الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصداع يخترق عالم الصغار و «الشقيقة»نتاج خلافات أسرية!

الصداع يخترق عالم الصغار و «الشقيقة»نتاج خلافات أسرية!
25 يوليو 2009 00:49
جرت العادة أن يشكو البالغون من نوبات الصداع لكن الغريب أن تطال هذه الأوجاع الأطفال الذين باتوا يعبرون عن استيائهم مما يعانونه من آلام الرأس التي تقف أحياناً حائلاً أمام رغبتهم في ممارسة نشاطاتهم اليومية من اللعب وغيره من الأمور. وأشارت جمعية الشقيقة الألمانية أن 60% من حالات الصداع النصفي عند البالغين تبدأ في مرحلة الطفولة. إلا أن علاج الحالة يبدأ متأخراً ولا يحصل عادة إلا بعد أن تؤثر الآلام على كفاءة الإنسان الدراسية أو العملية في الوظيفة. ودعوا إلى ضرورة أخذ أطفال إلى الطبيب المختص في حال تكرار حالات الصداع خشية أن يدخل المرض مرحلة التحول إلى مرض مزمن يصعب علاجه. وتقول أم أحمد: «كثيراً ما تشكو طفلتي من الصداع، فلا أعير الأمر اهتماماً حتى لا تفتعل الوجع بصورة مستمرة، فربما يكون مجرد تحايل لنيل بعض الاهتمام أو التهرب من القيام بالواجبات المدرسية». من جهتها، تقول أم راشد:«أتعاطف مع ابني عندما يشكو من الصداع، فكيف لهذا الصبي يتحمل آلاماً يعجز الكبير عن مقاومتها، فأحاول تهداته من خلال المسح والضغط برفق على مكان الوجع، ومنحه قسطاً من الراحة في أضواء خافتة». فيما أشارت عايدة جمعة إلى أن ابنتها تعاني أحياناً عند عودتها من المدرسة من نوبات صداع، وعادة ما تكون الشكوى شبه يومية. وتبين:«أخذتها إلى الطبيب للكشف عن المشكلة التي تعود سببها إلى التعرض للشمس بطريقة مباشرة وعدم رغبتها في تناول الإفطار قبل توجهها إلى المدرسة». صداع الأطفال شائع يقول الدكتور محمد الموصلي، الحاصل على ماجستير في طب الأطفال والرضع: «يظن البعض أن الصداع مشكلة مقتصرة على البالغين والحقيقة أن الصداع مشكلة شائعة في ممارسات طب الأطفال حيث إنه قد يصيب الأطفال من عمر السنتين. وفي معظم الأحيان يكون الصداع لفترات قصيرة وغير متكررة وهنا لا يعطي الأهل هذا الموضوع أهمية تذكر ولا يفكرون باستشارة الطبيب وهذا خطأ فغالباً ما يكون الصداع نتيجة الالتهابات حيث تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وبالتالي تتوسع شرايين الدماغ ما يؤدي إلى الصداع، و المثال على ذلك التهاب الأذن الوسطى وهو الشائع من أسباب الصداع لدى الأطفال والتهاب الجيوب الأنفية وأي التهاب فيروسي قد يؤدي إلى اضطراب الرؤية و أمراض العيون والمشاكل السنية وأي إصابة في الرقبة ينجم عنها صداع حاد عند الأطفال». وحول كيفية فحص الصداع، يقول الموصلي:«لا بد من أخذ التاريخ المرضي بشكل تفصيلي ويجب الاستفسار عن مكان موضع الصداع و الشدة والأعراض المرافقة والتوقيت الذي يحصل به الصداع ويجب السؤال عن وجود قصة عائلية لمرض الشقيقة أو وجود خلافات عائلية أو عدم الاستقرار في محيط الأسرة كذلك يجب الاستفسار عن العوامل التي تساعد على حدوث الصداع كالضوء و الضوضاء أو أكل أنواع معينة من الطعام». ويضيف:«يرتبط في ذهن الأهالي علاقة وثيقة بين الصداع و وجود ورم في الدماغ و مع أنه في كثير من الأحيان لا يعبرون عن ذلك بشكل واضح ولكن اندفاعهم وطريقة إلحاحهم بالسؤال توحي للطبيب المعالج بما يدور في أذهانهم وهنا يجب الإشارة إلى أن أورام الدماغ غير شائعة عند الأطفال وبالتالي فإنه على الطبيب المعالج بعد تأكده من عدم وجودها و ذلك من خلال الفحص الطبي الدقيق طمأنة الأهل». يشير الموصلي إلى عوامل خطورة تثير قلق الطبيب ومنها حدوث الصداع عند استيقاظ المريض صباحا أو أن يكون الصداع شديدا لدرجة توقظ المريض من نومه في منتصف الليل وكذلك كون الصداع يزداد بشكل لافت للنظر مع السعال أو مع ثني الجسم، لافتا إلى أن كل ذلك يشير إلى أن الصداع يحتاج إلى المزيد من الدراسة و التدقيق و الفحوص التشخيصية، وكذلك فإن الصداع الذي يأتي بشكل مفاجئ وشديد ومن دون مقدمات سابقة أو عدم وجود قصة سابقة لصداع متكرر ويستمر طوال النهار و يزداد مع مرور الوقت حتى الليل أو ذلك الصداع الذي يترافق مع القيء أو الغثيان أو وجود علامات عصبية خلال الفحص