منتخب أحلام السلة الأميركي يبدأ استعداداته لـ«أولمبياد لندن» اليوم

يبدو أن النجاح الذي حققه مايك كرشيشفسكي خلال اولمبياد بكين 2008 عندما قاد المنتخب الأميركي لكرة السلة لاستعادة هيبته والظفر بالذهبية مجددا، دفع إدارة الاخير للاحتفاظ بخدماته من اجل الاشراف على «منتخب الأحلام السادس» في اولمبياد لندن 2012 وحصد كرشيشفسكي نجاحا ملفتا خلال الأعوام الثلاثة التي تولى فيها الاشراف على المنتخب الاميركي اذ قاده للفوز في 31 مباراة من اصل 32 وهو توج هذه النتائج بذهبية اولمبياد بكين 2008 ليستعيد الأميركيون هيبتهم بعد ان فقدوها في الاعوام السبعة السابقة حيث فشلوا في الظفر باي لقب في ثلاث مشاركات كبرى ما جعل الجميع يتحدث عن انهم بدؤوا يدفعون ثمن العولمة السلوية. وكان المنتخب الاميركي فرض نفسه نجما مطلقا في المناسبات الرسمية وخصوصا في الالعاب الاولمبية التي حصد جميع القابها منذ ادراج لعبة كرة السلة في الاولمبياد عام 1936 وهو لم يخفق الا عام 1972 في ميونيخ عندما خسر في النهائي التاريخي امام الاتحاد السوفياتي في مباراة مثيرة للجدل، وعام 1988 في سيول عندما خرج في الدور نصف النهائي امام المنتخب نفسه، علما بانه لم يشارك في اولمبياد موسكو 1980 بسبب مقاطعة بلاده لهذا الحدث على خلفية الاحتلال السوفياتي لافغانستان. يذكر انه لم يسمح للاعبي دوري المحترفين في تمثيل الولايات المتحدة في المناسبات الدولية، الا عام 1992 في اولمبياد برشلونة، عندما قدم الاميركيون للعالم «منتخب الاحلام» الاول ونجومه الكبار مايكل جوردن وايرفين ماجيك جونسون وباتريك يوينج وكارل مالون وتشارلز باركلي وكلايد دريكسلر وديفيد روبنسون ولاري بيرد وجون ستوكتون وغيرهم من اساطير كرة السلة الاميركية والعالمية. لكن الواقع السلوي الجديد بدأ يثقل كاهل الاميركيين الذين فشلوا في تحقيق افضل من المركز السادس في كأس العالم التي استضافوها في انديانابوليس عام 2002 حيث كان اللقب صربيا، ثم اكتفوا بالمركز الثالث في اولمبياد اثينا 2004 فيما كان اللقب ارجنتينيا، ثم حصلوا على المركز ذاته في بطولة العالم الاخيرة في اليابان عام 2006 حيث توج الاسبان باللقب. وبدأ القيمون على المنتخب يأخذون منافسيهم على محمل الجد اذ وضعوا برنامجا تدريبيا مكثفا انطلق قبل مونديال اليابان وكان تحضيرا لهذا الحدث الذي اكتفوا خلاله بالمركز الثالث تحت اشراف كرشيشفسكي، ولاولمبياد بكين ايضا. ولجأ الاميركيون الى كرشيشفسكي مدرب جامعة ديوك التي تعتبر من افضل الجامعات في تصدير اللاعبين المميزين الى دوري المحترفين، لتدريب المنتخب وعاونه مدربا نيويورك نيكس هيت وبورتلاند ترايل بلايزرز مايك دانتوني وسكوت ماكميلان بالاضافة الى مدرب جامعة سيراكيوز جيم بوهيم، وسيبقى هؤلاء الثلاثة معه ايضا في اولمبياد لندن 2012 ولم يأت اختيار كرشيشفسكي وليد الصدفة اذ انه يعرف ماهية اللعب بقوانين الاتحاد الدولي لكرة السلة لتشابهها الى حد كبير بقوانين دوري الجامعات، خلافا لدوري المحترفين الذي حاول المسؤولون وفي مقدمهم «العراب» ديفيد شتيرن ان يعدل قوانينه لتقريبها من تلك الخاصة بالاتحاد الدولي عبر السماح بتطبيق دفاع المنطقة، الا انه التزم بقانون الدفاع غير الشرعي مما حد من فعالية قانون المنطقة. ويعتبر المدرب «كاي» من افضل المدربين الذين عرفتهم الملاعب الاميركية وهو دخل في 2001 قاعة مشاهير كرة السلة «هول اوف فايم» بعد ان قاد ديوك للقب دوري الجامعات اعوام 1991 و1992 و2001 والى المربع الذهبي 10 مرات والى لقب مجموعة ساحل الاطلسي «اي سي سي» في 11 مناسبات خلال 29 موسما مع الفريق. وامتد نجاح كرشيشفسكي (62 عاما) من مستوى الجامعات الى المستوى الدولي، فبعد ان اصطدم بعقبة اليونان خلال مونديال اليابان 2006 عاد ليعوض ذلك في بكين 2008 حيث اعاد المنتخب الاميركي الى العرش الاولمبي وقاده للظفر بذهبيته الثالثة عشرة في مشاركته السادسة عشرة وذلك بعدما تغلب على نظيره الاسباني بطل العالم 118-107 في النهائي. «كان فخرا كبيرا ان يتم اختياري مدربا للمنتخب الوطني الاميركي في المرة الاولى. ولا يزال فخرا كبيرا الآن ايضا»، هذا ما قاله كرشيشفسكي امس الاول، مضيفا «التجربة التي خضتها كمدرب للمنتخب الوطني الاميركي خلال الاعوام الثلاثة كانت الافضل في مسيرتي كمدرب». وعلق نجم كليفلاند كافالييرز ليبرون جيمس الذي ساهم بشكل اساسي في فوز منتخب بلاده بذهبية بكين 2008 الى جانب نجمي ليكرز وميامي هيت كوبي براينت ودواين وايد.