شروق عوض (دبي)
أكدت وزارة التغير المناخي والبيئة عدم تلقي أي إخطارات أو بلاغات من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية بشأن تسجيل مرض الهزال المزمن عند الغزلان (CWS) ضمن قائمة الأمراض الخطرة الواجب الإبلاغ عنها وقائمة الأمراض المشتركة التي حددتهما المنظمة، كما لم تضع المنظمة خطوطاً إرشاديةً للاستيراد من الدول التي سجلت إصابات بهذا المرض مما يقلل من أهميته.
وأوضحت الدكتورة كلثم علي كيّاف، رئيس قسم الصحة الحيوانية في وزارة التغير المناخي والبيئة في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن مرض الهزال المزمن للغزلان يعتبر من الأمراض الثانوية التي تصيب أنواعاً معينة من الغزلان الكبيرة في العمر، ومن هذه الأنواع الغزلان ذات الذيل الأبيض، الأيائل، الموس، والرنة، كما يسبب هذا المرض اختلالات في الجهاز العصبي المركزي، خاصة الدماغ والنخاع الشوكي والغدد اللمفاوية العصبية للحيوانات المصابة.
وأشارت كيّاف إلى انتشار العديد من الإشاعات حول وبائية مرض الهزال المزمن عند الغزلان (CWS) واحتمالية انتقاله إلى الإنسان، ولكن لم يثبت إصابة الإنسان بالمرض بعد إجراء دراسات عدة عن مدى إصابة البشر به، لافتة إلى عدم وجود أي مرجعية علمية تبين ارتباط المرض بإصابات بشرية.
وأكدت كيّاف أن مرض الهزال المزمن للغزلان سجل بعدد من الدول، منها أميركا وكندا وبعض دول أوروبا وكوريا الجنوبية، مشيرة إلى أن النرويج التي رصدت إصابةً بالمرض مؤخراً، قد نفذت برنامجاً للتقصي عن المرض بالتعاون مع صيادي الغزلان من خلال أخذ عينات للفحص المخبري من أنسجة الدماغ والنخاع الشوكي، مما يساهم في زيادة معرفة وبائية المرض وانتشاره.
وأوضحت أن مرض hronic Wasting Disease(CWD)) أو ما يسمى بالهزال المزمن للغزلان هو أحد الأمراض الناتجة عن حدوث اعتلال في الجهاز العصبي المركزي في الغزلان، خاصة الدماغ، ويعتبر البريون (perion) المسبب لهذا المرض، نظراً لمسؤوليته في تحويل البروتين الطبيعي في أجساد أنواع معينة من الغزلان إلى بروتين غير طبيعي يؤثر على الخلايا ويسبب تدميرها واعتلال وظائفها الحيوية.
وأكدت رئيس قسم الصحة الحيوانية في وزارة التغير المناخي والبيئة، أن سبب التزام دولة الإمارات بتوجيهات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، ناجم عن كون المنظمة تعد المرجعية العلمية العالمية للأمراض الحيوانية، بما فيها الأمراض المشتركة مع الإنسان، وهي المنظمة المعتمدة لدى منظمة التجارة العالمية، ودولة الإمارات تتبع توجيهات المنظمة بهذا الخصوص.
وذكرت الدكتورة كلثم علي كيّاف أن أعراض مرض الهزال المزمن للغزلان تبدأ بصعوبات في الحركة، وما يميزه فقدان الشهية ونقص الوزن المزمن المتزايد مع الوقت مما يؤدي إلى الموت.
وأشارت إلى أن المرض ينتقل بشكل طبيعي بواسطة الاتصال المباشر بين الحيوانات السليمة مع الحيوانات المصابة التي تظهر أعراض عليها من خلال تلوث أغذيتها ومياه الشرب بأنسجتها وسوائلها وإفرازاتها، كما هناك انتقال للمرض من الأم الحامل لجنينها لبعض أنواع الغزلان.
وقالت كيّاف: «للوقاية من المرض ينصح بتنفيذ إجراءات الأمن الحيوي، واتخاذ الدول التي سجلت فيها مرض الهزال المزمن للغزلان الإجراءات اللازمة، للحيلولة من دون دخول الغربان البرية إلى مزارع الغزلان للوقاية من المرض، بالإضافة إلى عدم نشر إشاعات ومعلومات غير مؤكدة وتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمنع إثارة الرعب بين الجمهور».
عدد اليوم
