الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أنيسة الغساني بدأت من «مبدعة» وتحلم بامتلاك «مطحنة»

أنيسة الغساني بدأت من «مبدعة» وتحلم بامتلاك «مطحنة»
5 يونيو 2016 15:01
ريم البريكي (العين) تحدت العراقيل، وبدأت مشروعها من داخل منزلها وبأدوات في متناول الجميع، لكنها حولتها بوصفاتها الذكية إلى منتجٍ يباع ويسعر بالسوق.. أنيسة الغساني مواطنة ابتكرت خلطات بهارات وأنواعاً من الأطعمة تعد ماركة مسجلة باسمها، لم تقف مكتوفة الأيدي مع أول صعوبة تواجهها، إلا أنها بحثت عن الحلول ومخارج تمكنها من إقامة مشروعها بأقل التكاليف مع تزايد أسعار إيجارات المحال، وصعوبة استخراج الرخصة التجارية، وما يترتب عليها من شروط، ومعاملات لا تنتهي أوراقها ومتطلباتها، فقد رست على أن تبدأ مشوارها في عالم المال والأعمال خطوة بخطوة، دون أن تتسارع في خطواتها نحو الثراء العاجل، الذي يكون في مقدمة أحلام الكثيرين من الشباب الخاسرين لمشاريعهم. الخطوة الأولى لأنيسة الغساني تمثلت في الحصول على رخصة مبدعة، وهو ترخيص يختص بالنساء المواطنات الراغبات في فتح مشاريعهن ومزاولتها من خلال المنزل، حيث تقول الغساني عن هذه الخطوة: «حصلت على ترخيص مبدعة، وقمت بتقديم خبرتي في مجال تصنيع البهارات الخاصة، وبيعها للأهل والصديقات في بداية الأمر، ومن ثم تم بيعها على المعارف، والتوسع نحو عالم التواصل الاجتماعي لعرض ما أقوم بتصنيعه، وبيعه بشكل موسع على مرتادي تلك التطبيقات التي يتداولها الملايين من الناس». ولكون بضاعتها تحتاج لتذوق من حيث المأكولات التي تعدها، فإن أنيسة الغساني تشارك في المعارض الداخلية، التي يتم تنظيمها من قبل عدد من الجهات المعنية، حرصاً على تعريف العملاء بطعم ونكهة ما تعده يداها. وتكمل الغساني سرد تفاصيل بداية مشروعها بالقول: «في البداية، كنت ألاحظ أن البهارات التي تباع في المطاحن من دون تنظيف، وعند عودتي للمنزل أجد في بعض البهارات بقايا براز الفئران، وبالقرفة أجد حشرات ميته؛ لأنها عيدان متماسكة مع بعضها؛ لذالك جاءت الفكرة، وفكرت في المشروع بأن أقوم باختيار البهارات النظيفة وخلطها بوصفة سرية خاصة بي، بعد التأكد من نظافتها، وشخصياً أقوم بغسلها وطحنها في البيت لأكسب رزقي بالحلال». ومع تجاوزها معضلة الرخصة التجارية، واجهت الغساني مشكلة أخرى، تمثلت في تخصيص مكان لتخزين منتجاتها، ومقر تقوم من خلاله بممارسة نشاطها، خاصة أنها تسكن في منزل بالإيجار، مشيرة بالقول «العقبة الوحيدة هو عدم توافر المكان لممارسة عملي؛ لأني بحاجه لمن يساعدني، وبحاجه لمكان لتخزين بضاعتي، فالمكان الذي أمارس فيه عملي ضيق جداً». وأضافت: «وبما أني مستأجرة منزلاً لعائلتي، وظهر نور هذا المشروع من المنزل لم أستطع استئجار مكان آخر لعمل البهارات»، مبينة أن تلك المشكلة ظهرت في وقت متأخر، بيد أنها في بداية مشوارها التجاري لم تصادف أي نوع من العراقيل المتعلقة بتسويق المنتج. وتضيف أن مبيعات منتجاتها في بداية الأمر كانت قليلة، ومع مرور الوقت تعرف الجمهور إلى منتجاتها، وتأكدوا من جودتها عبر تجربتها، وأصبح لديها، بفضل الله، عملاء من الإمارات وسلطنة عُمان والكويت، وأصبحت توصل طلبات عملاء من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي. وحول دعم المؤسسات الحكومية المعنية بدعم مشاريع الشباب، قالت الغساني: «كنت أسمع عن تمويل صندوق خليفة، فتقدمت للصندوق، وبدأت مخاطبتهم، وبعدما شاهدوا عملي شجعوني بالاستمرار، فتمت الموافقة على هذا المشروع، وكان تمويل صندوق خليفة بمبلغ 200 ألف درهم». إن أهم ما يميز