الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف يسرد قصة المقاومة الأفغانية ضد السوفيت

27 ابريل 2010 00:49
جثث مخضبة بدماء جنود سوفيت على دبابة مدرعة.. وأفغانيات منقبات يهللن للمقاتلين من على سطح مبنى، بينما تحترق طائرة هليكوبتر في السماء فوق رؤوسهن. هذه مشاهد من تصوير بانورامي لحرب أفغانستان ضد الجيش السوفيتي الغازي أعادتها إلى الحياة لوحة بانورامية من المصيص لتكون القطعة الفنية الرئيسية في أول متحف يخصص للمجاهدين في البلاد. وقال سيد عبد الوهاب مؤسس متحف الشعب أو منظر الجهاد بمدينة هرات بغرب أفغانستان “هذا للأجيال المقبلة حتى يفهموا ويروا ما فعله آباؤهم لهزيمة الغزاة”. وغزا الاتحاد السوفيتي افغانستان عام 1979 ودعم حكومة كابول الشيوعية حتى عام 1989 حين نجحت المقاومة المسلحة بالبلاد او من يعرفون باسم “المجاهدين” في التغلب على السوفيت ودفعهوهم إلى التقهقر. قال عبد الوهاب “كنت في الحرب. رأيت الكثير من الجنود الروس القتلى. كان وقتا عصيبا جدا... حين تضطر للقتال قد تضطر للقتل.” ويعد هذا المتحف تذكرة بأن أفغانستان لا تزال مبتلاة بانعدام الأمن ولا يزال بها عشرات الآلاف من الجنود الأجانب. يوجد في ممر طويل مضاء جيداً صور نحو 50 قائداً قتيلاً. المشهد الأخير صورة تجسد انتصار المجاهدين على الروس في مدينة هرات حيث يسير المقاتلون في أحد الطرق بوسطها. وينتهي التاريخ بالمتحف بانسحاب السوفيت ولا يستمر حتى يبين الحرب الأهلية الوحشية التي تبعت هذا حين شب قتال بين الفصائل الأفغانية المتناحرة أودى بحياة آلاف المدنيين. وكان عبد الوهاب نفسه من المجاهدين في هرات وحين بلغ 19 عاماً انضم إلى قوات القائد الطاجيكي بالجيش الأفغاني إسماعيل خان الذي سيطر على هرات بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي وأصبح حاكمها. ويسهم خان بجزء من تمويل المتحف لكن عبد الوهاب الذي فقد ثمانية من أفراد عائلته في الحرب سدد معظم تكاليفه من مكاسب شركات المقاولات والأمن التي يملكها. وتملأ صفوف من البنادق الروسية والقنابل اليدوية ومجموعة مذهلة من الألغام الأرضية البلاستيكية صناديق من الزجاج في بهو المتحف. ومزح عبد الوهاب قائلا “قوات الأمن الأفغانية اليوم لا تملك حتى هذا المستوى من المعدات”. وفي حديقة المتحف تعرض بعض أغلى تذكاراته ومنها طائرات هليكوبتر روسية ومقاتلات ومنصات إطلاق صواريخ وجميعها استولى عليها المجاهدون. وكان سعيد حسن موسوي الذي يعتني بحديقة المتحف مقاتلاً أيضاً في ميليشيا خان.
المصدر: هرات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©