الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كر وفر على حدود غزة

كر وفر على حدود غزة
30 مارس 2018 23:57
غزة (أ ف ب) تحولت المناطق الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة، حيث أقيمت خيام للاجئين، إلى ساحة كر وفر بين آلاف المتظاهرين والقوات الإسرائيلية، في مواجهة هي الأولى من نوعها من دون عسكرة. قبل ظهر أمس، تدفق عشرات آلاف الفلسطينيين إلى الخيام التي تبعد أقل من مئتي متر عن الحدود شرق مدينة غزة، لكن سرعان ما اندفع مئات منهم وصاروا آلافاً عدة بعد الظهر فوق السواتر الرملية التي تبعد عشرات الأمتار عن السياج الحدودي، حيث تتمركز دبابات ومصفحات إسرائيلية. وأطلق جنود، بينهم قناصة في أبراج مراقبة، محاطة بكتل أسمنتية، وداخل عرباتهم بالكاد يمكن رؤيتهم، قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي بكثافة. وكلما سقط قتيل أو جريح فلسطيني تراجع العشرات الذين اقتربوا من السياج، ويتقدم مسعفون لحمله إلى سيارة إسعاف تتوقف بعيداً، ومنها إلى مستشفى ميداني. لكن سرعان ما يعاود الشبان الكرة للتمركز فوق سواتر الرمل، بينما الجيش يواصل إطلاق النار، مستخدماً طائرة صغيرة من دون طيار تحلق على ارتفاع منخفض، وتطلق قنابل الغاز تجاه المتظاهرين. وفي حين حولت كثافة الغاز الأجواء إلى ضباب أبيض في غالب الأحيان كانت فرق أمنية من وزارة الداخلية التابعة لحماس تمنع الشبان من اجتياز الحدود. وكان صالح (17 عاماً) يواصل الرشق بالحجارة تجاه الجنود الإسرائيليين، ولا يستطيع الكلام بسبب استنشاقه للغاز. وأضرم اثنان من أصدقائه النار في إطارات سيارات بعد وصولهم من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، للمشاركة في المسيرة. في غضون ذلك، يشاهد الآلاف، بينهم عائلات من نساء وأطفال ورجال وعجائز في الخيام التي أقيمت على طول الحدود، رقصات الدبكة، ويستمعون إلى الأغاني الوطنية التي تلهب حماسهم، وتقدمها فرق فلكلورية. ويقول الحاج أحمد صابر (80 عاماً) التي هجرت عائلته قرية قضاء المجدل قبل سبعين عاماً: «أشعر أن خيام العودة تشبه الخيام البيضاء التي أقيمت لنا بعدما هجرونا، لاجئون يتنقلون بين الخيام والحدود». ويتابع الرجل وهو يمسك في يده مفتاحاً قائلاً: «إنه مفتاح منزله في المجدل.. «أشعر أن العودة إلى الدار باتت قريبة»». أما أميرة العبسي (22 عاماً) التي تتحدر عائلتها من قرية الفالوجة، فقالت: «إن المسيرة خطوة حقيقية للعودة لقرانا وبلداتنا التاريخية، بعد الإحباط واليأس الذي أصابنا. اليوم لدينا أمل بأننا عائدون». وبجانب أعلام فلسطين، وضعت لافتات على الخيام كتب عليها «عائدون» و»نعم لعودة اللاجئين، فلسطين لنا» و»أنا راجع»، وغابت رايات الفصائل التي كانت دائماً تطغى خلال فعاليات مماثلة. من جهته، يقول عمر الحسيني، المدرس في مدرسة تابعة لوكالة (أونروا)، وتتحدر عائلته من يافا، ويقيم شرق مخيم البريج وسط القطاع: «أشعر بالسعادة، لأن قضية اللاجئين تم إحياؤها بعدما قتلها الانقسام الفلسطيني والعرب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©