الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النية».. ركن وشرط لصحة الصيام

«النية».. ركن وشرط لصحة الصيام
6 يونيو 2016 14:01
القاهرة (الاتحاد) شرع الله الصوم لغاية عظيمة، هي تحصيل التقوى، وتزكية النفوس، وتهذيب الأخلاق، فليست الغاية منه الضرر أو المشقة على العباد، وكلما كان الصوم موافقاً للأحكام الشرعية والآداب المرعية كلما كان أكثر ثمرة وأعظم أجراً، والنية لها أهمية كبرى في عبادة المسلم، وعلاقته بربه، فإن كانت خالصة لله التزاماً بأوامره واجتناباً لنواهيه، فقد تحقق معنى العبادة والرجاء في صحتها أما إن كانت النية غير خالصة لله ارتد العمل على صاحبه. بدعة في الدين والنية ركن لصحة الصيام وهي عمل قلبي ولا تحتاج إلى تلفظ، بل إن التلفظ بها بدعة في الدين، كما قال ابن تيمية فبمجرد أن ينوي الشخص بقلبه دون تلفظ في جزء من الليل أنه صائم غدا، فإن ذلك يكفي، وكذلك نية الصيام في رمضان لا يجب على أحد أن يقول أنا صائم غدا باتفاق الأئمة، بل يكفيه نية قلبه. والنية معناها القصد، وهو اعتقاد القلب فعل شيء، وعزمه عليه، والمراد بها هنا قصد الصوم، والدليل على أن النية ركن لصحة الصيام، قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»، وهو يعم كل عمل، ومحل النية القلب، وحقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لأمر الله تعالى، وطلباً لثوابه، ويشترط في النية لصوم رمضان التبييت، وهو إيقاع النية ليلاً، وتصح النية في أي جزء من الليل، ولا تحتاج إلى تكلف، فمن عقد قلبه ليلاً أنه صائم غداً فقد نوى، ومثله ما لو تسحر بنية الصوم ويعد بعض الفقهاء النية شرطاً لصحة الصيام لا ركنا من أركانه، والمقصود أنه لا بد منها والجمهور على أن النية شرط في صحة الصيام. تبييت النية ويرى الإمام مالك أنه لا تجزئ للصيام إلا بنية قبل الفجر، وذلك في جميع أنواع الصوم، وقال الشافعي تجزئ النية بعد الفجر في النافلة، ولا تجزئ في الفروض. ولا يلزم تبييت النية قبل النوم، بل الواجب أن لا يطلع الفجر إلا وقد نويت لأجل أن تشمل النية جميع أجزاء النهار إذ إنه قد فرض عليك أن تصوم يوماً، فإذا كان كذلك فلا بد أن تنويه قبل الفجر إلى الغروب واحتج الجمهور لاشتراط النية في الصوم من الليل بما أخرجه أصحاب السنن، من حديث عبد الله بن عمر، عن أخته حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يُبَيِّت الصيام من الليل فلا صيام له»، وقال ابن قدامة وتُعتبر النية في رمضان لكل يوم في قول الجمهور وقال أحمد إنه يجزئه نية واحدة لجميع الشهر. أول يوم وتكفي النية في أوله ما لم يقطعه لعذر فيستأنف النية، وعلى هذا فإذا نوى الإنسان أول يوم من رمضان أنه صائم هذا الشهر كله، فإنه يجزئه عن الشهر كله ما لم يصل عذر ينقطع به التتابع، كما لو سافر أثناء رمضان فإنه إذا عاد يجب عليه أن يجدد النية والمسلمون جميعاً لو سألتهم ينون الصوم أول الشهر إلى آخره، فإذا لم تتحقق النية حقيقة فهي محققة حكما. وفي مذهب أبي حنيفة أن النية تعد شرطاً لصحة الصيام استدلالاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عمل لمن لا نية له»، ولأن صوم رمضان عبادة ويشترط الإمام لكل يوم من أيام رمضان نية على حدة لأن صوم كل يوم من أيامه عبادة لا تتعلق باليوم الآخر منه بدليل أن ما يفسد أحدهما لا يفسد الآخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©