الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكرك جاني وشوفك ماهجاني

1 يونيو 2008 01:38
دخلت على جدي في مجلسه، بعد عودتي من رحلة ''سفاري'' قصيرة، وثيابي متسخة من غبار الطريق، فصاح بي أن أدخل حجرتي لتغيير ثوبي بعد أن تمتم ''ذكرك جاني وشوفك ماهجاني''· عدت إليه وسألته عن معنى قوله، ضحك ودعاني للاقتراب منه كي يرمسني بسالفة المثل، وقال: ''عاش في بادية الجزيرة العربية، شاعر وفارس شهير اسمه شليويح العطاوي، ذاع صيت شعره وشجاعته ومناقبه الطيبة بين الناس، حتى باتت نساء البادية تتناقلن أخباره وترسمن له صوراً عديدة تتصل بشكله وحسن ملامحه وطلته البهية· وكانت في إحدى القبائل المجاورة لقبيلته فتاة تتمنى أن تراه لما سمعته عن أخبار فروسيته وجمال شعره التي كانت تتردد بين القبائل· دارت الأيام دورتها، وصادف مرور العطاوي وجماعته من مورد ماء أن كانت تلك الفتاة وأهلها يسكنون حوله، فلما عبّوا الماء منه قرروا أن يستريحوا قليلاً خاصة أن التعب والإرهاق والعطش قد نالت منهم، واتسخت ثيابهم من الرمال والأتربة التي صادفوها في طريقهم· فوصل الخبر عبر فتيات القبيلة إلى تلك الفتاة التي كانت بدورها شاعرة وتتمتع بجمال يبهر من يلحظه· قلن لها إن العطاوي وجماعته يردون الماء ويقيلون حوله، فأسرعت تركض آملة أن تشاهده بعد أن طال انتظارها وتمنيها أن تلقاه· وصلت الفتاة المورد، وبحثت بين الوجوه عن فارس شاب وجميل وسيم، فلم تجد بين الجمع من يماثل الصورة التي في مخيلتها عن العطاوي! فسألت بحياء ''أين ذهب شليويح العطاوي؟'' فردّ عليها العطاوي: أنا هو، فنظرت إليه لترى وجهه الشاحب وجسده الناحل والشيب يغزو شعره، وثيابه رثة مغبرّة وقدميه عاريتين، فقالت بخيبة: ''ذكرك جاني وشوفك ماهجاني''، فردّ عليها بقصيدة رائعة ومفحمة، سأخبرك عنها في مرة قادمة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©