وسط أجواء حافلة بالمرح والترفيه العائلي استضافتها قصباء الشارقة، واصلت مدينة «ترشيد» النموذجية فعالياتها المتنوعة للمرة السادسة على التوالي، التي تنظمها هيئة الكهرباء والماء في الإمارة، محتضنة في نسختها لعام 2013، جملة من البرامج والأنشطة الفنية والتعليمية والتثقيفية، تهدف إلى نشر الثقافة والتوعية المجتمعية بضرورة ترشيد الاستهلاك والمحافظة على مقدرات الطاقة من الكهرباء والماء والغاز الطبيعي بين جميع فئات المجتمع.
أزهار البياتي (الشارقة) - على مدى أسبوع كامل تحولت فيه أرجاء المكان إلى خلية نحل تعج بالحركة والنشاط المتواصل، عمل فريق متعاون مكلف من هيئة الكهرباء والماء في الشارقة بمشاركة فعّالة من 17 جهة محلية واتحادية، على الوصول إلى هدف واحد، ألا وهو كيفية إيصال ثقافة ترشيد استهلاك الطاقة وتعميمها بين كافة الفئات الاجتماعية، من خلال برامج متنوعة جمعت سمات الترفيه والتعليم مع المتعة الممزوجة بالفائدة، وسعت إلى استقطاب جمهور غفير من الصغار والكبار على حد سواء.
وعن أهداف المدينة النموذجية، أشار مدير عام هيئة كهرباء ومياه الشارقة المهندس إبراهيم راشد الديماس إلى احتفاء الهيئة كل عام بانطلاقة مدينة ترشيد نموذجية، لتبعث من خلالها رسالة ثابتة وعنواناً واحداً، يتمثل بمفهوم توعوي وتوجيهي وإرشادي، ينادي كل أفراد المجتمع للانتباه إلى أهمية المحافظة على موارد الكهرباء والماء والغاز، وترشيد استهلاكها لحدود الحاجة والضرورة، وعدم هدرها وضياعها بإهمال ومن غير وعي، لأنها ببساطة تشكل بالنسبة لدولتنا النامية شريان الحياة، وهي تعد اليوم من أهم موارد الطاقة الأساسية والطبيعية في أي جزء من العالم.
فعاليات
وقال: نسعى من خلال مدينتنا النموذجية هذه بكل ما تحتويه من فعاليات وعروض وندوات ومحاضرات ومسابقات، إلى رسم استراتيجية هادفة، فنتواصل بها مع عموم الجماهير، لنكسب ثقتهم ونضمن تعاونهم، معززين أفكارنا ورؤانا في نشر الوعي والإرشاد المجتمعي، مشيرين في ذات الوقت لنوعية الخدمات التي تقدمها الهيئة ودورها العملي والاقتصادي والاجتماعي، الذي يسهم بشكل أو بآخر في بناء عجلة البناء والتنمية ومنظومة الحضارة الإنسانية بشكل عام.
وأشار مدير العلاقات العامة بالهيئة عبدالرحمن راشد السلمان إلى مدى فعالية هذا الترويج الإعلامي والاجتماعي لفعاليات وأهداف مدينة ترشيد النموذجية، الذي تطور بشكل مطرد وملحوظ من موسم لآخر.
مشاركات
وقال السلمان: لقد تطورت مدينتنا النموذجية من عام لعام، وارتقينا بأنشطتها ومحتواها العام، حيث زادت نسبة المشاركات الرسمية والشعبية، وتوسعت دائرة هذه الحملة الإرشادية لتحتضن وللمرة الأولى ورشات عملية تستعرض نظم ترشيد الطاقة بأساليب حديثة ووفق معايير عالمية عالية الكفاءة، كما زدنا في دورتنا هذه من نسبة تفعيل الحراك الثقافي والفني والاستعراضي في المدينة، من خلال جملة من العروض المسرحية الهادفة التي تسعى لذات المعنى والغرض وتنادي أيضاً بالمحافظة على مصادر طاقة الكهرباء والماء والغاز، كما استقطبنا فئة الأطفال والعائلات من خلال تنظيم الاستعراضات الفنية الراقصة والخيمة التراثية بكل ما تحتويه من أصالة وإبداع، والعديد من وسائل الترفيه والإمتاع، منها ركن الألعاب، وحلقات الرسم والتلوين التي شارك بها الصغار، بالإضافة لكرنفالات استعراضية مرحة وشخصيات كرتونية دارت بين الزوار.
وفي المحصلة حاولنا من خلال مدينتنا النموذجية الصغيرة التي استراحت في الهواء الطلق ومن على ضفاف القصباء، أن نرسم ملامح الفرح وصوراً جميلة مع مشاهد المتعة والدهشة لكافة شرائح المجتمع، لنوصل رسالتنا وهدفنا الذي يتلخص في ضرورة ترشيد استهلاك موارد الطاقة.
