الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال يمتهنون قيادة «الكارو» في شوارع الخرطوم

أطفال يمتهنون قيادة «الكارو» في شوارع الخرطوم
27 ابريل 2010 21:07
من المألوف أن تشاهد في شوارع الخرطوم أحدث موديلات السيارات تسير جنبا إلى جنب مواصلات بدائية حيث يسيطر «الكارو» على معظم المشهد بوصفه وسيلة مواصلات مهمة لقطاعات كبيرة من المجتمع كونه يمتاز بسهولة الحصول على خدماته بأقل التكاليف وهكذا أصبح وسيلة مواصلات جاذبة تحمل أصناف البضائع لصغار التجار في المناطق النائية في العاصمة السودانية. وسيلة سهلة اللافت، أن الأطفال هم أغلب من يقود عربات الكارو المصنوعة من الأخشاب والتي تجرها الحمير وأحيانا الخيول، إلى ذلك، يقول الطيب البشير (تاجر) إن الكارو يمثل لهم الكثير في حياتهم باعتباره الوسيلة الأكثر سهولة في التعامل مع المواطن لقلة التكلفة بالإضافة إلى دوره الآخر في نقل المياه لكثير من الأحياء التي تفتقد خدمات المياه، مشيرا إلى أنه يتعامل مع الكارو منذ وقت طويل ولديه زبائن من سائقيه ومعظمهم من الأطفال. ويلفت إلى أنه يشعر بالأسف لخروج أولئك الأطفال من المدارس للعمل في هذه المهنة القاسية، ولكنه يبين أن هؤلاء الأطفال يعولون أسرهم. أما سلوى خميس، بائعة أطعمة في أحد الأحياء الشعبية في أمدرمان، فترى أن الكارو وسيلة قديمة وظلت تتعامل معها في حمل الأطعمة من منزلها إلى مطعمها الصغير، مضيفة أنه صاحب الكارو يحاسبها بعد الفراغ من عملها اليومي وفي أحيان كثيرة يصبر على أجرته في أيام الركود. وتقول إن صاحب الكارو نفسه يجلب لها الماء وأحيانا تطلبه لمشاوير خاصة في الأمسيات. ميزات خاصة يتبارى عدد من سائقي التاكسي في توفير ميزات خاصة على عرباتهم الخشبية حيث تلاحظ في مدينة أمبدة (غرب أمدرمان) الأصوات العالية التي تصدر من مسجلات عتيقة تشدو بألحان عدد من المطربين السودانيين والمطربين العرب لجذب الزبائن من الركاب الذين يختارون في أغلب الأحوال أجواء الطرب الذي يلازم رحلتهم حتى الوصول إلى أعمالهم أو العودة إلى بيوتهم. وتقول سلمى يس طالبة إن المشوار يصبح أكثر متعة برفقة صوت مطربها المحبب، مضيفة أن صديقاتها يفضلن المطرب إلى جانب أناقة عربة الكارو التي في الغالب تكون مزينة بقطع من القماش الملون الذي يحمي الركاب من وطأة شمس الظهيرة. ينادي حسن الأمين، وهو طفل في الحادية عشرة من عمره يقود إحدى عربات الكارو الخشبية على الزبائن، ويقول إنه يكسب في اليوم ما يقارب الـ 50 جنيها تزداد في حالة المشاوير الخاصة. ويضيف أنه يعمل أجيرا لدى صاحب المركبة مقابل 10 جنيهات في اليوم، موضحا أنه ينفق على أسرته من أجره اليومي. ويتحسر الصغير على ترك المدرسة بعد وفاة والده، لافتا إلى أن شقيقه يعمل أيضا في عربة كارو ولكنها مخصصة لنقل الماء. من جهتها، ترى الباحثة نجوى يوسف أن ازدياد عمالة الأطفال في هذه المهن الشاقة تعتبر مؤشرا خطيرا على تنامي ظاهرة الفقر في كثير من المجتمعات المدنية والريفية. وتطالب بضرورة اهتمام منظمات المجتمع المدني بالأطفال الذين يزداد عددهم في سوق العمل.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©