الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القوافل الثقافية.. تعزز قيم التلاحم الوطني وتنشر ثقافة التواصل الاجتماعي

القوافل الثقافية.. تعزز قيم التلاحم الوطني وتنشر ثقافة التواصل الاجتماعي
18 مارس 2014 21:40
موزة خميس (دبي) - في حديقة النساء بالبطائح، وللعام الثاني على التوالي، تم إطلاق فعاليات القافلة الثقافية، التي نظمها مكتب دائرة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية، وقد حظيت على مدى يومين بإقبال فاق حضور العام الماضي، حيث توافد أبناء المناطق القريبة من البطائح والمدن المجاورة، خاصة من فلج المعلا وأم القيوين ومن مدينة الشارقة، ويعد ذلك التفاعل الجماهيري مع الفعاليات التي قدمت دليلاً على تعطش الأهالي للتلاقي وإحياء عادة قديمة، عبر المشاركة في العمل والشعور بأهمية التعارف، وجاء تجاوب الزوار مع مفردات القافلة، إشارة إلى حب الناس لممارسة الأنشطة، فهذه القوافل الثقافية تواصل رحلاتها التي لا تتوقف عن العطاء، والتي ما إن تغادر مدينة إلا لتحط رحالها في مدينة أخرى من مدن إمارة الشارقة، مثل الشيص والنحوة ووادي الحلو ومنذ العام الماضي، تم الانطلاق بها إلى المنطقة الوسطى. تلاحم وطني حران بن مبارك بن غوث الجزيعي، رئيس المجلس البلدي للبطايح، وأحد أعضاء اللجنة المنظمة للفعاليات، قال: تأتي تلك الرحلات لتعزيز القيم والتلاحم الوطني، وتأكيد مبدأ نشر ثقافة التواصل، وخلق بيئة متكاملة تستمد مقوماتها من مبادئ وطنية مشتركة واحدة، بالإضافة إلى تجسيد محور الشراكة البيئية بين مختلف المؤسسات الحكومية، ويكمن دورها أيضا في دعم محور التنمية الاجتماعية، وخلق الحوافز والوقائع التي تعزز ثقة المواطن بأرضه والمجتمع والدولة، وجزء كبير من دور القوافل الثقافية يعمل على تنشيط الحياة الاجتماعية والثقافية والرياضية، وتلاقي أهل المناطق مع بعضهم، يعد شرطاً أساسياً وحاجة أساسية لبناء المجتمع المدني السليم، كما يسهم في تثقيف الإنسان وتحصينه اجتماعياً واقتصادياً كضرورة لحياة كريمة، لذلك تستمر برامج دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة في تنفيذ ما يعمل على تقوية النسيج الاجتماعي، وتنشيط الحركة الثقافية والرياضية، وكل ما يجعل الناس يلتقون، ويمارسون نشاطاً جماعياً، مثل الفرجة والاستفادة من الورش والعروض، أو القراءة. تواصل اجتماعي ويضيف الجزيعي، أن إقامة أي حدث شعبي بغض النظر عن أهدافه يعني التجمع وحشد للجهود والأهالي، ولذلك لا يتم تنفيذ أية فعالية دون أن يكون هناك تنظيم واتفاق مع الجهات الأمنية، مثل الدفاع المدني وشرطة تنظيم السير، إلى جانب ضباط وأفراد يحضرون الفعاليات، ويعملون على توفير الأمن والأمان، خاصة للسيدات والأطفال، الذين غالباً ما يكونون موجودين لإحياء الفقرات، أو المشاركة في العرض. وقبل أن تنطلق القافلة الثقافية، على حد قول الجزيعي، نكون قد أكملنا الاستعداد للتلاقي، وتوفير المكان المناسب الصالح لممارسة النشاطات، وهي دعوة للتواصل الاجتماعي في زمن أصبح فيه الكثيرون يعتمدون على التواصل الهاتفي، أو بالرسائل النصية أو عبر مواقع التواصل، بحيث لم يعد هناك تواصل مباشر بين الأجيال المختلفة وحتى بين الأسرة الواحدة، ولكن خروج القوافل الثقافية يعمل على تنشيط التواصل الاجتماعي، وعلى تحفيز الأهالي للمشاركة في مختلف النشاطات، ما يجعلهم يرغبون