مشروع أنيسة الغساني ويجعله ناجحاً، بنظرها، اتصافه بالمصداقية في التعامل، وجودة المنتج العالية التي مكنتها من كسب رضا المتعاملين، وتزايد الطلبات عليه، مضيفة: «بالنسبة لمشروعي، فهو ناجح مئة في المئة، وكل من يعمل بإخلاص ومصداقية سيصل للنجاح، ويكون له مكان في السوق»، مشيدة بتزايد مشاريع المواطنين في السوق المحلي التي شهدت في الآونة الأخيرة تزايداً، ويتزايد عليها الطلب، لكون أغلب المتعاملين مع سوق المشاريع المحلية من المواطنين. ورأت الغساني أن عوامل النجاح لأي مشروع كان، تتلخص في تحلي صاحبه بعدد من الصفات كالصدق والأمانة واللباقة في التحدث، وهناك أساس مهم وهو لغة الجسد، ويجب الاهتمام بحسن المظهر، مما يسهل التعامل مع الزبائن. وأشارت الغساني إلى أن أغلب مشاريع المواطنين تتفق في مواجهتها كابوساً واحداً، هو الإيجارات المرتفعة، فهي تعوق الأغلبية من رواد الأعمال المواطنين، خاصة صغار المستثمرين؛ لأن الدعم لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة فقط من قبل جهات الاختصاص يكون فقط لدعم بداية انطلاق المشروع، دون النظر في مشكلة الإيجارات التي تعوق المواطن المبتدئ مشروعاً صغيراً أو متوسطاً، والوضع مختلف بالنسبة لأصحاب المشاريع الكبيرة، فهؤلاء لا يواجهون صعوبة الإيجارات نفسها، ولا تعوقهم هذه المسألة، وبعضهم بالأساس يملك أبنية تمكنه من فتح محل بها. وعن نظرتها للمستقبل، أكدت الغساني: «لكل مبتدئ طموح يرغب في الوصول إليه، وطموحي مستقبلاً هو التوسع في الإنتاج والتوزيع، وأن يكون لدي محال مستقله، وإن كانت بالإيجار، بشرط الفوائد تغطي أسعار الإيجار، ولكل مجتهد ومبدع نصيب». وعن تعاملاتها وشراكتها بالسوق، أفادت الغساني بأن لديها شراكات، وهناك شركات تتعامل معها، منها شركة علي أكبر زماني التجارية «ش.ذ.م.م»، وشركة حسين علي كيخا وأولاده «ش.ذ.م.م»، وشركة مدينة الزعفران «ذ.م.م»، وهم شركاء تثق الغساني بجودة ما يقدمونه وبأمانتهم. وعن رأيها في إنجازات المرأة الإماراتية، قالت الغساني: «لن أقول إن المرأة الإماراتية استطاعت تحقيق حلمها، بل نحن مازلنا نعمل ونطور في أحلامنا، وإن تحققت لا يجب الوقوف عند تلك النجاحات، فيجب المواصلة؛ لأنه لا يوجد قمة للتطوير». وتشارك الغساني في العديد من المعارض والمهرجانات، كما ذكرت سالفاً، حيث تصف مشاركتها في تلك المعارض بأنها تعكس شيئاً إيجابياً لأصحاب المشاريع المبتدئة؛ لأن الوجود في هذه الأماكن يعزز من الانتشار والتعرف إلى المنتجات، وأيضاً التعارف الذي يحصل بين أصحاب المشاريع وتبادل الأفكار والآراء. وعن تعذر مشاركة المرأة وسعي بعضهن لترك عملية التسويق ومهمة الوجود بالمعارض للعمالة، بينت الغساني السبب بالقول: «في بعض الأوقات تجبر المرأة الإماراتية بتكليف أحد ما ليقوم بإدارة المحل، وذلك بسبب المعارض أو المهرجانات التي تحصل في وقتٍ واحد بأماكن مختلفة، وللعلم فإن المرأة الإماراتية لا تقف مكتوفة الأيدي في هذه الأوقات فإنها تسعد بعملها والوقوف على منتجاتها وحرصها عليها بنفسها». وذكرت الغساني أن طموحاتها المتعلقة بمشروعها تتلخص في تكملتها مشروعها، وذلك قبل الإضافات، لا سيما أنه توجد لديها معدات تزن أطناناً تعجز عن تشغيلها، وذلك بسبب عدم القدرة على توفير المكان المناسب لتخزين هذه المعدات، فإن تمكنت مستقبلاً من إكمال هذا الأمر وتحقيقه فإن الإضافات التي ستعمل على تحقيقها ستكون إنشاء مطحنه كبيرة؛ بهدف مضاعفة الإنتاج، وتوسيعه، ومن بعده يمكنها القيام بإنشاء مطعم شعبي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©