السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إرساء السلام

4 يونيو 2016 23:52
حسناً فعل شيخ الأزهر بزيارته بابا الفاتيكان الذي استقبله بمقر الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية بروما، في زيارة تاريخية تعد الأولى من نوعها في مسار العلاقات بينهما، خاصة أن حوار الأديان بين الأزهر والفاتيكان متوقف منذ سبتمبر 2006، وكان البابا يوحنا بولس الثاني قد زار شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي في عام 2001. تعطل الحوار مدة عشر سنوات بسبب ربط تصريحات البابا بندنكتوس السادس في إحدى خطبه بين الإسلام والعنف في محاضرة ألقاها لطلبة كلية دينية في ألمانيا، مما اضطر الأزهر على إثرها إلى تجميد الحوار، وزادت الأمور تعقيداً بعد تصريحات البابا عام 2011 بحماية المسيحيين في مصر، واستؤنف الحوار مجدداً بعد تولي البابا فرنسيس رئاسة الكنيسة الكاثوليكية، حيث شارك الأزهر والفاتيكان في مبادرة الطوائف لإطلاق شبكة لمكافحة شتى أنواع العبودية والاتجار بالبشر. أحوج ما تحتاج إليه المنطقة في هذه المرحلة المفصلية والتاريخية في حياة شعوبها ودولها إرساء ثقافة الحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، ولن يتأتى ذلك إلا بالتعاون والتقارب والتكاتف بين الجميع، وذلك ضمن أسبقيات تضع في جدول أعمالها معالجة جذور المشكلات وكيفية إرساء ثقافة السلام والحوار وقبول الآخر، فإن أي معضلة أو أزمة هناك عقدة إذا تم فكها تعمل على حل كثير من المشكلات التي تحاصرنا من كل حدب وصوب، وهنا يأتي دور الدول والمؤسسات المجتمعية، وفي مقدمتها مؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية والتعليمية، كل في مجاله. أهمية زيارة شيخ الأزهر تأتي في وقت يسود فيه التطرف والتنطع والغلو وغياب التسامح والعنف والعنف المضاد كثيراً من المناطق في العالم، خاصة منطقة الشرق الأوسط، وكذلك العلاقات بين الشعوب والدول التي يسودها الخلاف والاختلاف، وتتغذى فيها الثقافات بكراهية وعداء الآخر المختلف، ولدى المؤسستين الدينيتين سلطة روحية على اتباعهما، تمكنهما من نشر قيم التسامح وإيجاد الأرضيات المشتركة بين أصحاب الديانتين السماويتين، والتركيز على الروابط الثقافية والاجتماعية لغرسها في نفوس الأجيال، والتصدي للأفكار المتطرفة التي تحاول خلق الفتنة بينهما، بل الفتنة بين أصحاب الديانة الواحدة. التقاء الأزهر والفاتيكان على قضيتين لا خلاف عليهما، وهما نشر التسامح ومواجهة التطرف، يفتح الباب واسعاً لتعاون مثمر، يصب في صالح البشرية جمعاء، على قاعدة أن الأديان لم تنزل إلا لإسعاد الناس لا إشقائهم. هناك فرصة تاريخية لتطوير العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، فقضية نشر التسامح ومواجهة الفكر المتطرف قضية سامية تهفو إليها، وتلتقي من خلالها، أفئدة وعقول مليارات المسلمين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم، والشخصيتان الكبيرتان شيخ الأزهر والبابا لهما سمات مشتركة تتلخص في إيمانهما الذي لا تشوبه شائبة بالحوار وقبول الآخر، وواقعهما الذي يتطلب منهما إنزال الحوار وقبول الآخر إلى أرض الواقع، من خلال تجديد الخطاب الديني، وإشراك النخب والمجتمع لكسر حدة الغلو، والعمل معاً على تحسين أوضاع الفقراء ومساعدة اللاجئين، ومحاربة التطرف ونشر فكر التسامح. الاتفاق بين الأزهر والفاتيكان على عقد مؤتمر عالمي للسلام واستئناف الحوار بين الجانبين يساعد على إشاعة السلام وترسيخه في العالم، ويبعث برسالة قوية لمكافحة التطرف والعنف، ويؤكد أن العالم يقف في جبهة واحدة لاجتثاث جذوره لإرساء التعايش السلمي بين الشعوب. لارا