الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضرب «القاعدة» استخباراتياًً في المكلا

ضرب «القاعدة» استخباراتياًً في المكلا
4 يونيو 2016 20:21
حسن أنور (أبوظبي) ضربة قوية تلك التي تعرض لها تنظيم «القاعدة»، والتي تمثلت في الإعلان عن إحباط هجوم إرهابي في مدينة المكلا، استهدف مبنى الإدارة المحلية حيث تم الكشف عن سيارة مفخخة بأكثر من 15 قذيفة من القذائف المستخدمة في المدفعية، والتي تتميز بقوة تفجيرية كبيرة. وجاءت هذه العملية نتيجة معلومات استخباراتية حول عزم «القاعدة» تنفيذ هجوم إرهابي كبير في المكلا لخلق حالة من الفوضى وترويع المدنيين لخلط الأوراق في المدينة مرة أخرى على أمل إعادة نفوذهم إليها، غير أن الجهد الاستخباراتي المكثف من قبل القوات اليمنية بمساندة فرق متخصصة من التحالف العربي نجحت في تحديد معرفة الموقع الذي حددته «القاعدة» لتنفيذها عملها الإجرامي، وهو مبنى الإدارة المحلية في مدينة المكلا وأحبطته لتوجه بذلك ضربة قوية للتنظيم الإرهابي. وقامت الفرق المختصة بمسح المكان بشكل مكثف، حيث تم اكتشاف وجود سيارة مفخخة بكمية متفجرات ضخمة، إذ تم استخدام قذائف المدفعية لتفخيخ السيارة، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف مثل هذا النوع من «التفخيخ». وفي إطار مواصلتها لتطهير مدينة المكلا من العناصر الإرهابية، تمكنت القوات اليمنية وقوات التحالف العربي من اعتقال «أبوحفص الشحري» خبير الحاسب الآلي في التنظيم الإرهابي بحضرموت حيث تمكنت الفرق الاستخباراتية من تحديد موقعه في المدنية، وتم إلقاء القبض عليه في أحد المنازل، وبعد تفتيش المنزل تم العثور على كميات كبيرة من الأقراص المدمجة، والمعلومات المخزنة عليها، والتي كشفت بعض مخططات «القاعدة» لتنفيذ عمليات إرهابية كبيرة في جنوب اليمن للعمل على خلق حالة غير مسبوقة من الفوضى، بهدف إرباك المشهد الأمني والسياسي في اليمن. ويعمل أبو الحفص الشحري المتحدر من منطقة الشحر على المساهمة في وضع البرمجيات والوسائل التقنية التي تساعد التنظيم على تنفيذ عملياته، فضلاً عن قيامه بعمليات تجنيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الضربات جاءت لتؤكد حرص الشرعية وقوات التحالف على القضاء على العناصر الإرهابية التي يستخدمها الانقلابيون، وبعض القوى الخارجية وفي مقدمتها إيران التي تسعى لزعزعة استقرار اليمن، خاصة المناطق المحررة والتي يسعى الانقلابيون، وبكل الوسائل ترهيب المدنيين الآمنين فيها على أمل إعادة السيطرة عليها، خاصة وأنه وضح تماماً عدم وجود رغبة حقيقية لديهم لإيجاد تسوية عبر مفاوضات السلام. فرغم مرور ما يزيد على أربعين يوماً من بدء مشاورات الكويت برعاية الأمم المتحدة في مسعى لإنهاء 14 شهراً من النزاع الدامي في اليمن لا تزال محادثات السلام اليمنية تراوح مكانها. والجمود الذي تعاني منه مشاورات الكويت يعود في المقام الأول لتعنت ومراوغة الانقلابيين في محاولة بائسة لشرعنة انقلابهم، والتهرب من كل الاتفاقيات السابقة والقرارات الدولية. وحرص وفد الحكومة الشرعية من جانبه علي تقديم رؤى عملية