الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد علي كلاي.. أسلم في قمة مجده

محمد علي كلاي.. أسلم في قمة مجده
5 يونيو 2016 21:54
أحمد مراد (القاهرة) «كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور» المعروف بـ «محمد علي كلاي»، ولد في 17 يناير 1942 لأسرة فقيرة من الزنوج في مدينة لويزفيل بولاية كينتاكي الأميركية، عانى مع أسرته.. سياسة التفرقة العنصرية، واحترف رياضة الملاكمة عام 1960، وعمره 18 عاماً، وأحرز الميدالية الذهبية في دورة روما الأولمبية، وفي عام 1964 استطاع إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة، وعمره لا يتجاوز 22 عاماً، وبدأ نجمه في الصعود بعد تلك المباراة. في عام 1967 وفي قمة انتصاراته، رفض الانضمام إلى الجيش الأميركي أثناء حرب فيتنام، وتمت معاقبته بإحالته إلى السجن، وتم تجريده من بطولة العالم في الملاكمة، ولكن بعد أربع سنوات ألغت المحكمة العليا قرار إدانته، وعاد للملاكمة مرة أخرى، وقد حقق في مسيرته 56 انتصاراً، منها 37 بالضربة القاضية. التفرقة العنصرية في عام 1975 أعلن كاسيوس إسلامه، ويتحدث عن رحلته إلى الإسلام، فيقول قبل وفاته الجمعة الماضي: كان طبيعياً أن أعاني منذ الطفولة.. التفرقة العنصرية بسبب لوني الأسمر، ولعل تلك المعاناة كانت حافزاً لتعلم الملاكمة، ولم أكد أبلغ العشرين من عمري حتى تمكنت من تحقيق بطولة الوزن الثقيل، ولم تمض سنوات قليلة حتى تمكنت من انتزاع بطولة العالم للمحترفين من «ليستون» في واحدة من أقصر مباريات الملاكمة، إذ لم تستغرق سوى ثوانٍ معدودة، توجت بعدها بطلاً للعالم، وبين ضجيج هتافات المعجبين، وبريق فلاشات آلات التصوير، وقفت لأعلن أمام الملايين إسلامي، مردداً «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله»، وغيرت أسمي إلى «محمد علي كلاي»، لأبدأ معركة أخرى مع الباطل، الذي أزعجه أن أعلن إسلامي بهذه السهولة والبساطة. فطرة الحق وأضاف: «إن اتجاهي نحو الإسلام كان أمراً طبيعياً يتفق مع الفطرة، وقد استغرق رجوعي إلى فطرة الحق سنوات من التفكير، كانت بدايته عام 1960 حين اصطحبني صديق مسلم إلى المسجد لأسمع شرحاً عن الإسلام، إذ أحسست وأنا أنصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخلي، وصاح صائح في أعماقي يدعوني إلى تلمس الحقيقة، حقيقة الله والدين والخلق، لقد استغرقت رحلتي الإيمانية سنوات من المقارنة بين الأديان، وكانت رحلة شاقة، فكل من حولي بين مثبط ومضلل، والمجتمع يشيع فيه الفساد، ويختلط فيه الباطل بالحق، ثم إن الدعاية الكنسية تصور المسلمين في صورة همج، وترجع أسباب تخلفهم إلى الإسلام، إلا أني عمدت إلى التمييز بين واقع المسلمين، وحقيقة الإسلام الخالدة، إذ وجدت في الإسلام دينا يحقق السعادة للبشر جميعاً، ولا يميز بين لون وجنس وعرق، فالكل متساوٍ أمام الله عز وجل، أفضلهم عند ربهم أتقاهم، فأدركت أني أمام حقيقة ربانية لا يمكن أن تصدر عن بشر». محض افتراء ويتابع: «آمنت أن الإسلام هو الأقرب إلى المنطق، ولمست كيف يوقر المسلمون عيسى عليه السلام، وأمه العذراء البتول، فأدركت بأنه لا عداء من الإسلام نحو المسيح أو المسيحية في حقيقتها النقية، وأن ما يشيعه البعض حول ذلك محض افتراء، ثم قرأت معاني القرآن مترجمة فما ازددت مع كل سطر إلا اقتناعاً بأن هذا الدين حقيقة ربانية محال أن يخترعه بشر، وعمدت إلى الاختلاط أكثر بجماعات المسلمين، وجدت منهم طيب المعشر والتسامح والمحبة التي افتقدتها في تعاملي مع الأميركان الذين نظروا إلى لوني ولم ينظروا إلى جوهري». وقبل إسلامه كان كلاي يلقب نفسه بـ «الأعظم»، لكنه حين أسلم نبذ هذا اللقب، ولم يعد ميالا للتعالي، وصار بسيطاً بالروح الإسلامية، اتجه بقلبه وعقله إلى الله، وحفظ سورة الفاتحة، ليبدأ بها رحلة الطمأنينة والإيمان، وزار مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحرص أن يسمي أبناءه وبناته بأسماء إسلامية، فلديه محمد ومريم ورشيده وخليلة وجميلة وهناء وليلى. ويعد كلاي من أنشط رجال الدعوة الإسلامية بأميركا، وأكثرهم عطاء، وفي 2005 أنشأ مركزا في مسقط رأسه، كمنظمة غير ربحية لنشر أفكار السلام وقيم الإسلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©