الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم الأحمدي: الإماراتية تنذر نفسها للعمل التطوعي

مريم الأحمدي: الإماراتية تنذر نفسها للعمل التطوعي
27 ابريل 2010 20:54
مريم الأحمدي، اسم لامع في مجالات العمل التطوعي، تركت بصمتها الخاصة في مختلف زوايا العمل المجتمعي، ساهمت “متطوعة” في العديد من جمعيات النفع العام، وكان لها العديد من النشاطات والمساهمات الإنسانية والاجتماعية البارزة، تشغل عدة مناصب قيادية في جمعيات نفعية مختلفة، ومؤخراً توجت إنجازاتها باختيارها لرابطة صديقات سيدتي ضمن 30 امرأة قيادية في الوطن العربي. تشغل مريم الأحمدي رسمياً منصب المديرة التنفيذية للعلاقات العامة وخدمة العملاء في شركة ساعد للانظمة المرورية، تقول مريم: أوجدت لنفسي اسماً ومكاناً في المجتمع المدني عبر أعمالي التطوعية، واكتسبت الكثير من خبرات الحياة العملية والمجتمعية عبر احتكاكي المباشر مع المتميزين ما صقل مهاراتي وقدراتي في مختلف المواقف. تتابع الأحمدي ساردة العضويات التي اكتسبتها عبر العمل التطوعي: حالياً أنا عضوة في مجلس إدارة جمعية الإمارات لحقوق الإنسان ومسؤولة قسم الإعلام والنشر في لجنة حقوق الإنسان لجمعية الحقوقيين، ورئيسة فريق المجتمع المدني للمبادرة العالمية لمكافحة مرض السرطان، وعضوة في مؤسسة دبي للمرأة، وجمعية أصدقاء البيئة، وكذلك مؤسسة جمعية ساعد للحد من الحوادث المرورية، وأنا أيضاً عضوة في لجنة التثقيف الصحي التابعة لهيئة الصحة بأبوظبي، وجمعية متطوعي الإمارات. وبخلاف العمل التطوعي تدرجت مريم الأحمدي في العديد من الوظائف المختلفة، تقول: أعشق الأعمال التي تبتعد عن الروتين، لذلك أحب تغيير وظيفتي بين فترة وأخرى، فأنا أبحث عن العمل الذي أستطيع تقديم “الكثير” من خلاله، وفي حياتي العملية صادفت نخبة من الزملاء المسؤولين وجدت منهم كل الدعم ما ساعدني في تسخير طاقتي للوظائف المختلفة التي شغلتها. العزوف عن التطوع تستغرب مريم من عزوف الشباب عن المساهمة في الجهات التطوعية، وتقول: في الدول الغربية يدفع المتطوع مبلغاً من المال نظير السماح له بالعمل التطوعي! وفي الإمارات تجد جمعيات النفع عزوفاً حقيقياً من المتطوعين إلا من فئة متطوعة محددة قد تصل أحياناً إلى أعضاء مجالس إداراتها فقط، أما البقية فمتطوعون صوريون في سجلات العضوية بلا حضور وبلا عمل، بل إن المسألة وصلت إلى أن يكون هؤلاء المتطوعون الصوريون أقارب وأصدقاء عضو مجلس الإدارة لهدف التصويت فقط في الجمعية العمومية لا أكثر ولا أقل! وتؤكد مريم أن العمل التطوعي عمل اختياري، إلا أنها تجد أن الجمعيات المعنية مقصرة أيضاً فيه، وتتابع: أين أعضاء مجلس إدارة الجمعيات ذات النفع العام؟ وأين دورهم في تغيير مفهوم العمل التطوعي من أجل الظهور على المجتمع بثوب جديد وشكل جديد، يتسابق إليه الأفراد من أجل الانضمام برغبة ذاتية وحس وطني وواجب، أسوة بالجمعيات الفاعلة في المجتمع. الإماراتية «محظوظة» تنشط مريم الأحمدي في مجال حقوق المرأة، وتعنى بشؤون المرأة في الإمارات، تقول: كان للخطوات الإيجابية التي خطتها الحكومة في السنوات الأخيرة نحو إشراك المرأة في مواقع صنع القرار والمناصب المهمة، الدور الكبير في دخول المرأة مجالات مختلفة وعديدة لم تكن قد طرقتها من قبل. المرأة الإماراتية وبكل فخر تجد الدعم الكافي والتشجيع الكبير من الجهات المختصة، وهو ما جعلها تختصر مسافات الزمن التي عاشها غيرها من نساء العالم، فالإماراتية “محظوظة” بالدعم الرسمي الكبير الذي تجده، فما وصلت إليه معظم نساء دول العالم المتطورة والمتحضرة حصيلة حقبة زمنية طويلة كافحت فيها نساء تلك الدول ليصلن إلى ما وصلن إليه اليوم، بينما المرأه الإماراتية استطاعت أن تختزل تلك الحقبة الطويلة إلى فترة زمنية قصيرة وأثبتت جدارتها ولم تخذل قيادتنا عندما أسهمت في بناء الوطن مع مراعاة القيم والعادات في إطار الشرع وكنف ديننا الإسلامي الحنيف. تكمل: المرأة الإماراتية لا تجد مشكلة