الفاتح - أبوظبي حسناً فعل شيخ الأزهر بزيارته بابا الفاتيكان الذي استقبله بمقر الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية بروما، في زيارة تاريخية تعد الأولى من نوعها في مسار العلاقات بينهما، خاصة أن حوار الأديان بين الأزهر والفاتيكان متوقف منذ سبتمبر 2006، وكان البابا يوحنا بولس الثاني قد زار شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي في عام 2001. تعطل الحوار مدة عشر سنوات بسبب ربط تصريحات البابا بندنكتوس السادس في إحدى خطبه بين الإسلام والعنف في محاضرة ألقاها لطلبة كلية دينية في ألمانيا، مما اضطر الأزهر على إثرها إلى تجميد الحوار، وزادت الأمور تعقيداً بعد تصريحات البابا عام 2011 بحماية المسيحيين في مصر، واستؤنف الحوار مجدداً بعد تولي البابا فرنسيس رئاسة الكنيسة الكاثوليكية، حيث شارك الأزهر والفاتيكان في مبادرة الطوائف لإطلاق شبكة لمكافحة شتى أنواع العبودية والاتجار بالبشر. أحوج ما تحتاج إليه المنطقة في هذه المرحلة المفصلية والتاريخية في حياة شعوبها ودولها إرساء ثقافة الحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، ولن يتأتى ذلك إلا بالتعاون والتقارب والتكاتف بين الجميع، وذلك ضمن أسبقيات تضع في جدول أعمالها معالجة جذور المشكلات وكيفية إرساء ثقافة السلام والحوار وقبول الآخر، فإن أي معضلة أو أزمة هناك عقدة إذا تم فكها تعمل على حل كثير من المشكلات التي تحاصرنا من كل حدب وصوب، وهنا يأتي دور الدول والمؤسسات المجتمعية، وفي مقدمتها مؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية والتعليمية، كل في مجاله. أهمية زيارة شيخ الأزهر تأتي في وقت يسود فيه التطرف والتنطع والغلو وغياب التسامح والعنف والعنف المضاد كثيراً من المناطق في العالم، خاصة منطقة الشرق الأوسط، وكذلك العلاقات بين الشعوب والدول التي يسودها الخلاف والاختلاف، وتتغذى فيها الثقافات بكراهية وعداء الآخر المختلف، ولدى المؤسستين الدينيتين سلطة روحية على اتباعهما، تمكنهما من نشر قيم التسامح وإيجاد الأرضيات المشتركة بين أصحاب الديانتين السماويتين، والتركيز على الروابط الثقافية والاجتماعية لغرسها في نفوس الأجيال، والتصدي للأفكار المتطرفة التي تحاول خلق الفتنة بينهما، بل الفتنة بين أصحاب الديانة الواحدة. التقاء الأزهر والفاتيكان على قضيتين لا خلاف عليهما، وهما نشر التسامح ومواجهة التطرف، يفتح الباب واسعاً لتعاون مثمر، يصب في صالح البشرية جمعاء، على قاعدة أن الأديان لم تنزل إلا لإسعاد الناس لا إشقائهم. هناك فرصة تاريخية لتطوير العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، فقضية نشر التسامح ومواجهة الفكر المتطرف قضية سامية تهفو إليها، وتلتقي من خلالها، أفئدة وعقول مليارات المسلمين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم، والشخصيتان الكبيرتان شيخ الأزهر والبابا لهما سمات مشتركة تتلخص في إيمانهما الذي لا تشوبه شائبة بالحوار وقبول الآخر، وواقعهما الذي يتطلب منهما إنزال الحوار وقبول الآخر إلى أرض الواقع، من خلال تجديد الخطاب الديني، وإشراك النخب والمجتمع لكسر حدة الغلو، والعمل معاً على تحسين أوضاع الفقراء ومساعدة اللاجئين، ومحاربة التطرف ونشر فكر التسامح. الاتفاق بين الأزهر والفاتيكان على عقد مؤتمر عالمي للسلام واستئناف الحوار بين الجانبين يساعد على إشاعة السلام وترسيخه في العالم، ويبعث برسالة قوية لمكافحة التطرف والعنف، ويؤكد أن العالم يقف في جبهة واحدة لاجتثاث جذوره لإرساء التعايش السلمي بين الشعوب. لارا الفاتح - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©