الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بعيداً عن نواياهم!

12 مارس 2011 20:00
إذا كنا نختلف مع بعض السلوكيات الفنية السيئة التي تصدر عن الفنانين في أوروبا وأميركا، على سبيل المثال، على اعتبار أن أعمالهم الفنية لا تروق لعاداتنا وتقاليدنا، وتسبح ضد تيار الأخلاق في كثير من الأحيان، لما تتمتع به من جرأة قد تصل أحياناً الى الجرائم الأخلاقية، من وجهة نظرنا، سواء على شاشة السينما الهوليوودية أو عبر كليبات مصورة تحمل الكثير من العري والإيحاءات الشائكة. فإن هذا لا يمنع من الاعتراف بأن بعض أهل الفن الغربيين يحملون الكثير من المبادئ الإنسانية التي تجبرنا على احترامهم في كثير من المواقف. فلا أحد ينكر جهود النجمة العالمية وأكثر النساء جاذبية في العالم أنجيلينا جولي في قيامها بمبادرات إنسانية على مستوى العالم، ومساعدة الفقراء المحتاجين في مناطق نائية ومعدمة لا أحد يسمع بها، باعتبارها سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في لفتة إنسانية تحسب لها، خاصة وأنها لم تكتف بالقيام بمهام منصبها فحسب، لكنها تتبرع من أموالها الخاصة بملايين الدولارات للارتقاء بمستوى اللاجئين الذين يعيشون على الهامش، ويعانون من تجاهل دولي غير مسبوق. الأمر الذي وضع هذه النجمة في مكانة خاصة داخل قلوب جماهيرها على مستوى العالم، خاصة بعد سعيها الدؤوب لتبني أكثر من طفل من جنسيات إفريقية وآسيوية. واستمراراً للمبدأ الذي يسكن دواخل بعض أهل الفن الغربيين سارع كل من المطرب الشعبي الأميركي فيفتي سنت والمغنية الشهيرة بيونسيه وأوشر وماريا كاري ونيلي فورتيدو، وغيرهم الى التبرع بأجورهم التي حصلوا عليها نظير إحياء حفلات لأفراد من عائلة الرئيس الليبي معمر القذافي، لجهات وجمعيات خيرية، بعد اتهام القذافي بارتكاب جرائم بشعة ضد الشعب الليبي، الأمر الذي يؤكد احترام هؤلاء المشاهير لنجوميتهم ومسؤوليتهم تجاه جمهورهم، بغض النظر عن نواياهم. فقد يكون من بينهم مدعٍ يحــاول ركوب الموجة لحصد رصيد إضافي من النجومية، وكســـب الجمهور إلى صفه، ولكن هذا لا يمنع احترامنا لخطواتهم الجريئة في إدانة الرئيس القذافي على طريقتهم الخاصة. في نفس الوقت الذي نرى فيه بعض نجومنا العرب العظام، مرضى بداء النفاق للأنظمة الحاكمة، وكثيراً ما يمسكون “العصا من المنتصف” تجاه أحداثنا العربية الراهنة، فهناك من يستغل المواقف ويركب الموجة. وهناك من يلتزم الصمت في انتظار لمن تكون الغلبة.. وهناك من يصرخ ويدين مسؤولاً فقد كرسيه..! فهنيئاً لنا بنجومنا.. وهنيئاً للغرب بمبادئهم..!! soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©