السريري كل هذا يستدعي إجراء تصوير طبقي محوري أو تصوير بالمرنان لاستبعاد وجود أي أورام أو استسقاء في الدماغ أو أمهات دم في شرايين الدماغ. وفي هذه الظروف يجب إجراء فحص عصبي دقيق من قبل أخصائي في الأمراض العصبية للتأكد من سلامة الطفل. ويلفت الموصلي إلى أهمية قياس ضغط الدم الشرياني للطفل لاستبعاد ارتفاع ضغط الدم وعلى الرغم من كونه مرض نادر في الأطفال ولكن قد يحدث نتيجة ضيق الشريان الكلوي. الإصابة بالشقيقة معظم حالات الصداع المتكرر لدى الأطفال تكون نتيجة مرض أو الصداع النصفي. والشقيقة ليست مجرد تسمية لصداع حاد إنما هي مرض يتضمن ظهور ألم في جانب واحد من الرأس . و غالباً ما يرافقه شعور بالدوار و حساسية شديدة للضوء والصوت. ومرض الشقيقة لا يزال على الرغم من التقدم الذي حققه الطب لغزاً غامضاً من حيث الآلية. ويقول العلماء إنهم بدؤوا بفك شفرة آليه هذا المرض. والثابت هو أن آلية المرض تعتمد على تمدد أغشية الأوعية الدموية التي تحيط بالدماغ فقد تركز العلاج على التخلص من هذا التمدد الشرياني عن طريق عقاقير تعمل على تقلص تلك الأوعية. ويسبق نوبة الشقيقة لدى 15% من المرضى اضطراب في الرؤية و يهيأ للمريض أنه يرى وميضاً من الأضواء أو البقع السوداء و ينتابه شعور بالخدر، أو الضعف في أحد جانبي جسمه ما يدفعه للتوجه مباشرة إلى السرير وإغلاق الستائر والنوم تحت «اللحاف». وتصيب الشقيقة الإناث أكثر من الذكور نسبة ثلاثة أضعاف ويمكن أن يتعرض الطفل للإصابة بالشقيقة، وفق الموصلي، منذ السنة الثانية من العمر و يجدر الإشارة إلى أن الشقيقة عند الأطفال لا تأخذ غالبا الشكل التقليدي وفي كثير من الأحيان قد تأتي نوبة الشقيقة على شكل نوبات من الصداع المترافق مع الإحساس بالغثيان أو القيء و الذي يزول عند خلود الطفل إلى الراحة. ويشير إلى أن الأطفال قد يصابون بنوع من الصداع مرتبط بالانفعالات والضغوط النفسية ويشاهد بكثرة عند طلبة المدارس وهذا النوع من الصداع يزداد خلال الليل وعادة ما يتوضع في المنطقة الخلفية من الرأس والعنق، وقد يشتكي الطفل أيضاً من أعراض أخرى مرتبطة بالتوتر مثل الآلام البطنية و الدوار أو الدوخة. تأثير الغذاء وعن دور الغذاء في حدوث نوبات الصداع، تقول أخصائية التغذية لطيفة راشد:«تسبب بعض الأطعمة في حدوث مرض الصداع النصفي، وهو أكثر شيوعاً عند الإناث من الذكور، وغالبا ما تبدأ المعاناة من الصداع النصفي في المرحلة السنية من 5 إلى 35 سنة. ويعتبر سوء التغذية إحدى الحالات المسببة للصداع، إلى جانب بعض الضغوط النفسية كالاضطراب العاطفي التي قد يعاني منها الطفل سواء في البيت أو المدرسة، والإجهاد، والجوع، والتعب، والانزعاج، كما أن عدم انتظام النوم والتوتر الشديد والاستغراق في مشاهدة التلفزيون، والجلوس فترة طويلة أمام شاشة الكمبيوتر كلها تعتبر من مسببات حدوث الصداع». أما عن أنواع الطعام المسببة لنوبات الصداع، فيبين راشد أن تناول أنواع معينة من الأطعمة قد تسبب نوبات من الصداع ومن هذه الأطعمة الشوكولاته‏،‏ اللحوم المصنعة‏، منتجات الأجبان كالجبن القديم والجبن الأبيض، و‏مشروبات الشاي، والقهوة، والمشروبات الغازية، ومنتجات الخميرة المكسرات‏‏ (البندق ، والفول السوداني)، والفواكه (الموز ، والأفوكاته) والخضراوات كاللوبيا، والبازلاء، والعدس، وصلصة فول الصويا والمخللات، واستهلاك المنكهات الصناعية والمواد الحافظة والفواكه المجففة والمحفوظة‏،‏ فمعظمها تحتوي على أملاح الكبريتات‏، وأيضاً اللحوم المصنعة كالسلامي والنقانق والسمك المدخن، وكبد الدجاج والتونة فكلها تحتوي على أملاح النترات المسببة للصداع‏، وانخفاض مستوى السكر في الدم يسبب الصداع ويمكن تفادي الأخير من خلال تناول كوب من العصير ووجبة صغيرة، وأخذ قسط من الراحة. وتغيير عادات الطفل الغذائية قد يكون علاجاً فعالاً للصداع في حال عدم وجود أسباب مرضية‏ أخرى، ويجب أن نقدم للطفل الغذء الصحي الطازج، ويمكن تناول أوميجا ‏3‏ «نوع من الأحماض الدهنية» متوافر في زيت الأسماك يساعد على منع تكرار حالات الصداع النصفي وتناول الفيتامينات المتنوعة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©