في خوض أي مجال ويجب أن تخوض معترك الحياة وتعمل حتى تسهم في رقي المجتمع، لأنها هي الأولى بأن تدير كفة القيادة من المرأة الأجنبية، والمجتمع في حاجة إليها بدل أن نستعين بنساء من الخارج لإدارة مصالحنا ومنافع أبنائنا وأجيال مستقبلنا. وتتابع مريم الأحمدي: رغم أن المرأة الإماراتية لها حضورها القوي في وسائل الإعلام، إلا أنها تحتاج إلى مزيد من الدعم المعنوي من قبل الإعلام حتى لا يتراجع دورها، إني أتمنى وجود صفحة كاملة في صحيفة رسمية للمرأة لتتناول قضاياها وتدفعها للأمام، ولإبراز دور المرأة والمفاهيم المتعلقة بحقوقها وإبراز منجزاتها اليومية في كافة المجالات. هناك بعض النقاط التي تعرقل نجاح المرأة ـ تتابع مريم الأحمد- وهذا لا يعني بالطبع أن المرأة تواجه مأزقاً في مواصلة نجاحها، لكن التغيير في أحوال المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص لم يحدث منذ زمن بعيد، بل وحتى وقت قريب كانت المرأة تواجه النقد و”غلاظ الكلمات” وكان عليها ألا تستسلم وتواصل تحقيق تطلعاتها وتثبت أنها إنسانة قبل أن تكون امرأة، والإنسان خلقه الله ليعمر الأرض بالخير وعبادة الواحد القهار. ومازال البعض من المحبطين يحاولون عرقلة نجاح النساء في الإمارات، لكن المرأة الإماراتية تطمع دائماً بالمزيد وتنتظر الدعم المبهر لتشمل اللوائح والتشريعات والنظم كل ما يتعلق بقضايا المرأة وحقوقها وفقاً لأحكام القانون والدستور. لا للألقاب تضرب مريم الأحمدي مثالاً على القيود القديمة التي تعرقل نجاح المرأة، فتقول: مازالت المرأة الإماراتية تنسب إلى اسم زوجها بمجرد الزواج، وحتى في حالة عدم نجاح هذا الزواج تحمل لقب “مطلقة” فلان الفلاني، ويجب أن يلغى هذا التعبير فليس هناك داع ليكتب الاسم على النحو “فلانة بنت فلانة زوجة فلان”، بل من المستحسن أن نكتب اسم المتزوجة كما هو مكتوب في شهادة ميلادها بلا زيادة ولا نقصان ونكتفي فقط في خانة الحالة الاجتماعية بوضع متزوجة إذا كانت متزوجة أم عازبة إذا كانت غير متزوجة، وليس ضرورياً أن نبين من هو الزوج وما اسمه فحمل المرأه لاسم زوجها في جوازها وهويتها ليس أمراً شرعياً ولا قانونياً، بل هو مجتمعي. أما وجود لفظ “مطلقة فلان” فهذا ليس له مكان لا في العرف ولا في القانون، لأنها شخصية مستقلة بنفسها ورغم الاهتمام الحكومي بالمرأة إلا أن المرأة المطلقة أو الأرملة مازالت مقيدة في بعض الأمور، وربما تحتاج لمزيد من الاهتمام بحقوقها وشؤونها. وقت لعائلتي ولكن مع أن مريم الأحمدي واحدة من أبرز الرياديات في أبوظبي، لكنها مثل غيرها من نساء الإمارات لا تجد الدعم الدائم من أسرتها، وتقول: عائلتي تفرح لنجاحي لكن هناك أفراد في عائلتي يصفون عملي التطوعي بمضيعة للوقت والجهد، وخاصة عندما يرون ضعف تجاوب الآخرين مع المتطوعين. وتتابع أجد صعوبات أسرية كبيرة تحد نشاطاتي، أنا أحب القيام بأي نشاط خيري حتى في أيام العطلات لأنها هوايتي التي تجعلني أشعر بالسعادة، فلا فرق بين من يتمتع بكرة القدم مثلاً ومن يرى أن النشاطات الخيرية متعة له يحبها ويفضلها عن عمل أي شيء آخر. أحاول دائماً إيجاد الوقت الكافي لقضائه مع عائلتي، لكني أحاول استغلال كل لحظة أو فرصة فراغ لأقضيها مع صغاري كأم، لكني لا أستطيع لوم نفسي أو العمل إذا لم أجد الوقت الكافي لقضائه مع أبنائي، والسبب لعدم شعوري بالذنب تجاههم أني حتى وإن حصلت على كل الوقت الكافي، وتركت العمل وتركت المجتمع وبقيت مع أولادي، فأنا متأكدة من أن أولادي لن يكون لهم الوقت الكافي ليقضوه معي. الحياة تغيرت وأصبحت بـ «رتم» سريع يلاحق الصغار كما يلاحق الكبار. وتحلم مريم الأحمدي بأن تنذر حياتها كلها للعمل التطوعي في كافة المجالات النافعة والمفيدة، وتقول: العمل التطوعي جزء لا يتجزأ من حياتي، وطالما الإنسان في هذه الحياة فعليه أن يعمل ويقدم الجديد والكثير من العمل الصالح لله رب العالمين، ثم لنفسه ولعائلته وللمجتمع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©