الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

769 يوماً من التحدي في مواجهة 11 ملفاً

769 يوماً من التحدي في مواجهة 11 ملفاً
9 مارس 2015 22:00
المنامة (الاتحاد) خلف كل نجاح قصص تستحق أن تروى، حتى لو توارى أبطالها خلف الستار، يعملون من أجل اسم وسمعة الوطن، لكن تبقى آثار ما قدموه، واضحة وضوح الشمس، هكذا هو حال ملف الإمارات الذي أبهر آسيا، بما قدمه من قدرات تنظيمية وفنية ومراعاة لكامل الشروط المطلوب توافرها لاستضافة بطولة بحجم كأس آسيا 2019. وتعود الحكاية إلى 30 يناير من العام 2013، أي منذ 769 يوما،عندما تم الإعلان رسمياً عن خوض الإمارات سباق التنافس على نيل شرف استضافة وتنظيم كأس آسيا 2019، وخلال المسيرة التي كانت بمثابة إعلان تحدي للملفات الـ 11 التي أعلن تباعات عن دخولها هي الأخرى إلى السباق بالقارة الصفراء، وكان على رأسها الصين كدولة تمتلك مقومات هائلة من التنظيم والاستضافة، ولكن «البعبع» الصيني لم يرهب أبناء الإمارات، بل دفعهم للعمل معتمدين على خبراتهم الواسعة وقدراتهم المتراكمة، مع زيادة التنسيق بينهم، من أجل ضمان عمل احترافي يراعي أعلى المعايير العالمية. وبدأت الخطوة الأولى بتشكيل لجنة مراجعة معايير التنظيم الخاصة بالبطولة وتحديد آليات العمل والتشاور مع المجالس الرياضية التي كان لها دور كبير في دعم الملف بكل ما يلزم من قدرات هائلة وإمكانيات جبارة، وتشكلت اللجنة الأولى لبحث كراسة الشروط وبنود طلب الاستضافة برئاسة يوسف محمد رسول خوري عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، يوم 25 مارس 2013 أي بعد شهرين ونصف تقريباً من إعلان دخول السباق. واستمرت الاتصالات بين اتحاد الكرة ولجنة التفتيش والتنظيم الآسيوية، لجمع المعلومات والإجابة عن الأسئلة والاستفسارات، وفي 21 أبريل 2013 عقدت اللجنة اجتماعها الأول لوضع تصورات تتعلق بالتنظيم والاستضافة وكان القرار الأولي بإقامة البطولة في 4 مدن هي أبوظبي ودبي والعين، والمفاضلة ما بين الشارقة ورأس الخيمة، ووقتها لم يكن صدر قرار زيادة فرق البطولة إلى 24 فريقاً. وفي 1 يونيو 2013 سلمت الإمارات العقد الرسمي الموقع من الحكومة والمستوفي كامل الشروط المتعلقة بطلب الاستضافة لينتهي الجانب الإداري الرسمي ويبدأ العمل مرحلة جديدة من السعي نحو الإعداد للملف الإماراتي. وخلال العام نفسه بدأت الملفات الأخرى في الانسحاب من السباق بعد اتساع المعايير المفروضة والشروط المغلظة واتضاح زيادة عدد المنتخبات إلى 24 فريقاً، حيث أعلن مع نهاية أغسطس، 2013 انسحاب لبنان وماليزيا وميانمار، وقبلها عُمان والبحرين والكويت. وكانت ورشة العمل الأولى التي أقيمت بالاتحاد الآسيوي يوم 10 سبتمبر 2013 علامة فارقة، حيث عزفت الصين عن الحضور، ما حصر السباق إلى حد بعيد في ملفات إيران والسعودية وتايلاند والإمارات، ثم كانت الزيارة الأولى للجنة التفتيش في 21 نوفمبر 2013، حيث وقفت اللجنة على بعض الجوانب الخاصة بملف التنظيم. فيما يمكننا القول: إن قصة النجاح الحقيقي، بدأت يوم 3 مارس 2014 أي قبل 370 يومياً تقريباً، عندما تم تشكيل لجنة الإعداد لملف استضافة كأس آسيا 2019، برئاسة محمد بن