الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر.. «الإخوان»...أزمة حكم

غدا في وجهات نظر.. «الإخوان»...أزمة حكم
9 مارس 2013 20:12
عشر سنوات على حرب العراق استنتج أندرو باسيفتش أن الأحكام التي يصدرها التاريخ على حدث معين تميل إلى الشك وعدم الاكتمال، بل في كثير من الأحيان تحمل في طياتها بعض المفارقات، وهذا يصح على نحو أوضح بالنسبة للحروب، حيث نتائج المعارك التي يُعتقد أنها نهائية وحاسمة غالباً ما تفرز ما يثبت غير ذلك. فبدلًا من الدفع في اتجاه السلام، يكون النصر في العديد من الأحيان مجرد بداية للمزيد من الحروب، ذلك أنه ما أن تندلع الحرب حتى تنكأ جراحاً يصعب مداواتها لاحقاً لتصاب بالتعفن وتبقى الحرب مستمرة، وكما أوضح ذلك الخبير الاستراتيجي المعروف «سكوت فيتزجيرالد» في إحدى تصريحاته «المنتصر ينتمي إلى غنائم الحرب» بمعنى أنه ما يحدد نتيجة الحرب هو التغييرات التي تحدثها على المدى البعيد، وليس ما يتحقق من انتصارات في معارك سرعان ما يطويها النسيان، والدليل على ذلك ما تمخض عن الحرب العالمية الأولى التي تحل في السنة المقبلة ذكراها المئوية. فرغم أن ألمانيا خسرت الحرب، فإنه من غير المؤكد الجزم بأن فرنسا وبريطانيا استفادتا منها، ففيما عدا زرع بذور حرب أخرى أكثر دموية بعد عقدين من الزمن، أفضت الحرب التي دامت بين عامي 1914 و1918 إلى توفير الذريعة للسياسيين البريطانيين المصممين على التوسع لتقسيم الإمبراطورية العثمانية، وهو ما برهن التاريخ أنه كان حدثاً له ما بعده. لماذا منعنا المنظمات المرتزقة؟ يقول د. سالم حميد: ثمة سؤال كبير شغل مساحة الرأي العام لفترة من الزمن بسبب محاولة تنظيم «الإخوان» المتأسلمين استهداف الإمارات بفبركة الكثير من الأسباب التي لا توجد ثمة علاقة بينها وبين وضع الإمارات ولا طبيعة تركيبتها ولا حتى شكل الحياة فيها. فمن العيوب الكبيرة التي ارتبطت بتنظيم «الإخوان»، أنه دائماً يكلّف منتسبيه، خاصة الإعلاميين، بمهاجمة بلدان معينة لا يعرفون عنها غير المتداول المسموع أو المقروء، ولم تسبق لهم زيارتها ولا التعرف على طبيعة وشكل الحياة فيها، وكل ما يعرفونه عنها هو الصورة التي يريدها التنظيم، وبرؤية العدسات التي يلبسهم إياها، وقد تجلّى ذلك العيب بوضوح في تلك المظاهرة التي سيّرها التنظيم أمام مبنى الأمم المتحدة في جنيف، ورشحت كاميرا أحد الوطنيين خلال إجرائها اللقاءات معهم عن عدم معرفة المتظاهرين بموقع الإمارات، كما لم يسبق لأحد فيهم أن زارها وتعرّف على مشكلاتها، لكنهم -كما اعترف أحدهم- ينتمون إلى فئة العرب الذين لفظتهم مجتمعاتهم فهاجروا منها ليواجهوا قسوة الحياة في جغرافيا مختلفة، ولتجبرهم البطالة وعدم توفّر فرص العمل... خطورة الطائفية يرى د. شملان يوسف العيسى أن الأحداث المتسارعة في المنطقة العربية، وتحديداً في سوريا، سوف تؤثر على المنطقة العربية ككل، والعراق والخليج بشكل خاص، لأن العراق لا يزال حتى اليوم غير مستقر رغم مرور عشر سنوات على سقوط النظام الاستبدادي لصدام حسين. العراق اليوم يواجه أزمات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية. العراق الذي كان الجميع يأمل بأن يكون أول ديمقراطية عربية تعددية مستقرة، أصبح بلداً ممزقاً طائفياً وينتشر فيه الفساد والمحسوبية وتتردى فيه الخدمات لدرجة أن المفتش الأميركي لإعادة إعمار العراق ذكر في آخر تقرير له قبل بضعة أيام: «لقد أنفقنا 60 مليار دولار في العراق، لكن بدون نتائج تذكر». ما هي مشكلة العراق اليوم؟ وكيف يمكن أن تؤثر على المنطقة؟ مشكلة العراق أنه أصبح بلداً طائفياً يعتمد على الولاءات الطائفية وأصبح رئيس الوزراء فيه منفرداً بالسلطة والقرار السياسي، دون الالتفات لا للحكومة ولا للبرلمان الوطني المنتخب. لقد أهمل قضايا الإصلاح وإعادة تعمير العراق، خصوصاً في المناطق السنية في الغرب، والتي لم تشهد تقديم أي خدمات، بما في ذلك التعليم والصحة، مما دفع بأهالي الأنبار للتظاهر والاحتجاج، بل ورفْع السلاح من قبل القبائل العربية المطالبة بتحسين مستوى المعيشة. لكن ماذا يعني عدم استقرار العراق؟ المعلم وضغوطات المهنة يقول د. خليفة علي السويدي إنه شارك في «منتدى التعليم العالمي»، والذي نظمته مشكورة وزارة التربية والتعليم في الدولة. وقد نجح المنتدى في تحقيق مفهوم العالمية من خلال المعرض المصاحب، الذي احتضن بين أروقته آخر ما تم انتاجه من تقانة وتجارب في حقل التعليم إضافة إلى الورش والمحاضرات المصاحبة، والتي قدمها نخبة من المهتمين بالشأن التربوي. وعندما دعيت للمشاركة هذا العام، اقترحت على اللجنة العلمية تقديم مشاركة حول ضغوطات المهنة، التي يتعرض لها المعلم اليوم، لأنني أعتقد جازماً أنه مهما نجحنا في استخدام التقانة في التربية والتعليم، فإننا نقدم تعليماً لا تربية ما لم يكن المعلم حاضراً بقلبه في أداء مهنته. فما هي أهم مصادر ضغوطات المهنة التي يتعرض لها المعلم بشكل عام؟ التعامل مع التلاميذ، فهو العامل الأهم في تحديات مهنة التعليم اليوم، فكل أب أو أم يدرك أن التعامل مع طفل صغير والصبر على تربيته يمثل تحدياً كبيراً في بيوتنا. فما بالكم بمن أوكلنا إليه مهنة تربية ثلاثين طفلاً في صفه يتعامل معهم لساعات طويلة في يومه دون أن يفكر أحد في مد يد العون إليه... إنه بلا شك من أكبر التحديات المتعارف عليها في علم التربية لدينا. أما المصدر الثاني لضغوطات المهنة في حقل التعليم فيتمثل في الإدارة المدرسية غير المتفهمة لاحتياجات المعلم، والتي انقلبت عندها الموازين، فتحولت من مساعد للمعلم كي ينجح في أداء متطلبات مهنته، إلى جهة ضاغطة تراقب سلوك المعلم وتجتهد في تخطيط المزيد من الأنشطة والواجبات والمتطلبات المرهقة للمعلم، والتي لا تصب في حقيقتها في مجال عمل المعلم بمقدار ما تسببه من إرهاق وتعب ينعكسان سلباً على دور المعلم التربوي في الصف. «الإخوان»...أزمة حكم يرى د.