صرحت مصادر طبية أمس أن تسعة على الأقل لقوا حتفهم وجرح 41 آخرون في معركة بالأسلحة الثقيلة بين متمردين صوماليين وقوات حكومية في العاصمة مقديشو. ووفقاً لشهود عيان فإن القتال بدأ أمس الأول عندما أطلق متمردون قذائف هاون صوب القصر الرئاسي الذي يحظى بحراسة أمنية مشددة. وردت القوات الحكومية بإطلاق وابل من قذائف المدفعية صوب منطقة سوق بكارا معقل المتمردين المتشددين، والذي يعد منطقة مكتظة بالسكان.
وقال علي موسى شيخ رئيس خدمات الإسعاف في مقديشو إن "موظفينا جمعوا حتى الآن تسع جثث لمدنيين حول بكارا".وأضاف "قتل خمسة من الضحايا في حي هولواداغ (جنوب) والأربعة الآخرون في منطقة سيناي (جنوب)". وقالت واحدة من سكان الحي تدعى نورتو حسن "رأيت جثثاً ممزقة لخمسة مدنيين. سقطت قذيفة قرب محطة حافلات حيث كان الكثيرون ينتظرون رحلتهم". وقالت "بدأ إطلاق نيران المدفعية بعيد استهداف المتمردين القصر الرئاسي". وقال الشاهد الآخر عبد الله محمد إن طلقات المدفعية الثقيلة كانت من جانب قوات الاتحاد الأفريقي التي تتولى حماية القصر الرئاسي. وأضاف "بتنا نستطيع تمييز أسلحتهم عن أسلحة الحكومة" مضيفاً "كان الأمر فظيعاً".
وتجدر الإشارة إلى أن حركة "الشباب" الأصولية المتمردة والمرتبطة بتنظيم "القاعدة" تسيطر على معظم مناطق جنوب ووسط الصومال وتخوض معارك دموية ضد الحكومة الضعيفة المدعومة من الغرب . ولقي أكثر من 20 ألف شخص حتفهم بسبب هذا التمرد الذي اشتعل مطلع عام 2007 مع الغزو الإثيوبي . وغالباً ما تتوجه أصابع الاتهام إلى القوات الحكومية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بإطلاق النار بصورة عشوائية صوب مناطق تزدحم بالمدنيين. وتعيش الصومال حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالديكتاتور محمد سياد بري عام 1991 .
على صعيد آخر ، قالت وزارة الدفاع الإسبانية إن القوات البحرية الإسبانية اعتقلت ثمانية يشتبه بأنهم قراصنة قبالة الساحل الصــومالي أمس الأول في إطار مهمة أوروبية لمكافحة القرصنـة في المنطقة. وأسرت الفرقاطة الإسبانية فيكتوريا قارباً لصيد الحيتان وزوارق خفيفة متنوعة أوضحت الوزارة أن أسلحة ومواد أخرى تستخدم في هجمات القراصنة اكتشفت على متنها.
وأضافت الوزارة في بيان أنه بموجب التعليمات في إطار "العملية اتلانتا" الأوروبية لمكافحة القرصنة قامت القوات البحرية الإسبانية بتدمير القارب ونقل طاقمه المؤلف من ثمانية أفراد على متن زورق خفيف نحو الساحل الصومالي.
وأوضحت وزارة الدفاع الإسبانية في إشارة منفصلة أن وزارات الدفاع الأوروبية اتفقت على تمديد مهمة مكافحة القرصنة في المنطقة لما بعد 2010.
وأضافت أن العملية (اتلانتا) فككت حتى الآن 21 عصابة تضم 250 مجرماً ودمرت 30 زورقاً و11 من السفن الأم بما في ذلك عملية الأحد.
وكثف قراصنة ينشطون قبالة سواحل الصومال هجماتهم على السفن في المحيط الهندي وخليج عدن في الشهور الأخيرة وجنوا عشرات الملايين من الدولارات من أموال الفدى وذلك رغم انتشار العشرات من السفن الحربية الأجنبية في المنطقة.
على صعيد آخر ، ذكرت وزيرة الدفاع الاسبانية كارم شاكون أمس أن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاترين أشتون ستتوجــه إلى كينيــا لإعــادة التفاوض بشأن الشروط التي تحاكم من خلالها كينيا وتحتجز القراصنة قبالة سواحل الصومال.
وأضافت شاكون التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي «لقد أبلغتنا كينيا أن نظامها القضائي قد انهار نتيجة لاستقبال الكثير جدا من القراصنة خلال فترة قصيرة من الزمن».
وكان وزراء الخارجية والدفاع بالاتحاد قد قرروا في اجتماع في لوكسمبورج أن تتوجه أشتون إلى كينيا لتسوية القضية.
وأضافت «لقد أبلغنا (أشتون) بإعادة التفاوض بشأن (الاتفاق) وسؤال السلطات الكينية مجددا عما يحتاجه نظامها القضائي لمواصلة العمل مع مهمة أتلانتا».
عدد اليوم
