واشنطن تتهم ميانمار بـ الإهمال الإجرامي في إغاثة ضحايا نرجس

جدد وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أمس انتقاداته الشديدة للنظام العسكري الحاكم في ميانمار متهما اياه بـ''الإهمال الإجرامي'' لانه فرض قيودا على وصول المساعدات الأجنبية للناجين من الإعصار نرجس· فيما رد نائب وزير دفاع ميانمار اي مينت بأن بلاده سترحب بالمساعدات والإغاثة المقدمة بنية طيبة حقيقية من اي دولة أو منظمة بشرط'' ألا يصاحب ذلك آية قيود'' أو أغراض سياسية· وكان يرد بذلك على انتقادات وزراء دفاع آسيويين اجتمعوا في سنغافورة أمس· وبعد شهر على مرور الإعصار، لا يزال العاملون في الوكالات الانسانية يعثرون على ناجين تركوا لمصيرهم في الأرياف المدمرة في دلتا ايراوادي المنطقة الأكثر تضررا· ومنعت الحكومة البورمية لفترة طويلة عمال الانقاذ الأجانب من الوصول الى المناطق الأكثر تضررا من جراء الكارثة التي وقعت في 2 و 3 مايو الماضي، واسفرت عن 133,600 قتيل ومفقود و2,4 مليون منكوب· وبعد ضغوط دبلوماسية كثيفة من الأمم المتحدة، سمح المجلس العسكري الحاكم في نهاية الأمر للمنظمات الإنسانية الأجنبية بالوصول باعداد قليلة الى دلتا ايراوادي رغم ارتيابه الشديد من ذلك· وقال مينت ''نحن نرحب بكل مساعدة تقدم بحسن نية صادقة من أي دولة أو منظمة، بشرط عدم طلب أي مقابل وعدم تسييسها''· واضاف حول المنظمات الإنسانية ''نحن مستعدون لقبولها عملا باولوياتنا''· ورد وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي الموجود في سنغافورة ايضا بالقول ''من غير المشجع سماع ما قاله هذا المسؤول حول الجهود التي بذلناها لمساعدة الشعب البورمي''· واتهم وزير الدفاع الأميركي الذي بدأ أمس زيارة قصيرة الى تايلاند المجلس العسكري الحاكم في ميانمار بـ''الإهمال الإجرامي''، محذرا من انه ''اذا لم يغير النظام موقفه، سيرتفع عدد القتلى''· وقال جيتس إن واشنطن تستعد لاستدعاء سفنها الاربع المحملة بالمواد الغذائية والمخصصة لمنكوبي الإعصار والموجودة قبالة ميانمار، لأن المجلس العسكري الحاكم لم يسمح بتفريغ حمولتها· في هذا الوقت، قال العاملون في المجال الإنساني في دلتا ايراوادي إنهم لا يزالون يعثرون على ناجين لم يحصلوا على أي شكل من المساعدات منذ وقوع الكارثة· وبحسب الناطق باسم الأمم المتحدة في رانجون ايي وين، فان 41% فقط من المنكوبين اي حوالى مليون شخص وصلتهم مساعدة معينة· واضاف ''ذلك لا يشمل أرقام الحكومة لاننا لا نعلم حجم ما قامت به السلطات'' للتعامل مع الكارثة· من جهته، قال رئيس فرع اليابان لمنظمة ''أطباء بلا حدود'' ساتورو ايدا إن ''التنقـــــــلات صعبة بالنسبة الينــــــا''، مضيفا ''نامل في زيادة المســـــــاعدة لمنطقة الدلتا''· واوضح انه حتى بعد شـــهر من وقـــــــوع الكـــــارثة ''لا يزال هناك اشخاص بحاجة لمساعدة''· وفي كانزيك، القرية الواقعة في المنطقة المتضررة، كان ناجون فقدوا كل شـــــــيء يقفون في صف طويل أمـــام دير للحصول على مساعدات أولية كان يفترض ان يتسلموها قبل اسابيع· واعتبر نائب رئيس وزراء ماليزيا ووزير الدفاع نجيب عبدالرزاق أن كارثة ميانمار ''قد تكون أفدح من مأساة تسونامي عام ''2004 التي اوقعت أكثر من 220 الف قتيل على سواحل المحيط الهندي· ودعا رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) الى المساهمة أكثر في عمليات الانقاذ·