رسوم فوق الطاقة

تولي المراكز الصيفية -التي تضم مجموعة من الأنشطة متعددة الأهداف والمجالات لاستثمار أوقات الفراغ لدى شريحة من الطلاب والطالبات تحت إشراف تربوي وفق خطط مدروسة ومحددة- اهتماماً كبيراً بعنصرين يعتبران من أقوى مقومات تقدم المجتمع، وهما: النشء، واستثمار وقت الفراغ، فالمراكز الصيفية تُعد من أكبر المؤسسات التي يمكن أن تستوعب طاقات الطالبات والطلاب لاستثمارها في الأمور النافعة لهم ولمجتمعهم، والهدف الأساسي من هذه المراكز تعزيز روح التعاون والتكاتف بينهم، والعمل على استثمار أوقات فراغهم، وإشباع حاجاتهم المختلفة، وتنمية الثقافة بما يتفق مع القيم الإسلامية، وإكسابهم كل شيء جديد من المعلومات والخبرات والمهارات، وصقل مواهبهم وتوجيه طاقاتهم الوجهة السليمة، والعمل على تدريبهم لتحمل المسؤولية بكل جد واجتهاد· وعندما عرفنا نحن أولياء الأمور ذلك فرحنا، ولكن نرى أن هذه المراكز تفرض رسوماً مالية تكون فوق طاقة بعض الأسر التي بالكاد تتحمل أعباء رسوم السنة الدراسية، فأحد هذه المراكز يشترط مثلاً دفع 800 درهم كل شهر من دون مواصلات، وفي حال وجود المواصلات يدفع ولي الأمر ألف درهم، هذا مثال، وهناك أمثلة عديدة على ذلك· فلماذا لا يكون الدخول إلى هذه المراكز مجاناً، مثلاً، أو مقابل رسوم أقل؟ فإذا حاول شخص أن يدخل مثلاً ثلاثة من أبنائه إلى المراكز الصيفية لمدة شهر فسيدفع ثلاثة آلاف درهم· وهناك نقطة أودّ أن انوه إليها، انه ليس بمقدور الجميع السفر والسياحة في الخارج، وهم بحاجة ماسة لمثل هذه المراكز لقضاء أوقات فراغ أبنائهم·· نأمل أن تكون هناك مراعاة في أسعار هذه المراكز وعدم مغالاة فيها، فالهدف الأساسي ليس مادياً بقدر ما هو تربوي وتعليمي· شرين جبر