الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نُزُلْ العذابات

نُزُلْ العذابات
22 يوليو 2009 23:28
هل يغادر؟ هذا الغامض المدنس بعزلته هل يغادر؟ وكل الذاكرات التي أنجبها تناديه. خطواته النهمة.. بالغياب تعثرت وقلبه المقفل صار جرحا. هل يغادر؟ وتماثيله البائدة في الحجرات ترفرف؟ هل يغادر؟ وذئابه الفضية تحجب الدرب؟ نثر شظايا هو الهواء واليد الشرسة ماطلت في اللمس حتى ذابت المرايا وصار البيت منزوعا من ظله صارت المغامرة أبهى لأن الحقائب امتلأت بالكوابيس وأحلامه في الصرخة.. تمزقت. في نزل العذابات هذا كل عاصفة تبيت وكل برق يتحجّر. يحمل الرجل الوحيد ضريح أيامه ومثل فراشات عمياء كلماته صوته المرتطم بالأيام: يتفتت والجحيم صار لعبته. يسأل الرجل الغريب عن مدفن مأهول.. عن معبد مهجور يسأل.. لكن الأشباح غامت في المياه وصار القول مختوما بالذهول. لن يودعه أحد. ولن ينتظره أحد. هكذا حامت الظنون على جثة الليل وانهالت الأنفاس على حدائق الموتى وحده هناك.. المسافر الغريب يرتّق العناوين والجهات ويقيم في فردوس المتاه عارما مثل صاعقة ومكسوا بالرخام دليله الخراب ومتعته نازفة. وحده الغريب على حافة الفجر واليأس طلقة لا تخيب. هل يغادر... والفراغ مشمول بفراغ، وكل الصحاري في غرفته تتبرّج. كان بيتا وكانت جدرانه تتنفس كان بيتا، وكان الحطام على كاهله ينمو ولذّة الأجساد صارت هشيما في نزل العذابات يقيم وتغويه الهاويات البراري تناديه والمدائن الثملة هل يغادر ومنزله الذاوي صار مأوى للرماد يختال الموت في ردهاته وصخب الأصدقاء.. صار مأدبة للجثث!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©