وضمت مدينة ترشيد النموذجية بين جنباتها العديد من الأجنحة والأقسام التي ساهم فيها الكثير من الجهات الحكومية والخاصة، منها هيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة أبوظبي للتوزيع، والهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه وغيرها، ساعين جميعاً إلى تنظيم العملية الاستهلاكية للطاقة، وبث ثقافة الترشيد بين سكان الإمارات، مستعرضين الطرق الحديثة والمثلى لاستخدام هذه الموارد المهمة والاستفادة منها قدر المستطاع، مع تحري كل احتياطات الأمن والسلامة.
عرس تقليدي
وصاحب فعاليات مدينة ترشيد بعض المعارض الفنية التي دارت حول ذات المجال، منها معرض خاص للفنانة المتطوعة غزالة مبارك حظي باهتمام ملحوظ من قبل الزوار، جاء بعنوان «مبصر أنا بالكهرباء»، والتي استعرضت من خلالها بعضاً من أعمالها الفنية الهادفة، التي تضمنت رسائل موجهة تركز على أهمية الطاقة الكهربائية في تسيير شؤون الحياة، وكيف أنها تبدد الظلام وتحول الليل إلى نهار، كما أشرفت بدورها على تقديم نموذج حي لفعالية عرس تقليدي مستوحى من تراث الإمارات، يصور ماضي الآباء والأجداد وأصالة المورثات الشعبية في ثقافتنا المحلية.
كما كانت هنالك عدة مساهمات شبابية، قامت بها كوادر وطنية من الفتيان والفتيات الشباب، وشكلت أفكارا مبتكرة وخلاقة تعتبر نواة لمشاريع مستقبلية صغيرة قابلة للتطور والارتقاء، هدفها أن تقتصد بالطاقة الكهربائية بطرق جديدة وتقنيات حديثة ومدروسة، منها على سبيل المثال ابتكار لحقيبة صغيرة تعمل بتوليد الكهرباء بقوة 12 فولتاً من خلال توظيف الخلايا الشمسية، وتخزينها لإعادة تشغيل مصابيح الإضاءة، وشواحن الهواتف المتحركة (الموبايلات)، وأجهزة الكمبيوتر واللاب توب، وقد أشار إليها «علي الإسكافي» مشرف النشاط العلمي بمركز الشباب، ليقول: «نحن نتبنى كل مواهب الشباب وأفكارهم ونتاج إبداعهم العلمي والذهني، من خلال توجيههم ومدهم بالمعلومات والمقترحات والمواد اللازمة لتطوير مشاريعهم العلمية والتقنية، بحيث نشجعهم على تنفيذها وترقيتها لمستويات أعلى، وقد كان للمركز منجزات عدة، أهمها ابتكار مولد كهرباء يعمل بطاقة الرياح، وينتج بدوره طاقة أخرى يمكن الاستفادة منها في مجالات الإنارة وتشغيل بعض الأجهزة الصغيرة وشحن البطاريات، كما يمكن توظيفها في حقل الملاحة البحرية والرحلات البرية، بالإضافة لإنجازنا مشروع صناعة طباخ يعمل بقوة الطاقة الشمسية، وهكذا نحن نعمل بفضل أفكار ومخترعات وطموحات الشباب الواعدين من أصحاب العقول والمواهب، التي تحتاج للصقل والرعاية حتى تصل لما تصبو إليه، بحيث نحقق في نهاية المطاف مشاريع طاقة رشيدة ومقننة ذات كفاءة عالية وبأقل التكاليف الممكنة.
فقرات متنوعة
ووصف الطفل علي الحمادي، (12 عاماً) زيارته لمدينة ترشيد النموذجية بالتجربة المدهشة، مشيراً إلى استفادته الشخصية بمرافقة أصدقائه الذين حضروا معه للاستمتاع بمجمل الفعاليات، خاصة فقرات الرسم والتلوين في ركن المرسم الحر، وحيث استطاع إنجاز عدة أعمال فنية جميلة، تدور في فلك المحافظة على البيئة وترشيد المياه والكهرباء والغاز.
وعبرت الطفلة مريم حميد عن سعادتها بزيارة مدينة الترشيد، بقولها: لقد قضيت يوماً جميلاً حافلاً بالمتعة واللعب والمرح، فشاهدت خلاله العديد من العروض المسرحية والرقصات الفلكلورية، وأكثر ما أعجبني الشخصيات الكرتونية الظريفة «قطورة، شعلول، كهروب»، وتلك البرامج التراثية الجميلة التي زخرت بها خيمة التراث، مع قسم المؤكلات الشعبية والأطباق المحلية اللذيذة من اللقيمات والرقاق والتي استمتعت بتناولها مع بقية أفراد الأسرة.
عدد اليوم
