الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشارع الخلفي

1 يونيو 2008 01:48
في الشارع الخلفي تدور الكثير من الحكايات والأحداث التي تستحق الوقوف عندها كثيراً، ولأنها تقع في الناحية الخلفية من الزمان والمكان فإننا حين نرصدها نرصد حدثاً بعد وقوعه، وتداعيات ذلك الحدث وآثاره، خاصة وأن الكثير منا لا يذهب بنظره أبعد من موطئ قدميه، هؤلاء يتجهون بأبصارهم نحو المسافة الفاصلة بينهم وأقدامهم مباشرة، لذا يتّبعون الطريق الأكثر وضوحاً فلا يلتفتون لما يحدث على الأرصفة الخلفية· وللشارع الخلفي ميزة خاصة كما أن له دهشة محببة، وأحياناً رعب حقيقي مما قد يخلفه من أثر لدى المتابع أو الشاهد على الحدث، غير أن المتعة الحقيقية له تكمن في أنّ ما يجري فيه من تغيرات يحفّزك للكشف عن ذلك أو البحث عن أسبابه ''لقافه يعني''، لكن ''لقافه'' في خير لأنه لا يهدف إلى الفضح بل إلى معالجة مواطن الخلل، والنقد الاجتماعي البنّاء فقط· شوارعنا تحفل بالكثير من الأحداث والمشكلات والمطبات والتعرجات التي تشكل زخماً نفسياً وإنسانياً ثرياً يستحق الالتفات إليه· في شوارعنا حوادث مرورية قاتلة، وحولها بشر من شتى الأعراق والجنسيات والثقافات والمساحات الإنسانية الشديدة التعقيد، وفيها وجوه نحبها، ووجوه نودّ لو استثمرناها بشكل صحيح· وأيضاً حولنا شباب وفتيات يفخر بهم هذا الوطن العظيم، يحرصون على التفرد في كل شيء، والعطاء بالنسبة لهم وطن يستحق كل الحب· وأمام عيوننا يعيش أبناء تتنازعهم تعقيدات كثيرة وتواجههم صدمات عنيفة بدءاً بمدارس يشعرون أحياناً بأنهم غرباء بين جدرانها، وانتهاء بعزلة منزلية يفتقدون معها الحوار المهم في الأسرة· وفي منازلنا نتعايش مع بشر من أهلنا (أمهات وآباء وجدات وأجداد) يستحقون منا كل الرعاية، والوفاء اللامحدود، نظير ما قدّموا من تضحيات لا أن يلقى بهم في دور المسنين، يلتحفون الصمت، وتحيط بهم العتمة· في الشارع الخلفي إشارات إلى كل ذلك، وعلى الحب نلتقي بحول الله تعالى· شيخة الجابري qasaed@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©