في مزيد من التواصل من أجل ممارسة بعض الأنشطة. جناح تراثي ويوضح آمنة عمير الكتبي، من العلاقات العامة في بلدية البطايح، وعضو لجنة الفعاليات قائلاً: يبتهج الأهالي كثيراً بالأجنحة التي تقام، ومنها هذا العام جناح تراثي لمقتنيات ومعرض للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصور لمراحل مختلفة من حياته والأنشطة التي قام بها على الصعد الثقافية والاجتماعية وغيرها، ومعرض صور يرصد جماليات الخيل إضافة إلى عرض حي لجمال الخيول من قبل الفرسان، حيث يستعرضون مهاراتهم فوق ظهور الخيول، وتعد فقرة «التومينة أو التحميدة»، طقساً احتفالياً كان يتم في الماضي للأطفال الذين أتموا ختم القرآن الكريم، وأتقنوا تجويده أو حفظه. ولأن البطايح في قلب الصحراء، فإن نقل التراث البحري من خلال الجناح البحري، يتشوق إليه الأهالي خاصة فقرات تنفيذ صناعة المالح بجميع خطواته، وبيع الجسيف والسحناه، بالإضافة إلى الورش المصاحبة لطبخ المالح بأنواعه، مثل «مردودة مالح ومالح الماء ومجبوس مالح وعيش أبيض»، بالإضافة إلى التراث الإماراتي الذي احتوى على أشغال وحرف يدوية تراثية وأكلات إماراتية، وللبداوة مكان وحضور، حيث تقام «الحضيرة» التي يحضر لها الرجال حول النار، من أجل حمس القهوة أو تحميصها وتناولها، وأيضاً كان هذا المشهد قديماً يضم عزف الربابة وحضور الصقارين، وهو جانب تراثي حيوي بالنسبة للمكان. إضافة إلى المشاركات التي أتت متناغمة مع التنوع الثقافي من قبل جناح وزارة الداخلية، الذي ضم العرض العسكري، وعرضاً للزي العسكري، وأستوديو وزارة الداخلية، وعرضاً للسيارات العسكرية، كما ضم جناح منطقة الشارقة الأمنية لوحات أرقام السيارات قديماً، ونماذج لرخص القيادة وللزي العسكري قديماً. تثقيف صحي ومعارض للخط العربي تعتبر الأنشطة الثقافية، فرصة لكسر الجمود وفتح أبواب كثيرة للقاءات والحوارت، ولمقابلة أعداد كبيرة من الناس، وذلك يعد هدفاً تنفذ لأجله النشاطات، لأن اللقاءات التي تتم بين أهالي المنطقة أو من يأتون من مناطق أخرى للمشاركة، يتيح لهم الفرص للتبادل الأحاديث، وإبداء آرائهم في النشاطات التي يقوم بتنفيذها المشاركون، وهذا بحد ذاته جزء كبير من التثقيف، وتبادل الأخبار أو مايقال علوم الناس ،أي أخبار الناس بعضهم بعضاً. ومن المهم أن يكون للتثقيف الصحي مساحة كبيرة لأجل التوعية حول التغذية الصحية، والوقاية من الأمراض المزمنة الخطيرة، وخلال أيام القوافل الثقافية يتم إجراء فحوص لصحة الفم والأسنان، وكان لمشاركة النادي الصحي لمنطقة البطائح الصحي، أهمية كبيرة تم من خلالها عرض الأجهزة الصحية، كما قام بإجراء فحوص طبية لبعض الزوار، ومن أجمل الفقرات التي يقبل عليها الأهالي، معرض الخط العربي، الذي ضم مجموعة من اللوحات للخطاط علي الحمادي، والذي عرض من خلال الجناح نماذج مختلفة من الخط العربي، وأيضاً لأدوات الخط العربي المستخدمة في هذا الفن، وبعض الكتب الخاصة بالخط العربي، فيما قام الخطاط الحمادي بتنفيذ ورشة حية للخط العربي، ويعد المسرح الذي أقيم خصيصا بهذه القافلة، والذي يقام في كل عام في مختلف أنحاء إمارة الشارقة، خلال تنقل القوافل الثقافية، نافذة لتقديم مسابقات ثقافية وفنية وترفيهية، ويمثل أحد اهم أدوات التثقيف، سواء بالصحة، أو البيئة، أو بالعادات والسلوكيات المطلوبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©