الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تقرير للفيفا: ملوك الإبداع سر بقاء كرة القدم على قيد الحياة

تقرير للفيفا: ملوك الإبداع سر بقاء كرة القدم على قيد الحياة
22 يوليو 2009 23:39
المدافعون يعتمدون على القوة واللياقة البدنية المرتفعة والقدرة على الرقابة اللصيقة، والمهاجمون ينحصر دورهم في اقتناص الأهداف، في حين تتجه الأنظار دائماً إلى صانع الألعاب وصاحب التمريرات السحرية والمهارات الفردية لأنه مصدر المتعة في عالم كرة القدم، ورغم أن هذا المركز لم يعد قاصراً على لاعب بعينه في كرة القدم الحديثة التي تتطلب التركيز على جماعية الأداء والمسؤولية المشتركة، حيث يقوم المدافع بأداء دور هجومي، كما أن المهاجم هو خط الدفاع الأول لفريقه من خلال ممارسة الضغط على الخطوط الدفاعية للمنافسين، ورغم ذلك تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة نحو مركز صناعة الألعاب، ولا يتوقف المتابع لأي مباراة عن التفتيش بلا كلل أو ملل عن اللاعب المهاري الذي يتواجد غالباً خلف المهاجمين. وقد رصد الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم أهم نجوم مركز صانع الألعاب من أميركا الجنوبية إلى أوروبا مروراً بأفريقيا وآسيا عبر فتر زمنية تجاوزت 50 عاماً . أميركا الجنوبية .. ملوك المهارات عند استعراض مهارات صناعة اللعب فلابد من البدء من أميركا الجنوبية حيث تحدت كرة القدم ما يقال عنها إنها ذات أصول إنجليزية وأصبحت أكثر رشاقة ومهارة على يد نجوم السامبا وملوك التانجو، وأحد صانعي الألعاب هناك هو ديدي، والذي سار على خطوات مواطنه البرازيلي زيزينيو. فمن خلال اللعب مع العديد من الأندية في أربعينيات، وخمسينيات وستينيات القرن العشرين، كسب ديدي (أو ألدير بيريرا) العديد من الألقاب والبطولات، فقد كان القوة الدافعة خلف فوز البرازيل بكأس العالم عام 1958 وعام 1962، وحصل على لقب أفضل لاعب في كأس العالم عام 1958. وأيضاً من صانعي الألعاب الذين كانت لديهم مهارات التمرير الدقيق والرؤية الثاقبة في الملعب التي لا تبارى النجم الأسطوري بيليه، وهو أكثر لاعب شهرة في تاريخ كرة القدم يحمل الرقم 10. فقد كان مايسترو، حيث كانت لديه القدرة على رؤية أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها، كما كانت لديه القدرة على تمرير الكرة ومفاجأة الخصم باستمرار، ورغم أنه يلعب كمهاجم بشكل أساسي إلا انه كان يمارس دور صانع الألعاب بمهارة لا تضاهى. المكسيك 1970.. موكب صانع الألعاب من خلال الفوز بكأس العالم لكرة القدم للمرة الثالثة في المكسيك عام 1970 أصبح بيليه أعظم لاعب في التاريخ، وربما لا يعلم البعض أن هناك عدداً من اللاعبين كان لهم دور في صناعة شهرة بيليه ودفعه نجو التألق، وتحديداً هناك 3 نجوم كانوا يمارسون دور صناعة اللعب مع بيليه وهم جيرسون، وريفيلينو وتوستاو. وقد استطاع المدرب ماريو زاجالو أن يوظف هؤلاء اللاعبين جيداً وكانت النتائج مذهلة حيث صعدت البرازيل إلى منصة التتويج باللقب الكبير محرزة 19 هدفاً في 6 مباريات. وفي الأجيال التالية واصلت الكرة البرازيلي دورها في تقديم المواهب الخارقة، وخاصة في مركز صانع الألعاب، حيث نجد زيكو، وسقراط ورونالدينيو الذين كانوا بمثابة صانعي ألعاب حقيقيين لفريق السيليساو. ومن المعروف أن الأرجنتين أيضاً تقدم الكثير من المبدعين ومن أشهر أولئك اللاعبين مارادونا أشهر مهاجم ثان وصانع ألعاب في التاريخ، ورغم أن البعض قد يعتقد أن مارادونا كان يؤدي كمهاجم صريح إلا أن الحقيقة غير ذلك، فقد كان النجم الأسطوري يقوم بدور صانع الألعاب ومساندة المهاجمين بشكل أساسي، ولكن ذلك لم يمنعه من تقمص أدوار هجومية صريحة وتسجيل عشرات الأهداف. وعلى الرغم من أن هناك من يعتقدون في أميركا الجنوبية بشكل عام والأرجنتين على وجه الخصوص أن ريكاردو بوتشيني أعظم صانع ألعاب حيث كان مظهره ودقته في تمرير كرة القدم ورؤيته من العوامل التي