الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقرير دولي يدعو إلى تعزيز الإنتاج الزراعي عالمياً

2 يونيو 2008 00:43
دعا تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة '' فاو'' ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إلى تعزيز الإنتاج الزراعي والإنتاجية عالمياً، محذراً من تعرض الفقراء والجياع في الدول الفقيرة إلى ضربة قوية جراء استمارار ارتفاع أسعار هذه السلع· وأشار التقرير إلى أن أسعار السلع الزراعية من المرجح أن تحافظ على معدل أعلى مما كانت عليه قبل عقد من الزمن، واعتبر أن المعونة الإنسانية هي الحل الأفضل للوضع الراهن الخطير في المدى القريب، مشيراً إلى أن البحث عن حلول مستدامة لتفادي حالات مماثلة في المستقبل يجب أن يركز في هذه البلدان على تعزيز الإنتاج الزراعي والإنتاجية، فضلاً عن تعزيز النمو والتنمية الاقتصادية الأوسع· وقالت آنجل غوريا الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في تصريح صحفي لدى الإعلان عن صدور التقرير في باريس أمس: ''إن معالجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية لا تتم عن طريق نظام الحماية وحسب، بل من خلال فتح الأسواق الزراعية وتحرير القدرة الإنتاجية للمزارعين الذين أثبتوا مراراً وتكراراً أنهم سيستجيبون لحوافز السوق أيضاً· واضافت أنه بإمكان الحكومات أيضاً أن تبذل المزيد من الجهود من أجل تعزيز النمو والتنمية في البلدان الفقيرة بما يسهم في تحسين القدرة الشرائية للمشترين الأكثرعرضة للمخاطر''، وأوضحت أن أسعار الأغذية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي ستكون إحدى المسائل المطروحة أمام الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية المقرر عقده في العاصمة الفرنسية باريس يومي 4 و5 يونيو· وأشارت الى أن رؤســــاء الدول والحكومات من شتى أنحاء العالم سيبحثون في اجتماع منفصــــل آخر في العاصمـــة الإيطــــاليـــة رومــــا في 3 و4 الشهر الجاري، السياسات والاستراتيجيات الكفيلة بتحسين وضمان الأمن الغذائي العالمي وإطلاق القطاع الزراعي من جديد في المجتمعات الريفية للبلدان النامية· من جهته، قال الدكتور جاك ضيوف- المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة في مؤتمر صحفي بمناسبة صدور تقرير التوقعات الزراعية في باريس- ''إن العمل المتماسك مطلوب على نحو عاجل من جانب المجتمع الدولي للتعامــــل مع تأثــــير ارتفاع أسعار الأغذية على الجياع والفقــــراء سيـــما أن هـــناك حالياً ''''860 مليون إنسان يعانون الجوع وسوء التغذية، الأمر الـــذي يسلــــط الضــــوء على الحاجة الى إعــــادة الاستثمـــار في قطاع الزراعة، وأضاف أن قطاع الزراعة ينبغي وضعه من جديد على جـــدول أعـــمال التنمية''· وقال التقرير إن المقارنة بين معدلات العقد القادم ومعدلات العقد السابق تشير إلى أن الأسعار الفعلية أي الأسعار الاسمية التي تم تصحيحها لأغراض التضخم ربما ترتفع بحدود تصل إلى أكثر من ''''10 % بالنسبة للأرز والسكر، أو بتراجع يقل بنسبة ''20 % بالنسبة للقمح، وبنحو ''''30 % للزبد والحبوب الخشنة والبذور الزيتية، وبأكثر من ''''50 % بالنسبة للزيوت النباتية·· وقد تحلق أيضاً الأسعار بمستويات أعلى، وذلك لأنه يتوقع أن تبقى مستويات المخزونات منخفضة، وأن بعض الطلب على السلع الزراعية يصبح أقل استجابة لتغيرات الأسعار· وأضاف التقرير أن الزيادة الأخيرة في صناديق الاستثمار المعنية بأسواق السلع المستقبلية قد تتحول أيضاً الى عامل إضافي في تغير الأسعار، مشيراً إلى أن تغير المناخ ربما يؤثر أيضاً على إنتاج المحاصيل والإمدادات بطرق غير منظورة، ويشير التقرير إلى أن الجفاف في بعض المناطق الرئيسية المنتجة للحبوب في العالم ولاسيما ما يتعلق بالمخزونات المتدنية يشكل عاملاً انتقالياً كبيراً في الارتفاع الحاد للأسعار خلال السنتين الأخيرتين· وبيّن أن ارتفاع أسعار النفط والتحولات في النظم الغذائية والانتقال الى المدن والنمو الإقتصادي والتوسع السكاني كلها عوامل تلعب دوراً كبيراً وتكمن وراء التوقعات بارتفاع معدلات الأسعار في غضون السنوات العشر المقبلة مقارنة بالعقد السابق· وأوضح التقرير أن الطلب المتزايد على الوقود الحيوي يعد عاملاً آخر يسهم في ارتفاع الأسعار، فقد بلغ إنتاج العالم من وقود الايثانول ثلاثة أضعافه في الفترة 2000-،2007 ومن المتوقع أن يتضاعف من جديد في الفترة من الآن وحتى العام 2017 ليصل الى 127 مليار لتر في السنة· وأضاف أن إنتاج الديزل الحيوي يتوسع من 11 مليار لتر في العام 2007 الى نحو 24 مليار لتر في العام ،2017 وقال إن النمو الذي طرأ على إنتاج الوقود الحيوي ساهم في زيادة حجم الطلب على الحبوب والبذور الزيتية والسكر، مما أسهم في ارتفاع أسعار المحاصيل، وأشار الى أن النمو في إنتاج الوقود الحيوي أثّر الى حد كبير على الإجراءات المتخذة على الأقل في البلدان التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية· ودعا التقرير الى إعادة النظر في السياسات القائمة بصدد الوقود الحيوي، مشيراً الى أن الاستهلاك والإنتاج يتوسعان بوتيرة أسرع في البلدان النامية بالنسبة لجميع السلع باستثناء القمح، وتوقع أن تهيمن التجارة في معظم المنتجات الحقلية بحلول العام ،2017 وستكون الأسعار المرتفعة لصالح الكثير من المزارعين التجاريين سواء كانوا في البلدان المتقدمة أو في البلدان النامية· وأضاف أنه من غير المتوقع أن يستفيد المزارعون في البلدان النامية من الزيادات المحتملة في الأسعار، فيما يتوقع أن تتراجع أسواق الحبوب مع احتمال عدم عودة المخزونات الى مستوياتها المرتفعة المسجلة في العقد السابق· وأشار الى أن استهلاك الزيوت النباتية التي تعتمد على المحاصيل من البذورالزيتية ومن النخيل سينمو بوتيرة أسرع مقارنة بمحاصيل أخرى خلال السنوات العشر المقبلة وستتأثر الزيادة تحت ضغط الطلب لأغراض غذائية أو للوقود الحيوي، ومن المتوقع أن تزداد حصة البرازيل من صادرات اللحوم في العالم بنسبة 30 % وذلك بحلول العام·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©