ثعلوب الدرعي، وعضوية محمد إبراهيم المحمود رئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام العضو المنتدب، وحمد بن نخيرات العامري عضو المكتب التنفيذي للجنة دوري المحترفين، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد محمد عبدالعزيز، يوسف محمد رسول خوري، ناصر اليماحي، ومحمد بن هزام الأمين العام بالوكالة عضو مقرر باللجنة، والإيطالي دوتشو نيكاتي منسق اللجنة. حيث بدأ التحضير للعمل بتنسيق وتناغم بين اللجنة واتحاد الكرة والمجالس الرياضية، وتم أيضا تعيين شركة عالمية ألمانية، عملت في إعداد ملفات الدول التي استضافت مونديالي 2006 و2010، وتكوين فريق العمل المساند لها، ولم يتم إغفال وجود أبناء الإمارات كممثلين للدولة وقت عمل الشركة واللجنة في تحضير الملعب سواء في طلال الهاشمي عضو مجلس أبوظبي الرياضي أو محمد عبدالله بن هزام الأمين العام بالوكالة لاتحاد الكرة. واستمر في الوقت نفسه التواصل مع لجنة التفتيش والاتحاد الآسيوي، للرد على كامل الاستفسارات قبل الزيارتين الثانية والثالثة التي تمت على مدار العامين الماضي والجاري، وفي أبريل تقريباً تم الانتهاء من إعداد الملف بأيدي إماراتيه وخبرة ألمانية، مراعياً المعايير العالمية في التنظيم والاستضافة، بينما جاء التسليم الرسمي في زيارة للاتحاد الآسيوي 30 مايو 2014، قام بها محمد عبد الله بن هزام الأمين العام بالوكالة وعضو مقرر باللجنة، وطلال الهاشمي مسؤول إعداد الملف، والإيطالي دوتشو منسق الملف، ووجد الملف المتكامل ترحيباً كبيراً لدى الجانب الاسيوي. ومن أول سبتمبر 2014 وحتى ديسمبر من العام نفسه، منحت اللجنة الملف السعودي مهلة لاستكمال النواقص، ولكن بلا فائدة، فتم استبعاد الملف تماماً من السباق دون إعلان رسمي، في 3 فبراير الماضي قامت اللجنة بزيارة سريعة إلى إيران، وأبدت انزعاجها من كثرة النواقص وعدم جاهزية الملف الإيراني، قبل أن تقوم اللجنة بزيارة إلى الإمارات كانت هي الزيارة الحاسمة في مشوار التقييم للملفات المستضيفة، حيث تم اطلاع اللجنة والإعلان الرسمي عن بناء ملعب ستاد دبي بسعة 60 ألف متفرج ليخدم البطولة ويتوقع أن يستضيف مباراة الافتتاح، وكانت الزيارة بهدف الوقوف على ما تم التعهد به داخل الملف،وما يتوافر للدولة من حيث الملاعب والفنادق والمواصلات والمطارات وغيرها من الأمور اللوجستية التي تلبي المعايير المرتفعة في التنظيم والتي حرص الاتحاد الآسيوي على ضرورة توافرها. وتأكدت اللجنة بنفسها من ضخامة ما يتوافر للدولة من إمكانيات لوجستية تفوقت بها على العديد من دول آسيا وتضعها في مصاف الدول العالمية، إلى جانب تمتع الإمارات بالأمن والأمان، وبكونها وجهة سياحية واقتصادية لمختلف دول العالم، وتشهد وفرة المطارات ذات السعة العالية والناقلات الجوية التي تحتل صدارة العالم. وارتفعت الإيجابيات في الملف الإماراتي بما فاق كل توقعات اللجنة والمكتب التنفيذي الآسيوي، وهو ما يعكس حجم الجهد المبذول، والمدعم بوفرة كل ما هو مميز بما حباه الله للإمارات من قيادة رشيدة، عملت عبر سنوات متراكمة حتى وصلت الدولة لما هي فيه الآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©