طالبت حركة “القمصان الصفر” الملكية التايلاندية الموالية للحكومة أمس بإعلان الأحكام العرفية، بعد أسبوع على الإنذار الذي وجهته إلى رئيس الوزراء لإخراج “القمصان الحمر” من وسط بانكوك الذين يعطلون الحركة التجارية والسياحية فيه. وفي هذه الأثناء، تحدث ملك تايلاند عبر التلفزيون الوطني مناشداً القضاة الذين عينوا مؤخراً القيام بواجبهم، من دون أي إشارة إلى الأزمة السياسية المتواصلة.
وقال الزعيم المعارض ناتاوات سايكوار أمس، “قررنا اتخاذ تدابير فعالة ضد هذه الحكومة.. وسيعمل “الحمر” في كل مكان على منع الشرطة والجيش من التوجه إلى بانكوك”. وحصلت مناوشات أمس فيما كان حوالي ستين عنصراً من “القمصان الحمر” يحاولون عرقلة تحرك وحدة للشرطة في إقليم فيتسانولك (وسط).
وقال سورياساي كاتاسيلا المتحدث باسم حزب السياسة الجديدة، إن “رئيس الوزراء (ابهيسيت فيجاجيفا) يعرف جيداً أن التدابير العسكرية ضرورية في هذا الوضع، لأنه بات من الصعب التوصل إلى تسوية سياسية”. واعتبر أن “من الضروري إعلان الأحكام العرفية”.
وقد وجهت حركة “القمصان الصفر” التي كانت تسمى تحالف الشعب من أجل الديموقراطية، في 18 أبريل إنذاراً إلى الحكومة أمهلتها فيه أسبوعاً لإيجاد حل للأزمة. ووعد المتحدث باسم “القمصان الصفر” أيضاً بـ”تكثيف التحركات” إذا استمر المأزق.
لكن الأمل في التوصل إلى حل ودي بين الطرفين بات بعيداً بعد رفض رئيس الوزراء إجراء مفاوضات. وازدادت المخاوف من تدهور يخرج عن السيطرة إذا ما حصلت مواجهة بين “القمصان الحمر” و”القمصان الصفر”، بعد أن هدد الملكيون الذين اتسمت مواقفهم بالتحفظ النسبي حتى الآن ، بالتدخل من أجل “حماية الأمة”. و”القمصان الصفر” ، الذين يجمعون تحت رايتهم الموالين والمدافعين عن النخب الأرستقراطية والمالية في بانكوك، يعتبرون أنفسهم ضمانة للملكية في وجه “القمصان الحمر” الذين يطالبون بعودة رئيس الوزراء المنفي تاكسين شيناواترا ويصفون هؤلاء “بالإرهابيين”. وكان ابهيسيت استفاد في أواخر 2008 من حركة احتجاج قوية أطلقها “الصفر” ضد حكومة تاكسين، للوصول إلى السلطة بعد تغير التحالفات النيابية.
وتحدث ملك تايلاند بوميبول ادوليادج أمس عبر التلفزيون مناشداً القضاة الذين عينوا مؤخراً القيام بواجبهم، بدون أي إشارة إلى الأزمة السياسية التي أدمت المملكة. وقال الملك البالغ من العمر 82 عاماً، والذي كان يتحدث من المستشفى الذي ينزل فيه منذ سبتمبر “قوموا بمهامكم بنزاهة. يمكن أن يكون هناك في هذا البلد أناس يتناسون واجبهم. عليكم أن تكونوا المثال من خلال العمل بنزاهة واستقامة، إن عملكم مهم جداً”.
ولم يشر الملك بشكل مباشر إلى اختبار القوة الحالي بين السلطة والمتظاهرين من “القمصان الحمر” الذين يطالبون منذ ستة أسابيع باستقالة الحكومة. وعلى الرغم من أنه لا يتمتع بصلاحيات دستورية، فإن الملك يحظى بالاحترام والإجلال لدى مواطنيه الذين لا يترددون في اللجوء إليه في أوقات الأزمة.
عدد اليوم
