الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السوق الشعبي .. إحياء لأصالة أوشكت على الغياب

السوق الشعبي .. إحياء لأصالة أوشكت على الغياب
23 يوليو 2009 01:24
تحول السوق الشعبي المنظم على هامش فعاليات مهرجان ليوا الخامس للرطب إلى كرنفالية تراثية لامس فيها عبق الإصالة وروح التاريخ. وجسد السوق عادات عريقة اشتهرت بها المنطقة الغربية قديماً من صناعة المخراف من الخوص، وباقي المصنوعات الحرفية اليدوية التي أتقنتها جميع الأمهات قديماً، وكادت أن تندثر في الوقت الحالي. وتجلس عائشة عبدالله، وهي إحدى الحرفيات، في محلها الذي اتخذته مكاناً لتشكيل تحف فنية يدوية مصنوعة من الخوص، قائلة إن الأعمال التراثية أصبحت تواجه تحدياً كبيراً أمام التطور التكنولوجي الذي طغى على كل المجالات، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال صامدة ولها جمهورها الذي يزداد يوماً بعد آخر. وقالت إن تزايد الفعاليات والمهرجانات التراثية في المنطقة الغربية يساهم بشكل كبير في زيادة الإقبال الجماهيري للمنطقة سواء من داخل الدولة أو من خارجها، وهو ما ساعد في زيادة الطلب على تلك الأعمال الحرفية، ورفع من دخل المواطنات المشتغلات بهذه الأعمال الحرفية، مؤكدة الجهود التي تبذلها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وأشارت مباركة حمد إلى أنها تعمل في هذه الحرفة منذ أكثر من 30 عاماً، عندما لم تكن هذه المهنة متميزة، وعندما كانت كل سيدة تنتج احتياجات منزلها. وتعكس الحرف اليدوية عراقة الماضي بحسب ثريا خلف، مضيفة أن الاهتمام بتلك الحرف عاد من جديد بفضل الجهود المبذولة والتوجيهات الرشيدة من القيادة الحكيمة. إقبال كبير شهد السوق الشعبي إقبالاً كبيراً خلال الفترة الماضية، سواء خلال الفترة الصباحية أو الفترة المسائية من الجاليات العربية أو الأجنبية التي حرصت على متابعة الأعمال المتميزة التي يقدمها السوق لزواره. وقالت فاطمة عمير الهاملي، إحدى المشاركات في السوق، إن ازدياداً كبيراً في عدد الزوار والمشاركين في المهرجان لهذا العام ويبدو ذلك أيضاً مرتبطا بمستوى التنظيم الكبير، متوجهةً بالشكر إلى أصحاب السمو الشيوخ على دعمهم لنا ولمثل هذه المهرجانات التي تحيي المنطقة الغربية وتسهم في تطويرها، خصوصاً من خلال إتاحتها الفرصة أمام الأسر المنتجة والصنّاع الحرفيين للمشاركة وعرض منتجاتهم اليدوية الجميلة والمعبرة عن التراث الأصيل لمجتمعنا في الإمارات. ورأت فاطمة فاضل المنصوري أن مشاركتها في السوق الشعبي تهدف إلى استمرارية إحياء تراث المنطقة الغربية الذي ينال كثيراً من الاهتمام والدعم غير المحدود من أصحاب السمو الشيوخ، ونلمس ذلك عبر رعاية الصناعات اليدوية التقليدية التي تقع في صلب هذا التراث القديم العريق. وتستخدم السيدات المشاركات في السوق الشعبي خامات طبيعية من شجر النخيل وبيئة ليوا لعمل التحف التراثية، ويبتعدن، بحسب قولهن، عن المواد الضارة مثل البلاستيك والنايلون بالمواد الغذائية المحفوظة بها، وهي مواد صديقة للبيئة. إحياء المخراف أسفرت الشروط التي وضعتها اللجنة العليا المنظمة للمهرجان بضرورة تسليم رطب الراغبين في خوض المنافسة داخل مخراف إلى زيادة الإقبال على السوق الشعبي وارتفاع مبيعات هذه المنتجات بشكل كبير. وتوضح أم فارس أن المبيعات خلال المهرجان الحالي زادت بنسبة تجاوزت 200% عن المهرجان الماضي، مشيرة إلى أن أسعار المخراف تختلف حسب حجمها، حيث تبدأ من 30 درهماً وحتى 100 درهم. وأكدت أن الأعمال التراثية لها جمهورها الذي يحرص عليها ويتمسك بها، خصوصاً من عشاق التراث الذين يتهافتون على شراء هذه المنتجات ولكن الجهود التي بذلتها اللجنة العليا المنظمة للمهرجان ساهمت في إعادة الروح لهذه الصناعات التراثية وعمدت إلى زيادة جمهور هذه المنتجات العريقة التي تتميز بها المنطقة الغربية.
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©