الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجهزة الموبايل اليابانية أذكى من التي يعرفها البشر

أجهزة الموبايل اليابانية أذكى من التي يعرفها البشر
25 يوليو 2009 00:50
«عندما يتعلّق الحديث بأكثر أجهزة الموبايل التي ابتكرها البشر ذكاء، فإن اليابانيين عادة ما يلتزمون الصمت بالرغم من أنهم تمكنوا من ابتداع أجهزة من النوع الذي يدفع كبار صنّاع الموبايل في العالم للشعور بالعار والخجل». هذا ما قاله المحلل الياباني هيروكو تابوشي في مقال نشرته صحيفة «إنترناشونال هيرالد تريبيون». ومن يذهب إلى أحد محال بيع الأجهزة اليدوية في طوكيو ليطلع على ما بلغته هذه الصناعة من تطور، فسوف يلاحظ أن أجهزة الموبايل أصبحت تتفوق في تطورها على العشرات من أنواع الأجهزة الإلكترونية الأخرى بما فيها كاميرات الفيديو وأجهزة الاستماع الموسيقية وغيرها. ولا يتوقف اليابانيون يوماً عن إضافة المزيد من الوظائف المهمة لأجهزة الموبايل، فهي وسائل للدخول السريع إلى الإنترنت، ولتصفّح الحساب الشخصي في البنك، وللاطلاع على حالة الجو والأسعار الفورية للبورصات، والاستدلال على الشوارع والمطاعم والفنادق، كما تستخدم كبديل لبطاقات السحب الفوري للأموال من الآلات المخصصة لذلك بدلاً من البطاقات البلاستيكية البنكية. إلا أن الظاهرة الغريبة التي يمكن أن يلاحظها كل إنسان متابع لأسواق الأجهزة اليدوية، هي أنَّه من الصعب العثور على جهاز موبايل ياباني من نوع شارب أو باناسونيك أو «إن إي سي» في المحال المتخصصة في مدن شهيرة مثل نيويورك أو باريس أو لندن. ولعل مما يثير المزيد من الاستغراب هو أن هذه الشركات دخلت بقوّة أسواق الاتصالات العالمية فيما وراء البحار منذ عدة سنوات. ولا يبدو أن شركات إنتاج أجهزة الموبايل اليابانية توّاقة لمغادرة شواطئ هذا الأرخبيل من الجزر البركانية التي تمارس إبداعاتها فوقه. ويقول جيرهارد فاسول رئيس فرع شركة يوروتكنولوجي الاستشارية في طوكيو: «يمكن القول إن اليابان تتقدم بقية دول العالم في كافة أنواع الاختراعات». ويقول خبير ياباني متخصص في تطوير أجهزة الاتصالات يدعى تاكيشي نانتسينو: «لعل أكثر ما يثير الحيرة هو أن أي ياباني من دون استثناء لا بدّ له يمتلك هاتفاً خليوياً من أرقى الأنواع. فما الذي يمنع اليابان إذن من استثمار هذه الخبرة على المستوى العالمي؟» ويمكن اعتبار الشركة اليابانية - السويدية المختلطة «سوني إريسكون»، شركة عالمية وفق كل المقاييس، خاصة لأن مقرّها الرئيسي يقع في مدينة لندن. إلا أن هذه الشركة ذات الأصول الهائلة في ضخامتها، تعاني الآن من خسائر فادحة بعد أن تدنّت مشاركتها في الأسواق العالمية للهواتف المحمولة إلى 6.3 بالمئة خلال الربع الأول من العام الجاري (2009). وجاء ترتيبها من حيث المشاركة العالمية بعد كل من شركة نوكيا الفنلندية، وسامسونج وإل جي الكوريتين، وموتورولا الأميركية. وتكمن غرابة هذه النتائج المفاجئة في أن أجهزة الموبايل اليابانية ربحت الجولة التطوّرية في مجال إضافة كافة الوظائف المتقدمة إليها وسبقت بذلك الشركات الأخرى بزمن بعيد. ومنذ عام 1999 نجح اليابانيون في إضافة وظيفة تصفّح البريد الإلكتروني لأجهزتهم. ثم أضافوا لأول مرة في التاريخ وظيفة الكاميرا الرقمية المدمجة إليها في عام 2000، وفي عام 2001 كانوا أول من يستخدم تكنولوجيا شبكات الجيل الثالث للموبايل، وفي عام 2002 كانوا أول من يضيف خدمة تحميل الموسيقى إلى الهواتف، وفي عام 2004 كانوا أول من يضيف خدمة بطاقة السحب الآلي للأموال إلى بطاقة الموبايل ذاته، وفي عام 2005 أضافوا إليه خدمة التلفزيون الرقمي. واليوم يبلغ عدد مستخدمي الهواتف الذكية للجيل الثالث في اليابان أكثر من 100 مليون. وهو ضعف عدد مستخدمي النظام ذاته في الولايات المتحدة التي تعد سوقاً أضخم بكثير من السوق اليابانية. كما أظهرت البحوث الإحصائية الميدانية أن معظم اليابانيين يعتمدون على جهاز الموبايل لتصفح الإنترنت. وبالرغم من أن كبار صنّاع الأجهزة الإلكترونية في اليابان عمدوا إلى تخطيط مستقبلهم بحيث يتفق مع عصر الثورة الرقمية، إلا أن صنّاع أجهزة الموبايل أثبتوا أنهم يفتقرون إلى مستوى الذكاء الكافي عندما أطلقوا تقنية شبكات الجيل الثاني في أعوام التسعينات وفقاً لمواصفاتهم التقنية الخاصة التي قوبلت بالرفض في كل أنحاء العالم. وكان من نتائج هذا الرفض العالمي، تكريس ظاهرة انغلاق صنّاع الموبايل على أنفسهم داخل السوق المحلية. وتكررت المشكلة في عام 2001 عندما سارعت اليابان لتبني تكنولوجيا شبكات الجيل الثالث المتطورة إلا أن العالم تردّد في شراء خدماته نظراً لأنها تحمل من التطوّر ما يفوق قدرات الأجهزة المتداولة في بقية الأسواق العالمية. ويعني كل هذا ببساطة أن اليابان تعاني الآن من عزلة تكنولوجية تتعلق أسبابها الرئيسية في أنها قطعت في تقدمها التكنولوجي أشواطاً بعيدة إلى الأمام تجعل من الصعب الاستفادة من خدماتها المتطورة في كل أرجاء العالم. عن صحيفة «إنترناشونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©