علي الطراح أننا أمام أزمة تتفاقم بسرعة غير طبيعية، فالمشهد المصري يحكي لنا أزمة الحكم لدى "الإخوان المسلمين"، وهو تأكيد على خطورة الوضع ليس في مصر وحدها، وإنما انعكاساته العربية والدولية. نحن نعرف بأن هناك تحولاً سياسياً كبيراً، وأن حركة «الإخوان» تحكم مصر وهي في قمة هرم السلطة، إلا أن الممارسة على أرض الواقع تجعلنا ننبهر في الخلط بين الانتماء للحزب ومنصب الرئاسة. فمن يحكم مصر، يجب أن يكون رئيساً لكل المصريين، وليس ممثلًا لحزبه في البرلمان على سبيل المثال. وهذا ما يجعلنا نقلق على أخلاقيات العمل السياسي الحزبي في المنطقة العربية. الوضع مقلق في مصر، وما يجعلنا نضطرب ونشعر بالخوف هو أن يلتقي المسؤول جماعته السياسية ليخطب فيهم، وكان عليه أن يخاطب من مكتبه جميع المصريين، فهو لا يمثل حزبه، وهنا الخلط الكبير الذي يبدد البوصلة في إدارة الحكم. وعد الرئيس بحل مشاكل مصر خلال 100 يوم وكان وعده ينمى عن عاطفة، وليس عن حل حقيقي لطبيعة المشكلة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها مصر، حيث إن تراكم الأزمات وتصاعدها أديا إلى الوصول إلى حالة مهيبة ومخيفة تهدد البناء الاجتماعي للمجتمع والدولة، وأن الحلول ليست بشعارات اعتادت حركة «الإخوان» أن ترفعها وتضلل الشارع. فاليوم تواجه مصر مصاعب وعليها التعامل معها ضمن شبكة العلاقات الدولية التي تخرج عن دائرة الشريعة بمفهومها الضيق. مشروع الطاقة الإيراني-الباكستاني يقول د. عبدالله المدني إن نظام بيونج يانج الستاليني لا يتورع عن القيام بأي عمل من شأنه ابتزاز المجتمع الدولي للحصول على مساعدات اقتصادية سخية تبقيه على قيد الحياة وتخرجه من أزماته المتفاقمة الناجمة عن سياساته الحمقاء. فكوريا الشمالية، كما يعرف الجميع ماضيها منذ زمن طويل في برامجها النووية والصاروخية المهددة للأمن والاستقرار في منطقة شمال شرق آسيا، ولم يفلح معها كل المناشدات والإغراءات التي قدمتها الدول الكبرى بما فيها حليفتها الصين، الأمر الذي لا تفسير له سوى طمعها في الحصول على المزيد فالمزيد. ويبدو لي أن النظام الحالي في إسلام آباد وجد في سياسات بيونج يانج نموذجاً يُحتذى به لجهة دفع القوى الإقليمية والدولية نحو المسارعة لإخراجه من مصاعبه الاقتصادية، ولاسيما تلك المتعلقة بالطاقة، فكان أن لوح بورقة مشروع خط أنابيب الغاز ما بين باكستان وإيران، وهو يعلم علم اليقين أن القوى التي تفرض العقوبات على طهران لن يسعدها ذلك، وسوف تسارع إلى تقديم البدائل له لمنعه من المضي قدماً في تنفيذ صفقات مع النظام الإيراني المعزول. لكن يُعتقد أن إسلام آباد لم تحظ بما كانت تتوقعه من حلفائها التقليديين بالصورة المأمولة، ففي المباحثات التي جرت في الرياض في وقت سابق بين وزير الخارجية السعودي ونظيرته الباكستانية، لم تتعهد الرياض لإسلام آباد بمعونات وهبات وإمدادات مجانية من الطاقة، كما كانت تفعل في السابق، بل تقول بعض المصادر الصحفية إن المسؤول السعودي الرفيع عبر عن امتعاض بلاده، مما تفعله باكستان في هذا الوقت العصيب تحديداً. كما وأن واشنطن، التي أعربت في عدة مناسبات عن عدم ارتياحها لمشروع الغاز الإيراني - الباكستاني، وهددت بإدراج الشركات الباكستانية المنخرطة فيه أو المتعاملة مع ناتجها على لائحة العقوبات الأميركية، لم تتعهد بشيء وإنْ اعترفت بحاجة باكستان الماسة للطاقة، وقالت إن هناك طرقاً أخرى لتلبيتها أفضل من التعاون مع الإيرانيين، طبقاً لما صرح به نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية «باتريك