِّن الشباب والرياضيين من استثمار المواهب والطاقات، وتحقيق البطولات، وخدمة المجتمع، بجودة وتميز''· وتنطلق الهيئة في عملها من خلال مجموعة من القيم تمثل ركيزة الأداء داخل جدرانها، وتتلخص هذه القيم في: ؟ الحس الوطني: التفاني في خدمة الوطن والمؤسسة· ؟ الالتزام : برعاية شاملة وخدمات متميزة لجيل شبابي مبادر· ؟ الإنجاز : إنجازات رائدة وتفوق وأداء عال· ؟ المشاركة : شراكة حقيقية مع مختلف الأطراف في اتخاذ القرار · ؟ التميز : على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية· أما غايات الهيئة فتتلخص في: ؟ صقل وإطلاق طاقات وقدرات وإبداعات الشباب في بيئة مناسبة بما يحقق رعايتهم طبقاً لأرقى المعايير الدولية· ؟ تحقيق المشاركة مع المؤسسات المعنية بالدولة لغرس حب العمل التطوعي وخدمة المجتمع في نفوس الشباب· ؟ السعي نحو التميز والجودة في تنمية مواردنا المؤسسية· الأهداف الاستراتيجية التسعة تتضمن خطة هيئة الشباب والرياضة الاستراتيجية تسعة أهداف هي كالتالي: ؟ الهدف الاستراتيجي الأول: دعم وتطوير المسابقات المحلية لتحقيق البطولات العالمية· ؟ الثاني: تلبية احتياجات قطاع الشباب والرياضة من المنشآت والمرافق الحديثة· ؟ الثالث: زيادة الاهتمام بقطاع المعاقين ورعايتهم· ؟ الرابع: الارتقاء بمشاركات الرياضة النسائية وتوفير البيئة المناسبة· ؟ الخامس: إصدار التشريعات والقوانين التي تتفق مع الاحتياجات المحلية والعالمية· ؟ السادس: تنسيق الأنشطة مع المتعاملين والمعنيين لتوفير الدعم من الجهات الحكومية والأهلية والخاصة· ؟ السابع: تشجيع النشاط التطوعي وتوسيع مشاركة المجتمع في الأنشطة· ؟ الثامن: تنمية وتطوير الموارد البشرية معرفيا ومهارياً· ؟ التاسع: تبني الجودة كمعيار أساسي للنجاح، وتحقيق الأداء المتميز للارتقاء بالخدمات· ضوابط تشكيل الاتحادات الجديدة في قضية الرياضة المدرسية سألناه: في اتحاد الرياضات المدرسية، قالوا إنهم طلبوا منكم تشكيل اتحادات للعبات أوجدوها على الساحة مثل الجمباز لكنكم لم تتفاعلوا معهم ولم تستجيبوا·· ما مدى صحة ذلك؟ وأجاب عبد الملك: تشكيل الاتحادات الرياضية، أمر له ضوابط ولوائح ولا يتم بين يوم وليلة أو بناء على رغبة شخص أو حتى عدة أشخاص، ومتى توافرت هذه الضوابط والشروط فإن الهيئة لا تتردد في إشهار الاتحاد، وبالعكس، الهيئة تحبذ ذلك وتتمناه وتساعد عليه؛ لأن إنشاء اتحاد جديد، يعني مولوداً جديداً للأسرة الكبيرة التي تظلها الهيئة بمظلتها، والدليل أنه لما طلب منا إشهار اتحاد المبارزة وكان مستوفياً للشروط، قمنا بإشهاره، وعن نفسي أنا مع قضية إشهار اتحاد للجمباز باعتبارها لعبة أولمبية، لكن علينا التأكد أولاً من وجود ممارسين، وحتى الآن لم يوافنا اتحاد الرياضات المدرسية بالكم العددي لممارسي هذا النشاط، وإذا حدث واستوفوا الشروط فنحن على استعداد كامل لإشهار الاتحاد ومساندته ورعايته حتى يرى النور ويشارك في المسيرة الرياضية· مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة حول مدى استعدادنا لخوض تجربة الاحتراف الشامل والجامح قال إبراهيم عبد الملك: مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، ونحن والحمد لله مؤهلون له أكثر من غيرنا، لكن علينا أن نعي أن الاحتراف الذي ننشده لن يتحقق في يوم وليلة وليس بقرارات وقوانين فقط، الاحتراف ثقافة تبنى مع الإنسان ويصبح من سلوكه وعلينا أن نرسخه في نفوس الأجيال القادمة لتتربى على ثقافة الاحتراف، وعلينا بالصبر فالنتائج لن تتحقق في عام أو اثنين·· نحن بحاجة من 8 إلى 10 سنوات لاستيعاب مفهوم الاحتراف الحقيقي·· المهم أن نبدأ من الآن· وحول من سيدير الأندية بعد الخصخصة قال: يديرها من يديرها، هذا الأمر يتعلق بالشركة التي ستمسك بزمام الأمور واللوائح التي ستضعها، وهل ستكون شركة مساهمة أو جمعيات عمومية، وهل ستنتخب إدارتها أو ستكون الإدارة معروفة سلفاً، ستكون الأندية منشآت خاصة وستدار وفق مفاهيم استثمار وربحية بالشكل الذي يحقق لها ذلك· وسألناه: هذا الاحتراف القادم·· هل يعني أن اتحـــاد الكــــرة قد خرج تماماً من عباءة هيئة الشباب؟ وأجاب: لم يخرج اتحاد الكرة من عباءة الهيئة ومازال داخل تلك العباءة بوصفه مؤسسة إماراتية رياضية، وطالما أنه يحصل منا على 60 مليون درهم قيمة ميزانيته السنوية، وحتى لو كان له نظامه الخاص المعتمد من الاتحاد الدولي للعبة ''الفيفا''، وهذا التلازم ليس من قبيل الهيمنة، ولكنها شراكة تصب في الصالح العام· الهيئة في سطور يوضح القانون الاتحادي رقم 25 لسنة 1999 مهام و أهداف واختصاصات الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة باعتبارها الجهاز الأعلى المختص برعاية الشباب و العناية بشئوونهم و نشاطاتهم بالدولة و تعتبر الجهة الإدارية المختصة بجميع الأمور بشؤونهم المتعلقة برعاية شؤون الشباب والرياضة· ويتولي إدارة الهيئة مجلس إدارة برئاسة الوزير وعضوية نائب للرئيس و أحد عشر عضواً من كبار المعنيين بشؤون الشباب و الرياضة بالدولة· ومدة العضوية بالمجلس 4 سنوات قابلة للتجديد · وللهيئة دون غيرها حق إصدار القرارات الخاصة بإشهار المؤسسات و لها حق إقرار الهياكل و اللوائح التنظيمية و الإدارية و المالية للاتحادات والجمعيات والمراكز الشبابية والرياضية وللهيئة أيضا حق إصدار تراخيص الأندية و المراكز الرياضية الخاصة ووضع اللوائح اللازمة لتنظيم أعمالها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©