حققت له وضعاً أسطورياً في وطنه إلى جانب مارادونا وخاصة في بطولات كأس العالم. وفي مكان آخر في أميركا الجنوبية كان هناك إنزو فرانسيسكولي والفارو ريكوبا واللاعب الإكوادوري آليكس آجويناجا، وجميعهم تركوا بصمات لهم على اللعبة كصانعي ألعاب مشهورين. المدرسة الأوروبية ظهرت في أوروبا أيضاً مجموعة من صانعي الألعاب خلال فترة خمسينيات القرن العشرين، ومن أشهرهم الأسطورة التشيكي جوزيف ماسوبست والذي فاز بلقب أفضل لاعب في أوروبا عام 1962 وكان مشهوراً بتمريراته الحريرية التي تضع المهاجم في مواجهة المرمى. ومن بين صانعي الألعاب المشهورين أيضا في القارة العجوز نيلس ليدهولم الذي قاد السويد إلى الحصول على ذهبية كرة القدم في أولمبياد عام 1948، كما نجح في قيادة منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم عام 1958 على أرضه. كما كان هناك الأسطورة المجري جوزيف بوزيسك الذي ساعد فريقه على هزيمة انجلترا 6-3 في ويمبلي في عام 1953. فقد كان هذا اللاعب بطيئاً إلى حد ما ولكنه كان يعتبر أفضل من يمرر الكرة في وقته. وخلال فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين ظهرت موجة جديدة من صانعي الألعاب في أوروبا حيث كان هناك يوهان كرويف المبدع الهولندي. كما كان هناك النجم الفرنسي ميشيل بلاتيني في نادي يوفنتوس، وكلاهما يجسدان مستوى القمة في صناعة الألعاب ويعد برنارد شوستر في ألمانيا من أفضل اللاعبين الذين قاموا بدور صانع الألعاب فقد لعب الملاك الأشقر كما كان يلقب في ريال مدريد برشلونة في خلال فترة الثمانينات من القرن العشرين، ولكن مشواره الكروي كان قصيراً بعد أن دخل في مصادمات مع المدربين، ليتجه فيما بعد إلى التدريب، وقد اشتهر كمدرب خلال فترة توليه تدريب ريال مدريد. وأيضا هناك صانعو ألعاب ممن صنعوا شهرتهم في التسعينات مثل الإنجليزي المثير للجدل دائماً بول جاسكوين، وأيقونة الكرة البلجيكية إنزو شيفو، والنجم الأرجنتيني فيرناندو ريدوندو، ونجم البارسا والمدرب الحالي بيب جوارديولا، وفي الدنمارك برز الموهوب مايكل لاودروب، وفي رومانيا أبدع جورجي هاجي، وصولاً إلى أسطورة الكرة الأوروبية زين الدين زيدان. أوكوشا وتريكة ومطر ووفقاً لتقرير الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي رصد نجوم صناعة اللعب في كافة العصور والقارات، لم يقتصر الأمر على أميركا الجنوبية وأوروبا فقط، على الرغم من أنهما تجسدان واجهة كرة القدم الحقيقية في العالم، فقد أشار التقرير إلى النجم النيجيري أوكوشا واللاعب المصري المعتزل محمود الخطيب وخليفته محمد أبوتريكة باعتبارهم أشهر نجوم الإبداع في القارة السمراء ، وشونسوكي ناكامورا في اليابان ونجمنا الإماراتي إسماعيل مطر الذي يبدع خلف رأس الحربة، ويقوم بالدور المزدوج في صناعة الأهداف وتسجيلها، وما جاء التقرير على ذكره هو على سبيل المثال وليس محاولة لحصر كافة النجوم من كافة دول العالم. تشافي وفابريجاس وعلى الرغم من العدد الكبير من صانعي الألعاب إلا أن لعبة كرة القدم الآن قد أصبحت لعبة جماعية تعتمد على المجموع وليس على مهارة فردية. ولكن مازال هناك أمثال الأرجنتيني ريكيلمي، ونجم أرسنال سيسك فابريجاس، وفي إيطاليا هناك ديل بييرو وتوتي وفي إسبانيا يواصل ميسي وتشافي وغيرهما من النجوم إبداعاتهم بعيداً عن دور المهاجم الصريح لكي يعيدون أمجاد العظماء القدامى من صانعي الألعاب. ورغم أن كرة القدم اختلفت كثيراً عن الماضي حيث أصبح التركيز ينصب على اللياقة البدنية وجماعية الأداء، وتقاسم الأدوار والمسؤوليات هجوماً ودفاعاً إلا أن اللاعب المهاري يستطيع أن يمارس الدور التقليدي في صناعة الألعاب وتسجيل الأهداف حينما يعجز المهاجم الصريح عن هز الشباك، وهؤلاء النجوم هم الأكثر قدرة على انتزاع آهات الإعجاب ودفع الجماهير إلى المدرجات، والاستسلام للجلوس أمام شاشات التلفاز.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©