«أخبار الساعة» تطالب بمواجهة تحديات التنمية الإنسانية العربية

طالبت نشرة «أخبار الساعة» بضرورة مواجهة تحديات التنمية الإنسانية العربية ، مشيرة إلى «تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2009» الذي نشر في بيروت والذي تضمن العديد من المؤشرات التي تشكل تحديا للأمن والتنمية في العالم العربي ، وهي الزيادة السكانية التي يتوقع أن تزيد بحلول عام 2015 إلى 395 مليون نسمة والبطالة التي بلغت 4 ر14 على الصعيد العالمي وأخيرا مشكلة اللاجئين والنازحين الذين تقدر أعدادهم في العالم العربي بنحو نصف اللاجئين في العالم. وتحت عنوان «مؤشرات عربية مقلقة» قالت إن هذه المؤشرات لا تختلف كثيرا عما جاء في التقارير السابقة لـ «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» مما يعني ضعف الاستجابة العربية في مواجهة هذه التحديات وأن التحركات العربية للتعاطي معها لا ترقى إلى الخطورة التي تشكلها وهو ما يبدو بوضوح في تزايد نسب هذه المؤشرات عاما بعد الآخر. كما أن هذه المؤشرات وما تنطوي عليه من تحديات لا تشكل تهديدا للأمن الإنساني فحسب كما يشير التقرير فإنها تمثل - وربما هو الأخطر- تهديدا للأمن الاجتماعي ومعوقا لخطط التنمية. وأضافت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن هذه المؤشرات تكشف عن الكثير من مظاهر الخلل ومواطن الخطر التي يعانيها العالم العربي ولعل أول ما تلفت إليه النظر في هذا السياق هو مشكلة الزيادة السكانية التي تمثل عائقا رئيسيا أمام عملية التنمية في العديد من الدول العربية بسبب عدم التناسب بين معدل النمو السكاني ومعدل النمو الاقتصادي ، مما يعني أن كل الجهود المبذولة لزيادة الدخل القومي والخطط التنموية لتحسين الواقع الاقتصادي تلتهمها الزيادة السكانية. وأوضحت أن ثاني مظاهر الخلل التي يعانيها العالم العربي هو ضعف المردود الاقتصادي للتعليم أو بمعنى آخر عدم قدرة « مخرجات التعليم العربية» على التفاعل مع حاجات سوق العمل والاستجابة لها على الرغم من دعوات تطوير التعليم خلال السنوات الماضية وهذا يفسر في جانب منه أسباب استمرار مشكلة البطالة وتفاقمها. وأشارت الى ثالث مواطن الخطر التي يعانيها العالم العربي وهو الآثار السلبية الناجمة عن ظاهرة البطالة وهي آثار تتجاوز بكثير الشقين الاقتصادي والاجتماعي إلى الأمني. فالبطالة إذا كانت تعني في الأساس تعطيل قوة بشرية عربية في سن العطاء قادرة على إحداث التنمية والتقدم والدفع ببلدانها إلى الأمام فإنها تشكل تربة خصبة لظواهر العنف والاضطراب الاجتماعي خاصة أن قوى التطرف والعنف غالبا ما تجد بين العاطلين عن العمل مجالا ثريا لتفريغ أفكارها وزيادة عدد كوادرها. وأكدت «أخبار الساعة» في ختام مقالها الافتتاحي أن المؤشرات التي تضمنها «تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2009» ، ينبغي أن تكون حافزا للعرب لمواجهة التحديات التي تنطوي عليها هذه المؤشرات بعقلية جديدة وبمنظور مختلف يأخذ في اعتباره أن هذه التحديات مترابطة ومتشابكة. فمشكلة البطالة لا يمكن فصلها عن مشكلة الزيادة السكانية مما يعني أن هذه التحديات تحتاج إلى رؤى شاملة وعلمية للتعامل معها تأخذ في اعتبارها حقيقة الترابط الذي يجمع فيما بينها ولا تنظر إليها بمعزل عن بعضها بعضا.