السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تقليعات» شبابية غربية تثير حفيظة المدونين

«تقليعات» شبابية غربية تثير حفيظة المدونين
27 ابريل 2010 21:11
أدى ازدياد عدد الشباب الذين يتبعون «التقليعات» الغريبة في كافة المجتمعات العربية إلى توجه معظم المدونين للكتابة عن هذا الموضوع، خاصة أن «التقليعات» صارت تتمادى لتخدش الحياء العام، ولم تعد محصورة في مجتمع بعينه. من الكويت، كتب محمد عبدالله المنصور في مدونة أبو سعد http://abusaad.ws منظر الشاب الذي تتدلى خلف رقبته “جديلة” أو ذاك الذي يجمع فوق رأسه شعراً بارتفاع ثلاثة طوابق وأولئك الذين يلبسون بناطيل “البرمودا”، ويضعون السلاسل أو شلة “الدلع” التي تبدو عليها مظاهر الأنوثة أكثر من الرجولة.. ليست مناظر مقززة.. فقط، ولكنها نبتات سامة بدأت تنمو في مجتمعنا ونحن عنها متغافلون.. بانتظار فضائح “الجنس الثالث” أو الانحرافات الأخرى حتى نستيقظ وننتبه. ملامح جيل يظن البعض أن هذه النظرة تحمل في طياتها تشاؤماً، أكثر من اللازم، وينسون أننا مجتمع مازال محافظاً، وأن ما نراه هو جزء من ملامح جيل قادم لا يحترم الأخلاق ولا يأبه بالتقاليد ولا تهمه السمعة مادام لا يقيم اهتماماً لدينه. فساد المجتمع لا يعني أن يتحول كل أفراده إلى منحرفين ومجرمين، ولكن يعني أن هناك فئة مؤثرة جريئة تهدم ما تبنيه الأسر في تربية أبنائها. هذه المظاهر وبقية المؤشرات التي نراها للجيل القادم تدل على خواء روحي، فهذه الفئة لا نرى لها وجوداً في المساجد بل لا نرى لها احتراماً لدينها وتعاليمه، ولولا أن هناك اعتباراً للسمعة واسم العائلة لرأينا أموراً لا نتخيلها. هذا الجيل الذي فقد اهتمام الوالدين احتضنته وربته القنوات الفضائية التي تعد بالمئات تعرض ما لا يمكن ذكره.. ويكفينا ما يكتب في الأشرطة التي تظهر أسفل هذه القنوات وأن تشاهد آثار السهر في أعين الطلاب والموظفين لتعلم إدمانهم عليها. يتابع محمد: وحين تنظر إلى الاهتمامات السطحية تجزم أن هذه الفئة لا يمكن الاعتماد عليها لتقيم مجتمعاً منتجاً وتستنتج أن التعليم لم يترك أثراً في عقول الطلاب واكتفى بالتلقين، أو ربما أن إهمال الوالدين وموجة الإسفاف الفضائية والسفرات الخارجية وحفلات الاستراحات وما شابهها تكفي لغسل عقول جيل بأكمله. فهذه استبانة للشباب عما إذا كانوا يعرفون كلمة “قوقل” فأجاب البعض بأنها سفينة فضاء والآخر بأنها ولاية أميركية، أما الفتيات فسئلن عن “لوكيربي”، فكانت الإجابة أنها ماركة ملابس وربما شاليهات جديدة. وفي حين تتنافس شلل الفتيات في تقليعات اللبس المقلوب وتزيين الأسنان بالمجوهرات يتنافس الشباب في تقليد ثياب مطرب ولبس نعال الممثلين في مسلسل خليجي، وأما حمى الأرقام المميزة فحدث بالبعض رهن إثباته الشخصي.. وحتى طلاب الجامعة المثقفون يدفع أحدهم نصف مكافأته الشهرية قيمة لتذكرة حضور حفل غنائي غربي، وبالطبع تكتمل السلسلة بانتشار التدخين بين الجميع من سن مبكرة. ورغم أن الأسرة هي أكثر من يهتم بأبنائها، إلا أنها الأكثر تقصيراً، وتقول بعض تقارير الصحف: مشاهدة مشاهد العنف في التلفزيون سبب للانحراف، يتعرض الكثير من الأطفال للضرب والعنف من الوالدين بدلاً من الحوار مما يؤثر في شخصيتهم مستقبلاً في ارتفاع عدد محاولات الانتحار بين الفتيات، لكن يبقى غياب الرقابة هو السبب الأول للانحراف وإدمان المخدرات. صرح 68 بالمئة من الشباب والشابات بأن الفراغ هو السبب الأول في الانحراف وأن للهيئة والشرطة دوراً رئيساً في انضباط المجتمع. ورغم أن الغالبية يعتقدون أن قدوتهم هم والدوهم إلا أن 96 بالمئة من الشباب والشابات يقرون بأن علاقتهم مع أهلهم متوترة، فمن يقدم التوعية للوالدين ومن ينبه المجتمع إلى المؤثرات التي تبرمج عقول الأبناء؟ إلى متى يهمل البعض أبناءهم ويعتقدون أنها فترة مراهقة ستنقضي ويعود الشاب إلى رشده؟ لماذا لا تنشر حالات الحوادث والإدمان والجرائم خاصة القاصرين لينتبه الناس إلى ما يحصل في مجتمعنا؟ أين دور الجمعيات التطوعية للاهتمام بالشباب والتربية والتوعية والعنف الأسري؟ من الذي يتابع ويوثق ويحلل هذه الظواهر ومن يتولى متابعة التوصيات والقرارات التي تتخذ؟ أين مجلس الشورى؟ أين رعاية الشباب؟ ما دور وزارة التربية والتعليم؟ وما مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية؟.. مَن يملك الإجابة فلينقذنا! مناظر خادشة للحياء ومن الأردن، كتب باتر محمد علي في مدونته مرصد الأردن http://www.jordanwatch.net : أنا شخص مؤمن بشكل كبير بكل قيم ومبادئ حقوق الإنسان الاجتماعية والشخصية، خاصة الحقوق الجماعية منها؛ ولذلك فأنا أؤيد تماماً التوجهات “غير المكتوبة”، التي يعمل الأمن العام على تطبيقها حالياً للتقليص من ظاهرة ارتداء شبان هذا الوطن الحبيب للسراويل المتدلية التي تكشف نسبة لا يستهان بها من جسد أبناء هذا الوطن! سبب تأييدي لهذا التوجه هو أنني كمواطن أردني من حقي تماماً أن لا أتعرض شخصياً أو تتعرض عائلتي إلى تجربة الاضطرار إلى مشاهدة منظر خادش للحياء، إذا كان الشاب ماشياً في الشارع أمامي أو إذا جاءت لحظة مأساوية قام فيها الشاب بالاإنحناء إلى أسفل لالتقاط علبة سجائر أو نقود وقعت منه! لا أُريد أن أعطي محاضرة في الأخلاق ولا في القيم ولا أن أخدع الناس بنظريات مؤامرة صهيونية مبالغ فيها؛ لأنني أعرف أن كل جيل من الشباب في هذا العالم وليس الأمة العربية فقط ينبهر بالتقليعات الغريبة في الملابس، ولدي الكثير من القناعة في حق الشبان بتجربة كل ما هو جديد على شرط أن لا يتضمن ذلك إيذاءً الآخرين بالتدخين والقيادة المتهورة مثلاً أو الانحلال في العلاقات العاطفية أو إيذاء الذات بشرب المواد الكحولية والمخدرات، وعدا ذلك من حق الشباب أن يعيشوا حياتهم. ولكنني لا أستطيع أبداً استيعاب أن تكون الصرعات الجديدة تتمثل في كشف العورة بهذا الشكل؛ لأن ذلك بالفعل سلوك مشين من الناحية الأخلاقية وحتى من ناحية المنظر العام. لقد انبهر جيل السبعينات بالسوالف على الوجه وسروال الشارلستون وكان جيل الثمانينات، “الذي أنتمى إليه”، أكثر تأثراً بالجينز والشعر الطويل ولم أتابع كثيراً جيل التسعينات لأحكم عليه، ولكن جيل الألفية الثالثة تجاوز الكثير من الحدود التقليدية في اللباس، بحيث لم يعد ذلك مقبولاً حتى لأكثر المؤمنين بالليبرالية الاجتماعية. مشكلة الشباب ليست المظهر الخارجي، بل قلة الاهتمام بالعمل العام والثقافة وعدم وضوح الأهداف التي يريدون تحقيقها، ولكننا من المنتسبين للأجيال القديمة نسيء فهم هؤلاء الشباب من خلال تقييمهم بناء على مظاهرهم الخارجية. وقبل أشهر اتصل بي شاب من إحدى المدارس الخاصة عارضاً فكرة قيمة جداً لنشاط طلابي اجتماعي في مجال حماية البيئة وطلب بعض الأفكار مني. وذهبت للقاء الشاب ومجموعة من أصدقائه وفوجئت في البداية أن الشاب الذي اتصل بي لديه قصة شعر عجيبة من النوع الذي كان يستخدمه الزنوج في الولايات المتحدة. أنا واثق تماماً لو أنني شاهدت الشاب قبل أن أتحدث معه لحكمت عليه بأنه شاب سطحي ولكنني بالفعل أحترمت كثيراً مدى نضجه وثقافته بالرغم من المظهر الغريب لقصة شعره المستفزة. وكانت نتيجة الجهد الذي قام به نشاطاً طلابياً علمياً متميزاً لم يسبق له مثيل في الأردن. الشباب المراهق يشعر بأنه يعاني سوء فهم وأحكاماً مسبقة من قبل جيل الآباء والإخوة الأكبر سناً، وهو جيل تربى على انفتاح مباشر على كافة أشكال الثقافات الشبابية في العالم من خلال “الإنترنت” والفضائيات، وهو يعاني عدم وضوح أهدافه وتأثره بالعوامل الخارجية، وكذلك عدم ثقة المجتمع به. مثل هذه الحالات قد تظهر على شكل تقليعات غريبة في اللباس، ولكن من المهم أن يزداد التواصل بين الأجيال وأن يتم منح الشباب المزيد من الثقة، وفي الوقت نفسه اتخاذ خطوات واضحة ليفهم البعض أن القيام باستخدام تقليعات مسيئة للمجتمع ليس مقبولاً وأن حقوق المجتمع العامة أهم من الحقوق الفردية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©