«متنزه العين» يخطط لإطلاق المها «أبو حراب» في محميات أفريقية

يتبنى «متنزه العين للحياة البرية» استراتيجية محددة لحماية رؤوس المها العربي وتأهيلها وزيادة عددها تدريجيا خلال السنوات القليلة القادمة في إطار برنامج محكم لمراقبة حياتها اليومية بصفة مستمرة لضمان سلامتها بواسطة الأقمار الاصطناعية بحسب ماجد المنصوري العضو المنتدب بالمتنزه. وتتضمن الاستراتيجية عددا من الخطط تهدف إلى إعادة إطلاق المها مقوسة القرن التي تسمى كذلك «المها أبو حراب» أو «المها حمراء العنق» في عدة محميات أفريقية في النيجر وتشاد والمغرب باعتبارها من أكثر الأنواع التي يتهددها خطر الانقراض وذلك بالتعاون والتنسيق مع عدد من المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحماية الحياة البرية. وأكد العضو المنتدب لمتنزه العين للحياة البرية ضرورة مضاعفة جهود ومبادرات حماية الحياة البرية محلياً وإقليمياً ودولياً، لافتاً إلى أن منتزه العين يأخذ على عاتقه ومنذ انطلاقته حماية الحياة البرية والحفاظ عليها باعتبارها ركنا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة خاصة في ظل ازدياد حالات انقراض بعض أنواع الحيوانات، وخسارة المواطن والبيئات الأصلية لأنواع أخرى في مختلف أرجاء العالم. ويحتفظ «متنزه العين للحياة البرية» برصيد وافر على صعيد جهود إكثار وتربية أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض من خلال برامج تأهيلها وإعادة إطلاقها في مواطنها البرية الأصلية فقد حقق المتنزه انجازات كبيرة بهذا المجال منذ تأسيس حديقة حيوان العين قبل أربعين عاما تقريبا من الآن تجسيداً لحرص واهتمام المؤسس والباني المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه» بحماية الحياة البرية والمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض. وأوضح المنصوري انه وفي إطار جهوده وإسهاماته للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض في أنحاء عدة من العالم أطلق «متنزه العين للحياة البرية» في مارس الماضي مبادرة جديدة لإعادة تأهيل المها العربية وإطلاقها في الأردن ليس باعتبارها من الأنواع المهددة بالانقراض فحسب بل لأنها تشكل أيضاً جانباً مهماً من إرث شبه الجزيرة العربية الذي تلاشى تقريبا منذ عقود مضت. وتم ضمن اتفاقية مشتركة بهذا الشأن بين هيئة البيئة في أبوظبي وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في المملكة الأردنية إطلاق عشرين من المها العربي في محمية وادي رم حيث قام متنزه العين بدور فاعل في تأهيلها وإطلاقها بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لها وتزويدها بالطعومات الضرورية قبل أن تنقل تلك الحيوانات جواً إلى العاصمة الأردنية عمّان. وأشار العضو المنتدب إلى أن تلك تعد هي المرة الأولى التي يطلق فيها قطيع من المها العربية في منطقة وادي رم، حيث وضعت في البداية ضمن مناطق مسيجة لجعلها تتكيف مع بيئتها الصحراوية الجديدة مشيرا الى ان عملية إطلاق المها العربية في محيطها الطبيعي في الأردن تأتي في اطار جهود مستمرة تقوم بها دولة الإمارات للحفاظ على أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض. وأضاف المنصوري أن تلك الجهود تأتي تجسيدا للاهتمام والدعم الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لحماية الحياة البرية سيرا على نهج رجل البيئة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه». وأكد العضو المنتدب في ختام تصريحه مواصلة متنزه العين للحياة البرية جهوده في سبيل إكثار المها العربي كونها تشكل احد أكثر الأنواع المتميزة المهددة بالانقراض وتمثل جزءاً هاماً من التراث والثقافة العربية مشيرا إلى اعتزاز وفخر هيئة البيئة بأبوظبي بمثل تلك المبادرات الناجحة التي ستشكل حافزا للهيئة لإطلاق المزيد من الحملات الشبيهة في المستقبل. تجدر الإشارة إلى أن المها أو «الوضيحي» هو حيوان ينحدر من أصول الأبقار الوحشية وهي من ظباء الصحراء، بيضاء اللون تتسم بجسد متناسق وعينين كبيرتين جميلتين طالما تغزل الشعراء بهما .. والمها بشكل عام حيوان جميل كان على وشك الانقراض ولكن بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها دولة الإمارات من اجل الحفاظ على الحياة البرية تمت المحافظة عليها بإيجاد محميات توفر لها من خلالها نفس ظروفها المعيشية والعمل على إكثارها وحظر صيدها. وكانت المها العربي تسمى عند الإغريق والرومان بـ ( اوريكس) وتعني في اللغة القديمة (المعول) أو الفأس ذات الرأس المدبب، وهذه التسمية لها علاقة بشكل قرونها الطويلة .. وتسمى في سلطنة عمان ودولة الإمارات بـ(الوضيحي) كونها ترى بوضوح لان لونها ابيض له نفس لمعان الفضة. ويتراوح العمر الافتراضي للمها العربي في البرية بين 13 – 19 سنة ويتراوح وزنها بين 60 - 90 كجم .. أما المها الإفريقية فيتراوح وزنها بين 100 – 150 كجم.