إسرائيل تغتال قيادياً من «حماس» في الضفة

اغتال الجيش الاسرائيلي فجر أمس قياديا عسكريا في حركة “حماس” يلاحقه منذ 6 سنوات، قرب الخليل في الضفة الغربية المحتلة. واتهمت حماس حركة فتح “بالتعاون” مع إسرائيل في هذه العملية وذلك في بيان أكدت فيه مقتل علي السويطي القيادي في “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”. وقال شهود عيان فلسطينيون إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال تصاحبها عشرات الآليات العسكرية اقتحمت بلدة بيت عوا غرب الخليل منذ ساعات الفجر الأولى، ثم ضيقت الخناق على المنزل الذي كانه به الشهيد علي السويطي (40 عاما)، وطلبت من جميع المتواجدين المغادرة. وأكد الشهود ان تبادلاً لإطلاق النار مع الجنود الاسرائيليين جرى في محيط المنزل. وقال شهود عيان إن السويطي رفض المغادرة والاستجابة لنداءات الاستسلام التي وجهت له عبر مكبرات الصوت، فباشرت قوات الاحتلال إطلاق الرصاص والصواريخ على المنزل ثم هدمته بجرافات ثقيلة قامت بإزالة الركام وأخرجت جثمان السويطي، وسارع جنديان إلى سحب الجثمان المهشم بحبل، وأكد شهود آخرون أن الجنود أطلقوا النار على الجثمان بعد إخراجه. وفي محيط المنزل المستهدف اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي أطلقت القنابل الغازية والمدمعة تجاههم، مما أدى إلى إصابة خمسة منهم بجراح طفيفة ومتوسطة. وبعد انسحاب قوات الاحتلال من المكان حمل مئات المواطنين الجثمان على أكتافهم وشيعوه إلى مقبرة البلدة وسط هتافات مطالبة بالوحدة والانتقام. وأفاد شهود فلسطينيون ان القوات الاسرائيلية اعتقلت ثلاثة من افراد اسرة صاحب المنزل. وتتهم إسرائيل السويطي بالمسؤولية عن عملية قتل فيها عدد من جنود الاحتلال غرب الخليل عام 2004. وجاء في بيان للشرطة الاسرائيلية ان قوة من حرس الحدود وبدعم من جنود وعناصر من جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي “شين بيت” “قامت بتصفية السويطي المسؤول الارهابي الكبير بعد حملة مطاردة استمرت ست سنوات” . وأوضح متحدث باسم الجيش الاسرائيلي لاحقا ان الجنود طلبوا من السويطي تسليم نفسه لكنه رفض ذلك وفتح النار في اتجاه العسكريين الذين قاموا بالرد. وفي بيان أصدرته في غزة قالت حماس “إن جريمة اغتيال القائد القسامي الشهيد علي السويطي حلقة من حلقات مسلسل التصعيد الصهيوني الذي يستهدف الانسان الفلسطيني في كل مكان اغتيالا وإبعادا وسجنا وتعذيبا وحصارا وإذلالا، وهذا التصعيد الأخير يدلل على مدى رغبة هذا العدو في تصفية المقاومة الفلسطينية”. وأضافت حماس “ان مثل هذه الجريمة وغيرها من الجرائم بحق أبناء شعبنا ورجال المقاومة انما تعكس مدى التعاون الامني الذي تقدمه سلطة فتح في الضفة الغربية مع العدو الصهيوني، حيث إنه لولا مثل هذا التعاون لم يكن العدو ليصل ببساطة الى هؤلاء الرجال، أو ليتشجع على تنفيذ جرائمه بحقهم”. وأكدت حماس مجددا “أن إرادة المقاومة ستظل حية رغم كل الجرائم التي يمارسها العدو بالتعاون مع سلطة فتح والمقاومة وحدها الكفيلة بلجم العدو وردعه وتصفية وجوده من على ارض فلسطين”. وكان المتحدث باسم “حماس” سامي ابو زهري وجه أيضا اتهامات مماثلة للسلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس. وقال سامي ابو زهري في تصريح نقله المركز الفلسطيني للاعلام ان “اغتيال القائد القسامي يعد جريمة خطيرة تأتي في سياق سعي الاحتلال لتصفية قوى المقاومة، وخاصة كتائب القسام في الضفة”. وأضاف أن “الشهيد كان ملاحقا من أجهزة عباس مثلما هو ملاحق من الاحتلال الصهيوني”، مشددا على ان “هذه الجرائم لن تفلح في كسر شوكة المقاومة”. إلى ذلك تعرض موكب الوزير الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر للرشق بالحجارة أثناء مروره في منطقة الخليل، دون ان يصاب أحد من مرافقيه ودون أضرار مادية. وبحسب ما نشر موقع صحيفة “يديعوت احرونوت”، فإن الوزير بن اليعازر كان في جولة للمستوطنات المقامة على أراضي الخليل، حيث مر أثناء وجود تظاهرة للشبان الفلسطينيين بالقرب من جدار الفصل العنصري في منطقة الخليل، وسارع الشبان اثناء مرور موكب الوزير الى رشق الحجارة نحو السيارات التي كان بداخل إحداها، دون أن يصاب الوزير أو أي من المرافقين معه، وقامت قوات الجيش الاسرائيلي بتفريق المتظاهريين مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. واضاف الموقع ان الحرس الشخصي للوزير لم يرد على رشق الحجارة واستمر بالسير دون ان يتوقف موكب الوزير الذي علق بالقول انه تعرض في حياته لمواقف أصعب بكثير من هذا الحادث. من جهة أخرى شنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات ومداهمات امس طالت خمسة فلسطينيين في الضفة الغربية. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على موقعها الإلكتروني عن مصادر عسكرية أن القوات الاسرائيلية اعتقلتهم بدعوى أنهم “مطلوبون”. ولم يكشف الجيش عما إذا كان للمعتقلين أي انتماءات تنظيمية، إلا أنه أضاف أنه “تم إحالة المعتقلين إلى الجهات المختصة للتحقيق معهم”.