أصبح الاقتصاد العالمي يميل إلى الديناميكية، وبالتالي فإن وجود قوى عاملة تتمتع بمهارات مبتكرة قادرة على التكيف مع مختلف بيئات العمل يشكل مسألة مهمة إذا أردنا الاستمرار بالازدهار والنمو.
ومن خلال انتقالنا من العصر الصناعي إلى عصر المعلومات، فإن الحاجة إلى الابتكار والتعليم باتت أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وبيّنت دراسة أجراها موقع «بيت.كوم»، بالتعاون مع قرية دبي للمعرفة، وجاءت تحت عنوان «التعليم والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» بأن 89% من المتخصصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعتقدون أن التفكير المبتكر يشكل أساساً لدفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي في بلدانهم، في حين أشار 73% من المستطلعة آراؤهم بأن النظام التعليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحدّ من الإبداع.
كما أظهرت دراسة أخرى أجرتها وزارة العمل في الولايات المتحدة الأميركية أن نحو ثلثي الأطفال الذين يدرسون حالياً في المدارس الابتدائية سيلتحقون بوظائف لا وجود لها في الوقت الحاضر.
إنها إحصاء مقلقة، ولكننا نستطيع التغلب على هذا التحدي من خلال العمل معاً وتزويد شباب اليوم بالمهارات اللازمة للتكيف مع التغيرات السريعة التي تطرأ على بيئات العمل.
وفي الوقت الذي نستعد فيه للانتقال من اقتصاد قائم على المعرفة إلى اقتصاد يقوده الابتكار، فإنه يتحتم علينا تحديد العراقيل التي تقف حائلاً دون تحقيق المزيد من الإبداع حتى يكون بوسعنا وضع وتنفيذ استراتيجية فعالة للتغلب عليها.
و يلعب المجمع التعليمي التابع لـ«تيكوم للاستثمارات» في تعزيز التواصل بين القطاعات الصناعية والأوساط الأكاديمية وتشجيع الجامعات والمراكز التدريبية على توفير برامج متخصصة للطلاب تمكنهم من أن يصبحوا أكثر ابتكاراً حتى يكونوا قادرين على تحقيق النجاحات عند التحاقهم في سوق العمل.وفي الختام، لا بد من الأخذ بيد الجيل الناشئ وتشجيعهم على الإبداع والابتكار من سن مبكرة، وهذا الأمر يتطلب تضافر الجهود لإيجاد سبل جديدة لدمج وتطوير المنهاج التعليمي لتزويد شباب اليوم بمهارات تتناسب مع متطلبات سوق العمل في المستقبل.
د. أيوب كاظم
مدير عام المجمع التعليمي التابع لـ«تيكوم للاستثمارات»
عدد اليوم
