الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بروكسل.. مدينة تزاوج بين الماضي والحاضر

بروكسل.. مدينة تزاوج بين الماضي والحاضر
27 ابريل 2010 21:12
لم تنل بروكسل لقب العاصمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي من فراغ، فهي من جهة تتباهى بمعالمها التاريخية العريقة التي تعود إلى مئات السنين، ومن جهة أخرى تواكب آخر خطوط التطور والحداثة والموضة. وتضم هذه المدينة المشرقة التي يقصدها السياح من مختلف بقاع العالم، لاسيما من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، عددا غير قليل من أجمل المواقع السياحية في أوروبا. فاذا كنت ترغب في الدخول إلى عالم مفعم بالأصالة والمناظر الطبيعية الخلابة، ما عليك سوى التفكير جديا بالذهاب في رحلة إلى العاصمة البلجيكية. أول مشروع يجب إدراجه على برنامج الإقامة في بروكسل هو النزول باكرا إلى شوارعها والسير مشيا على الأقدام باتجاه معرض (Saint-Hubert) الملكي الكائن في وسط المدينة. المكان الغني بما فيه يعطي لمحة أولية عن التنوع الموجود هناك، وكذلك التجول بين المحال التجارية والمباني التاريخية التي تحمل معها عبق الزمن الماضي وأناقة الحاضر. وكلها لحظات جميلة لا تنسى خصوصا عند مواصلة السير حتى حي (Saint-Jacques). وبعد هذه الجولة الصباحية، يحلو تناول وجبة الفطور في أول مقهى تصادفه على الطريق، وما أكثر المطاعم و”الكوفي شوبز” في هذه المدينة. ومن الممتع هناك أن يبدأ النهار في جلسة بالهواء الطلق حيث الطاولات المصنوعة من خشب الصنوبر، تتوزع فوقها أنواع من المربيات والخبز البلجيكي والجبن الطازج. وبعد، فإن المتعة لا تكتمل إلا بارتشاف فنجان من القهوة الساخنة التي تنتشر رائحتها في الأرجاء ومعه قطع الشوكولاته التي تشتهر البلاد بصناعتها. بيوت متلألئة زيارة المواقع الأثرية في العاصمة البلجيكية تجربة ثقافية تستحق أن تمنح الوقت الكافي. فالشواهد التاريخية والحضارية في بروكسل كثيرة ويحتفظ كل منها بثقل من التفاصيل الهامة. ولعل أبرزها ميدان “جراند بلايس” (Grand Place) أي “الميدان الكبير”، الذي دمرته القنابل الفرنسية بشكل شبه كامل عام 1695. وأعيد بناؤه بالاعتماد على تصاميم رائعة تعود الى العصور الباروكية، وقد تم إدراجه عام 1998 ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة اليونسكو. وهو يضم مبنى البلدية (Maison du Roi) أي بيت الملك، وبيت دوقات برابان الرائع (Maison des Ducs de Brabant). وتصطف على جانبيه بيوت حرفية ذات واجهات مزخرفة تشد الأنظار لجمالها ودقة تصاميمها. المباني في الجوار مزخرفة بشكل رائع، وهي معروفة بقبابها وأقواسها وواجهاتها التي تعود إلى العصر القوطي. وتتجلى روعة المكان في الليل عندما تضاء هذه البيوت وتبدو من الخارج وكأنها لآلئ بألف لون ولون. وإذا صادفت زيارتك إلى بروكسل في شهر يونيو، ما عليك سوى التوجه إلى مسرح “أوميجانج” (Ommegang) الذي يكتظ مع بداية الصيف بالسياح حيث يستمتع الجميع بمشاهدة العروض التي يقيمها أهالي المدينة، ومنها إرتداء اللباس التقليدي المستوحى من القرن الرابع عشر الميلادي. نقطة الصفر ومن المعالم الحضارية للمدينة، مبنى البلدية الذي يعود بناؤه إلى القرن الخامس عشر الميلادي، فلا تتردد بالطلب من سائق التاكسي أن يقلك إليه. وعند الوصول إلى باحته الخارجية، لاحظ برجه المزخرف بالثقوب والذي يصل ارتفاعه إلى 96 متراً فيما يتربع على قمته تمثال الرئيس الأسطوري للمدينة وهو يتصارع مع التنين. ولالتقاط الصور التذكارية، لا بد من التجول في الفناء