الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان.. غير حياتي

رمضان.. غير حياتي
6 يونيو 2016 20:50
أشرف جمعة (أبوظبي) «رمضان غير حياتي».. مقولة نسمعها كثيراً مع حلول شهر رمضان المبارك لها وقع خاص على أفراد المجتمع، الذين يلمسون بصدق حجم التغيرات الإيجابية، التي حدثت في محيط حياتهم بفضل حلول الشهر الكريم، واللافت أن كثيرا من الناس ينتظر روحانيات رمضان من أجل التخلص من العادات التي كان من الصعب عليهم تركها، ومن ثم الشعور بأنهم أصبحوا أكثر تسامحاً مع الآخرين، ولديهم دافع قوي لزيارة الأقارب والأهل والجيران والأصدقاء من أجل اتساع دائرة رقعة التراحم والتواد والألفة. كما أن كثير من أفراد المجتمع يلتصق بالقرآن، ويحرص على تلاوته بصورة منتظمة، ومنهم من يستغل الشهر الكريم في الوصول إلى وزن مثالي عبر الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة فيصل هؤلاء جميعاً إلى قناعة بأن رمضان غير حياتهم. يقول أستاذ القياس النفسي بجامعة الإمارات الدكتور حمزة دودين إن رمضان محطة مهمة لتغيير الذات والانطلاق بها في عالم من الروحانيات، لذا يستغله كثير من أفراد المجتمع في تغيير أنماط كثيرة مرتبطة بشؤون الحياة، وهو أيضاً ملائم لتغيير سلوكيات غير مرغوب فيها، سواء تتعلق بالصحة أو بالعصبية الزائدة وعدم التصالح مع الذات والآخرين، وهو ما يرفع من وتيرة التسامح ويسبغ على المرء الهدوء والسكينة وهناك نماذج كثيرة في المجتمع كان الشهر الفضيل له دور كبير في تحويل مسار حياتها فلا أحد ينكر فضل هذا الشهر الكريم على الإنسان المسلم ودوره في معالجة كثير من مشكلاته الاجتماعية والنفسية والفردية، وهو ما يجعل منه مصفاة للشوائب الإنسانية. ولفت إلى أن الذين يعانون الاكتئاب تنخفض لديهم معدلاته بشكل ملموس، كما أن رمضان أيضاً فرصة للإقلاع عن عادة التدخين والتخلص من العادات السيئة. صلة روحانية ويقول عبد الرحمن يوسف، إن الشهر الكريم يمنح المرء طاقة إيجايبة ويجعله في صلة روحانية مع الله، ويجعله متسقاً مع ذاته متصالحاً مع نفسه راضيا عن حياته وعن الآخرين، موضحاً أنه يعيش في هذا الشهر في رحاب الاستقرار النفسي والإنساني والاجتماعي بكل جوانبه ولا يزال يذكر كم كان لهذا الشهر الكريم أثر في تغيير حياته منذ سنوات طويلة، لافتاً إلى أنه مع إطلالة كل شهر جديد يحاول أن يكتشف سلبية معينة داخل نفسه ومن ثم يعمل بإيمان صادق على التخلص منها. ويؤكد أنه مع بداية الشهر الكريم واطلالته الروحية قرر أن يكون أكثر تسامحاً مع هؤلاء الذين اتخذ منهم بعض المواقف الخاصة قبل بداية رمضان، حيث إنه عازم على وصل جسور المودة بينه وبينهم رغم كل العقبات التي حالت دون ذلك ملمحاً بأنه سيزروهم في بيوتهم إذ لزم الأمر ويتواصل معهم عبر الهاتف، حتى يؤكد لنفسه أن تخطى حاجزاً نفسياً حال بينه وبين هؤلاء الذين أصبحت علاقته بهم واهية هشة، ويرى أن الشهر المبارك غير حياته إلى الأفضل والأصوب. إحساس بالراحة وأوضح جرير الكعبي، أنه يعيش مع هذا الشهر الكريم روحانيات خاصة، لكنه أراد أن يستفيد من حلوله بالابتعاد تماماً عن التدخين، الذي لازمه سنوات طويلة لكون لديه تجارب سابقة في الأعوام الماضية، حيث استطاع في الأشهر الرمضانية السابقة أن يغير نمط حياته ويتخلص من عادات سلبية كثيرة، مشيراً إلى أنه منذ أول يوم في رمضان، وقد قرر أن يبتعد تماماً عن التدخين بل يحاول أن يتناساه حتى يشعر بإنسان جديد لديه إحساس بالراحة والامتلاء بالصحة، بعص أن تخلص من عادة التدخين السيئة وغير المجدية التي تجلب له مشكلات عديدة. ويذكر أنه في هذه الأيام المباركة ومع بداية الشهر الفضيل يشعر بأن رمضان غير حياته للأفضل وأنه بفضله سينهي أكثر