السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحسن البصري.. سيد التابعين

الحسن البصري.. سيد التابعين
6 يونيو 2016 03:03
محمد أحمد (القاهرة) إمام وعالم وفقيه.. اشتهر بأقواله في الزهد والحزن والخوف.. حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره أصله من ميسان ولد في المدينة عام 21 الهجري ونشأ بين الصحابة، كانت أمه تابعة لخدمة أم سلمة، فترسلها في حاجة لها فيبكي الحسن، فترضعه أم سلمة لتسكته، فكانوا يرون أن تلك الحكمة والعلوم التي أوتيها الحسن من بركة تلك الرضاعة من أم المؤمنين، وكانت أم سلمة تخرجه إلى الصحابة فيدعون له، ودعا له عمر بن الخطاب، فقال «اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس». هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار «21هـ/‏ 642م - 110هـ/‏728م» مولى زيد بن ثابت الأنصاري، حسن الصورة، بهي الطلعة. التلقي والعلم عاش الحسن في الحجاز وعاصر عدداً كبيراً من الصحابة وروى عنهم مثل النعمان بن بشير، وجابر بن عبدالله، وابن عباس، وأنس رضوان الله عليهم، ولهذا لقبه عمر بن عبد العزيز بسيد التابعين حيث يقول: «لقد وليت قضاء البصرة سيد التابعين».بدأ مرحلة التلقي والتعليم عندما انتقل إلى البصرة في سنة 37 هـ، حيث استمع إلى الصحابة الذين استقروا بها، حيث أصبح أشهر علماء عصره ومفتيها، وتولى القضاء فترة ولا يأخذ عليه أجراً. ويعد الحسن البصري من أبرز الشخصيات لحركة الزهد في القرنين الأول والثاني الهجريين، وكان يتعمد الابتعاد عن الصراعات السياسية، وكان صواماً قواماً، ويقول ابن سعد عن علمه: كان الحسن جامعًا عالماً عالياً، وكان أنس بن مالك يقول: سلوا الحسن فإنه حفظ ونسينا، وقال أبو سعيد بن الأعرابي في طبقات النساك: وكان له مجلس خاص في منزله يتكلم في معاني الزهد والنسك، فأما حلقته في المسجد فكان يمر فيها الفقه والحديث وعلم القرآن واللغة وسائر العلوم، وقال قتادة: كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام، ومما يعرف عنه شدة خوفه وخشيته لله. غاية في الفصاحة ولقد عنف الحسن البصري طلبة العلم الشرعي الذين يجعلون علمهم وسيلة للاستجداء فقال لهم: «والله لو زهدتم فيما عندهم، لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم، فزهدوا فيما عندكم». وقال الغزالي: كان الحسن البصري أشبه الناس كلاماً بكلام الأنبياء، وأقربهم، هديا من الصحابة، غاية في الفصاحة، تتصبب الحكمة من فيه». وقال حمزة الأعمى: كنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، فقلت له يوما: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة، فإن استطعت أن تكون عمرك باكياً فافعل، لعله تعالى أن يرحمك. عاش الحسن جزءاً كبيراً من حياته في دولة بني أمية، وكان موقفه متحفظاً على الأحداث السياسية، وخاصة ما يؤدي إلى الفتنة وسفك الدماء، حيث لم يخرج مع أي ثورة مسلحة ولو كانت باسم الإسلام، أما إن كان الحاكم ورعاً مطبقاً لأحكام الله مثل عُمر بن عبد العزيز، فإن الحسن ينصح له، ويقبل القضاء في عهده ليعينه على أداء مهمته. علامات المسلم ومن أقواله: من علامات المسلم قوة دين، وجزم في العمل وإيمان في يقين، وحكم في علم، وحسن في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في غنى، وتحمل في فاقة وإحسان في قدرة، وطاعة معها نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف وصبر في شدة، لا ترديه رغبته ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه بصره، ولا يقلبه فرجه، ولا يميل به هواه، ولا يفضحه لسانه، ولا يستخفه حرصه، ولا تقصر به نغيته. لما حضره الموت دخل عليه رجال من أصحابه فقالوا له يا أبا سعيد زودنا منك كلمات تنفعنا بهن، قال: «إني مزودكم ثلاث كلمات: ما نهيتم عنه من أمر فكونوا من أترك الناس له، وما أمرتم به من معروف فكونوا من أعمل الناس به، واعلموا أن خطاكم خطوتان خطوة لكم وخطوة عليكم فانظروا أين تغدون وأين تروحون»، وعند وفاته خرج أهل البصرة كلهم لتشييعه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©