الذي يضم بئرين، وتحديدا عند النجمة التي تتوسط المكان. وتقول الروايات إن من يقف عندها، كما لو أنه يقف عند نقطة الصفر في بلجيكا. رمز آخر من رموز المدينة يعرفه كل من يطالع كتيباتها السياحية، وهو تمثال المدينة الشهير. وقد نحت على شكل طفل يتبول في بئر. ويتساءل الكثيرون عن أصل الفكرة، لكن الإجابة مبهمة. ويكفي القول إن بروكسل التي تزخر بالتماثيل والصروح العمرانية التاريخية، تعتبر النحت والزخرفة من الفنون العريقة التي تميزها. ومن يعتبر نفسه من هواة التراث والفن، فما عليه إلا زيارة المعارض الفاخرة المعروفة بـاسم (Luxury galleries). وقد افتتح هذا الصرح أبوابه عام 1847 ليكون أجمل معرض تاريخي في العالم حيث يتفاخر بسقفه الزجاجي. وتتيح صالات العرض مشاهدة أنواع الطراز المعماري الذي يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين والذي تتميز به بروكسل. وذلك من خلال القيام بجولة على الأقدام بين المباني القابعة هناك. ومما تجدر الإشارة إليه أن فن عمارة المباني البلجيكية ارتبط باسم “فيكتور هورتا”، أحد أعمدة التراث المعماري والثقافي في البلاد. وقد تحول منزله والستوديو الخاص به إلى مقصد سياحي بارز يزوره الكثير من السياح. ويتميز بالتصاميم الداخلية المثيرة وبسلمه المصنوع من الرخام المستوحى تصميمه من الفن التجريدي. وعلى الراغب بزيارة هذا المعلم الفريد أن يبادر بحجز تذكرته قبل عدة أيام من موعد الزيارة. متشابكة ومتشعبة بعد هذه الجولة المفعمة بالتجارب المثيرة، يكون الوقت قد حان لأخذ استراحة قصيرة وتناول وجبة الغذاء. ولتحقيق أكبر قدر من الإفادة السياحية، ننصحك بالتوجه إلى المطاعم المنتشرة بجانب القصر الكبير. يطلق على هذه المنطقة التي يعود إنشاؤها إلى القرون الوسطى اسم “Street Butchers” أي “بطن بروكسل”، وهي دائما مزدحمة ولا سيما أن ممراتها متشابكة ومتشعبة. وتتخصص هذه المطاعم بتقديم وجبات لذيذة كالحساء وثمار البحر وسواها، وهناك من الصعب أن يجد السائح ومن معه طاولة فارغة. أما محبو الأجواء الهادئة، فلهم أن يسألوا عن أقرب مطعم محلي يقدم المأكولات التقليدية المخصصة لأهالي المدينة وليس للسياح. ولا يقل الجانب الترفيهي في بروكسل متعة وأهمية عن الجانب الثقافي الذي توفره حضارتها المعمارية، فعشاق التسوق مثلا يجدون ضالتهم في هذه المدينة الأوروبية العريقة. وقد تحولت العاصمة البلجيكية الى مركز للموضة العصرية، وعنوان للحضارة والأناقة والتقدم. وفيما يتعلق بعالم الأزياء، تعج بروكسل بالبضائع المنتجة محلياً، لاسيما وأن الكثيرين من مصممي الأزياء قد اتخذوا منها مقرا لهم. ويعتبر سوق (Place du Jeu de Balle) الذي يتربع وسط البلدة القديمة من أشهر الأسواق التي تضم كل شيء تقريباً، بدءاً من التحف التقليدية، ومروراً بالمقتنيات والأثاث. أبرز عناوين الإقامة تعد فنادق “هيلتون” ذات الخمس نجوم الخيار الأمثل لكل من يرغبون بإقامة فاخرة وتجربة لا تفارق الذاكرة. وتدير مجموعة هيلتون فندقين في مدينة بروكسل، أولهما فندق “هيلتون بروكسل” الكائن في جادة ووترلو، والآخر فندق “هيلتون بروكسل سيتي” الذي يقع في منطقة بلايس روجييه (Place Rogier). كما يعتبر فندق سوفيتيل (Sofitel Hotel) عنوانا آخر لمن يبحث عن إقامة فندقية فريدة من نوعها. ويقع هذا الفندق في ميدان (de la Toison d’Or)، وتتميز غرفه بتصاميمها العصرية. ومن يحسن ترتيب مواعيده، يمكنه الحجز المسبق في فنادق المدينة بأسعار مخفضة، تكون أقل من أسعار الحجز خلال الموسم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©