العقبات التي كانت تعترضه خلال السنوات الماضية، وسيصبح إنساناً خالياً من أثر التدخين الضار. قراءة القرآن ويرى أستاذ الجراحة الدكتور عمرو إبراهيم أن شهر رمضان المبارك له تأثير إيجابي في حياته العامة، حيث يغلب عليه الجانب الروحي بصورة واسعة، فهو يستعد قبل حلول شهر رمضان، ويشحن نفسه بطاقة روحانية عالية ومع بدايته يبدأ بالفعل في تغيير نمط حياته، حيث قراءة القرآن الكريم كثيراً في معظم الأوقات، فضلاً عن أنه ينظم وقته نتيجة كثرة مشاغله الوظيفية، ليستطيع أداء صلاة التراويح بالشهر الفضيل. زيارة الأقارب يذكر محمد الهاشمي أنه مع إطلالة الشهر الكريم قرر أن يزيد من رقعة التراحم، بحيث يزور ويستزير، خصوصاً وأن أقاربه يقطنون في معظم إمارات الدولة، وأنه يشعر بأن لهم حقاً عليه، فضلاً عن أنه في الأشهر الرمضانية من الأعوام السابقة كان يرتبط كثيراً بتلبية دعوات الأصدقاء على موائد الإفطار، ويبين أنه يريد في هذا الشهر الفضيل أن يحقق معادلة تتوزع فيها المسؤوليات بصورة أكبر، بحيث يستطيع أن ينفذ برنامجاً خاصاً لزيارة الأقارب والجيران والأصدقاء، ويلفت الهاشمي إلى أن لديه يقيناً راسخاً بأن هذا الشهر الكريم قادر على أن يبدل أشياء كثيرة داخل النفس، ويجعل أفراد المجتمع أكثر سعادة، ويوضح أنه يعيش هذه الأيام في رحاب دفقة معنوية عالية وإحساس كبير بأن يتغير إلى الأفضل. تأثير الصيام قالت الدكتورة ميساء عباسي اختصاصية أمراض المفاصل والروماتيزم في مركز الحصن الطبي في أبوظبي: تغيير نمط الحياة في شهر رمضان المبارك للمريض وغيره مؤكد، حيث من الضروري الاهتمام بالصحة العامة، سواء بالصيام والاهتمام بتنوع السحور والإفطار الصحي مع ممارسة الرياضة.. فأثناء الصيام يزيد احتراق الشحوم بجسم الإنسان، وتنقص مادة الكوليسترول الضار بالدم، المسؤولة عن تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، وقصور الدورة الدموية للمخ والقلب والأطراف، موضحة أن الصيام يحسن الوضع في كل هذه الأمور، مع احتمال تقليل الوزن مما يساعد على صحة أفضل وتقليل آلام العظام والمفاصل، وأيضاً يتم تقليل أعراض مرض النقرس، لأن الجسم في وقت الصيام يتاح له الفرصة للتخلص من المواد الضارة والسامة بالجسم. وأشارت إلى أنه في حال نقصان إفراز العصارة الحمضية من المعدة بسبب الصيام، فإنه يؤدي إلى تقليل قرحة المعدة، كما أن نقصان إفراز هذه العصارة يقلل أيضاً من أعراض ارتجاع المريء، بالإضافة إلى أن تقليل نسبة الكوليسترول يقلل نسبة الإصابة بحصوات المرارة، كما يؤدي الصيام إلى زيادة نسبة تركيز الأملاح المعدنية بالدم مثل الصوديوم والبوتاسيوم ويقلل من الأملاح التي تؤدي إلى تكوين حصوات الكلى، وهو أيضاً يحسن حركة القولون لكن كل هذا يعتمد على الالتزم بالتغذية الصحية السليمة وممارسة الرياضة. إلى ذلك تورد الدكتورة ثريا صاري اختصاصية مختبرات طبية أن روحانيات رمضان تساعد أفراد المجتمع على الالتزام بكل بنمط صحي، كما أن التراحم يزيد نسبة السعادة في النفس ويقلل التوتر ويزيد من مساحة الروابط الأسرية. وأكدت أن الصيام تجربة روحانية متكاملة وليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، لذا يجب الابتعاد عن الدهون والحلويات والوجبات العشوائية مع الحرص على تناول الخضراوات والفاكهة والسوائل لتجنب عسر الهضم ومشاكل الإمساك والانتفاخ وتناول كمية جيدة من الأملاح المعدنية والحديد والفيتامينات منعاً للإصابة بفقر الدم، موضحة أن تأثير الصيام على الهرمونات وتنظيم مستواها بالدم، مثل الكورتيزون مهم جداً، وهو ما يساعد على تنظيم معدل الايض والحرق بالجسم، وتحسين نفسية المريض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©