الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بلدية غزة تستخدم عربات «الكارو» لتنظيف المدينة

بلدية غزة تستخدم عربات «الكارو» لتنظيف المدينة
23 يوليو 2009 01:35
باتت عربات «الكارو» التي تجرها الخيول والبغال والحمير الملاذ الأخير لآلاف الفلسطينيين العاطلين عن العمل في مدينة غزة حيث توظفهم البلدية لسد عجزها عن جمع القمامة بعد توقفت 70 في المائة من شاحناتها المخصصة لهذه المهمة بسبب الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة. وقال العامل إبراهيم بدوي (24 عاما) لوكالة «فرانس برس»بينما كان يجمع القمامة من سوق الشيخ رضوان للخضار بيديه العاريتين المتسختين،» لولا هذا الحمار لما حصلت على عمل في بلدية غزة». وأضاف وهو يرفع بقايا سمك ملقاة على الارض وينتشر عليها الذباب «هذا الحمار يؤمن الطعام لأفراد عائلتي الخمسة منذ ثلاثة شهور حين بدأت العمل في البلدية». وقالد مدير إدارة الصحة والبيئة في بلدية غزة المهندس عبد الرحيم أبو القمبز «في السابق كان يتم جمع القمامة بآليات متخصصة وستين شاحنة في بلدية مدينة غزة لكن الحصار وما ترتب عنه من الانقطاع التام لقطع الغيار ادى الى نقص عدد الشاحنات الى اقل من عشرين شاحنة». وأضاف «لذلك اضطرت البلدية إلى البحث عن وسيلة اخرى لجمع القمامة وتم تشغيل 300 عامل مع عربات الحمير الخاصة بهم براتب 300 دولار أميركي شهرياً للعامل». وتوفر البلدية تلك الوظائف بصفة دورية بعقود قصيرة مدتها ثلاثة اشهر تمدد احيانا بغية إتاحة الفرصة للمئات من العاطلين واصحاب عربات «الكارو» للحصول على فرصة عمل. وقال العامل محمد أبو نحل (28 عاما) الذي كان خياطاً قبل الحصار الاسرائيلي «لقد بعت ذهب زوجتي لاشتري حماراً حتى استطيع الحصول على عمل في البلدية، لكنني لست راضياً عن عملي». وأوضح «أعمل في البلدية منذ ثمانية اشهر وأصبت بآلام الظهر، فنحن نحمل حجارة ثقيلة من مخلفات الحرب الى جانب القمامة لكن ليس باليد حيلة». وازداد الوضع سوءاً بسبب الدمار الهائل والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. واوضح أبو القمبز أن مدينة غزة تنتج يوميا نحو 600 طن من القمامة وأن عربات «الكارو» تحمل اكثر من 400 طن منها يوميا وتجمعها في مناطق محددة قبل أن تنقلها الشاحنات الى المكان المخصص للردم. وقال العامل سميح شنن وهو يلوح بيده ليطرد عنه العشرات من الذباب والحشرات المنتشرة في الجو «إن عشرة أشخاص يعيشون من عمل هذا الحمار. حاولت أن أجد عملا لأعيل أفراد عائلتي العشرة لكني لم أجد». وأضاف «كنت أعمل في إسرائيل واحصل على دخل ممتاز لكن إسرائيل أغلقت الطرق وأغلقت معها أبواب رزقنا». أما التاجر محمد أبو نصر صاحب مصنع أبو النصر لصناعة عربات «الكارو» في حي الزيتون الذي ورث هذه المهنة عن والده وجده، فقال إن هناك إقبالا شديدا على العربات مما أدى الى ارتفاع ثمنها من 100 دينار (130 دولارا) الى اكثر من 500 دينار أحياناً تبعا لنوعية الخشب والعجلات المستخدمة. وعزا ذلك الى تشغيل البلدية لأصحاب العربات في جمع القمامة. لكنه ذكر سببا آخر لرواج هذه العربات، قائلا «إن كثيراً من الناس اصبحوا يفضلون العربات بعد أن دمرت الحرب الكثير من الشوارع والطرق بحيث يصعب على السيارات الدخول فيها». وأضاف «أغلقنا هذا المصنع منذ عدة سنوات لكننا أعدنا فتحه بعد الحصار الاسرائيلي الذي ادى الى الارتفاع الخيالي في اسعار السيارات مع سوء الوضع المادي للناس وزيادة الفقر». وتابع «الناس اصبحت تفضل العربات فهي غير مكلفة ولا تحتاج فيما بعد الى تصليحات».
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©