فيتريل». صورة إيران لدى الرأي العام العربي استنتج جيمس زغبي أنه غالباً ما تقارب الولايات المتحدة في نقاشاتها السياسية موضوع إيران وبرنامجها النووي من وجهة نظر المخاوف الإسرائيلية، متجاهلة كلياً المواقف العربية والإسلامية تجاه الملف النووي الإيراني، ولاسيما الدول المجاورة لإيران أكانت عربية، أو غير عربية. وإذا كانت معروفة العلاقة الإشكالية بين بعض الدول العربية وإيران، يكون من المهم معرفة موقف الرأي العام العربي نفسه. وللاقتراب من نظرة الشعوب العربية إلى إيران أجرينا على مدار العقد الماضي سلسلة من استطلاعات الرأي للتعرف إلى المواقف الإقليمية نحو إيران وسياساتها في المنطقة وصولاً إلى آخر استطلاع للرأي أجري نهاية عام 2012 وقد استطلعنا من خلاله آراء 20 ألف مواطن في 17 دولة عربية وثلاث دول أخرى غير عربية هي تركيا وأذربيجان وباكستان. وهذا الاستطلاع الذي شمل 20 دولة غطى عدداً من المواضيع والقضايا المهمة من قبيل الموقف من إيران والنظرة التي تحكم هذه المواقف إزاء الشعب والثقافة الإيرانييين، فضلاً عن الرأي حيال البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. «جيب بوش» وسجال الهجرة أشار مايكل جيرسون إلى أنه عندما كتب «جيب بوش» حاكم فلوريدا السابق، و«كلينت بوليك» كتابهما المعنون «حروب الهجرة" العام الماضي، فإنهما في الحقيقة كانا ينقلان نقاش السياسات الداخلية في الحزب «الجمهوري» لآفاق جديدة. وقد جاء الكتاب المذكور كملخص محكم، وواضح، للإصلاح الشامل، أثبت بجدارة أن نظام الهجرة الإنساني والمنظم، هو وحده الكفيل بزيادة رصيد رأسمال أميركا البشري، الذي يمثل إضافة قيمة لنموها الاقتصادي، ويعالج خصوبتها المتناقصة، ويؤكد شخصيتها الوطنية. وكان قيام المرشح الرئاسي «الجمهوري» بتقديم تلك الحجج خلال المرحلة التمهيدية في الحملة الانتخابية الموسم الماضي كفيلا بتعريضه لصفير الاستهجان وطرده من خشبة المسرح. وفي الحقيقة أن المرء يدهش عندما يرى النتيجة التي يمكن أن تؤدي إليها عملية إعادة طلاء الأشياء ثم تقديمها في صورة جديدة. ففي عام 2004 فقد المرشح «الجمهوري» أصوات الأميركيين من أصول لاتينية بنسبة 9 في المئة. وفي عام 2012 فقدها بنسبة 44 في المئة. بعد ذلك قام السيناتور «ماركو روبيو» (جمهوري- فلوريدا)، باعتباره عضواً فيما كان يطلق عليه «عصابة الثمانية» بتبني مسار للحصول على الجنسية لملايين من العمال الذين لا يمتلكون أوراقاً ثبوتية. وفي كتابه المشار إليه أعلاه، يوصي «جيب بوش» باتباع مسار للحصول على وضعية المقيم الدائم (غير المواطن). «ليس في الأمر ما يدعو للدهشة في الحقيقة»، كان هذا ما قاله لي«بوش» حول تلك الظاهرة، ولمزيد من التوضيح قال الكتاب طبع العام الماضي في بيئة معينة... وكان الهدف إقناع الناس الرافضين لسياسة الهجرة بالموافقة عليها. ومنذ ذلك الوقت غير ثمانية من كل 100 سيناتور من موقفهم . أما في مجلس النواب فلم تكن النسبة مقاربة لذلك. وعندما كنا نشتغل على هذا الموضوع لم يكن «ماركو روبيو» مؤيداً للمسار الخاص بمنح الجنسية للمهاجرين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©