التنوم زينة الطرقات

يحظى العابرون للمتنزهات الخضراء على جانبي طريق مطار أبوظبي، في هذه الآونة من مطلع الصيف وحتى انقضاء شهوره، بمرأى نبات أخضر يزهر ويثمر وينمو في الصيف الحار، ولا يذبل أو يتأثر بحرارة الشمس بل على العكس يتكيف مع حرارة الطقس، يدعى التنوم· ولعل اقتصار نموه على فترة الصيف، كان أحد الأسباب التي دفعت بلدية أبوظبي إلى زرع هكتارات عديدة منه، خاصة وأن شكله الجميل يجعل منه نبات زينة محببا إلى النظر، ويضفي رونقاً بهياً على جانبي الطريق· عن أوصافه وخصائصه كنبات صيفي، يقول المهندس الزراعي محمد بدر: ''التنوم نبات أخضر ينمو في الصحاري والسهول طالما كان الطقس حاراً فيهما، يرتفع نحو 25 سنتيمتراً عن سطح الأرض، أوراقه سميكة مخملية لها أعناق قصيرة بعروق تظهر بشكل أخاديد، أما أزهاره فتظهر بداية بلون أصفر وبحجم صغير جداً على شكل عناقيد، سرعان ما تتحول إلى ثمار دائرية الشكل خضراء اللون، تتحول إلى اللون الأسود المزرق وتتدلى بواسطة عنق قصيرة إلى الأسفل· وقد ساهم لونه الأزرق في إطلاق اسم ''الزريق'' عليه، لدى كثير من الناس، فعند عصر جذور وثمار التنوم يلاحظ سائل خفيف تزداد زرقته بعد تعرضه للهواء والشمس (إذا ترك لعدة أيام في الماء يتحول إلى اللون البنفسجي)· بذلك، فإن للتنوم استخدامات تفيد منها كل الكائنات الحية، يوضحها بدر بقوله: ''كان الأجداد يستخرجون الصبغة الزرقاء منه واستعماله كحبر للأقلام أو صبغة للأقمشة، والبعض منهم كانوا يأكلون ثمره بعد تمليحه، بينما تتغذى الطيور بأنواعها على زهوره، كما تأكل الإبل أوراقه، في حين تساعد أنواع منه على تثبيت التربة وعلى تقوية نباتات أخرى إذا ما زرعت بجوارها، لذا فإنه يعد من ضمن النباتات الصديقة للإنسان والحيوان والنباتات والتربة، ويمكن زراعته في الحدائق المنزلية''· جاء ذكر التنوم في عدة كتب منها ''المخصص'' لابن سيده، و''لسان العرب'' لابن منظور، كما ذكره جرير بقوله: لنْ تدركوا المجدَ أو تشروا باءكمُ بالخزَّ أوْ تجعلوا التنومَ ضمرانا