لإنهاء الانقلاب وتنفيذ القرار 2216 لمبعوث الأمم المتحدة لليمن ولد شيخ أحمد وذلك عبر «رؤية متكاملة لتسليم السلاح وضمان خروج المليشيات من العاصمة صنعاء والمدن بسلام وضمان عودتهم إلى قراهم» متضمنة أدق التفاصيل بدءاً من تسليم السلاح والانسحاب واستعادة مؤسسات الدولة وحتى استئناف العملية السياسية وإقرار الدستور، والوصول إلى الانتخابات. وشهدت الأيام القليلة الماضية جهوداً خليجية مكثفة مع طرفي المحادثات للدفع بالمشاورات، والتوصل لاتفاق سياسي شامل، ينهي الانقلاب ويعيد السلطة الشرعية والعملية السياسية في اليمن إلى مسارها الصحيح. وتمثلت هذه الجهود في اللقاء الذي عقده النائب الأول لرئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح مع وفد الحكومة اليمنية برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، فضلاً عن لقاءات أجراها الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني مع طرفي المحادثات للدفع بالمشاورات والتوصل لاتفاق سياسي شامل وفقا للمرجعيات الرئيسية. ذعر بين المتمردين اقتربت المعارك في اليمن من العاصمة صنعاء مع تحرير قوات الشرعية مواقع استراتيجية جديدة قريبة من بلدة بني حشيش، التي تبعد نحو 7 كيلومترات عن العاصمة. وسيطرت قوات الجيش الوطني ومقاتلي المقاومة الشعبية على قرية «بني صبر» في منطقة حريب نهم ببلدة نهم، كما باتت قوات الشرعية على مشارف السيطرة على «نقيل حريب» وهو جبل استراتيجي، مطل على بلدة بني حشيش وذلك بعد تحرير قرية كيم وجبال الحقل، والعديد من المواقع الاستراتيجية، منها المرخام والبزخ وقرو وجربت آل حميد. وباتت حالة من الذعر تسود بين الحوثيين نتيجة هذه الانتصارات، وهو ما دفعهم لتعزيز انتشارهم المسلح في العديد من مناطق العاصمة صنعاء، واستحدثوا نقاط تفتيش خصوصاً في الجانبين الشمالي والشرقي للمدينة. ومن جانبها توعدت المقاومة الشعبية الموالية للشرعية في العاصمة صنعاء بتحقيق مفاجآت، خلال شهر رمضان الذي يحل هذا الأسبوع، وذلك على ضوء المراوغة وعدم جدية الانقلابيين للتوصل إلى اتفاق لإحلال السلام في اليمن. وقال قيادي ميداني في المقاومة الشعبية بصنعاء إن هناك تحركات عسكرية وتعزيزات تصل تباعاً من الجيش الوطني إلى بلدة نهم، وأنه من المؤكد ستكون هناك مفاجآت خلال شهر رمضان. كما تواصلت المواجهات المسلحة بين الميليشيات والقوات الموالية للحكومة، في بلدة صرواح غرب محافظة مأرب، حيث قتل أكثر من 150 من عناصر الميليشيات وحلفائهم في الاشتباكات الدائرة في محيط صرواح خلال الأيام الماضية. وفي ذات السياق، وصلت تعزيزات عسكرية لجيش الشرعية إلى محافظة الجوف، حيث استمرت المعارك في بلدات المتون والمصلوب والغيل جنوب المحافظة المتاخمة لحدود السعودية. وفي تعز، واصلت الميليشيات الانقلابية قصف الأحياء السكنية في المدينة، حيث قتل وأصيب عدد من المدنيين نتيجة عمليات القصف الوحشية خاصة في حي حوض الأشراف وسط المدينة، وكذلك بلدة الوازعية غرب تعز وبلدة القبيطة جنوب المحافظة على الحدود مع محافظة لحج الجنوبية. جرائم الحوثيين مستمرة واصلت ميليشيات الحوثي وصالح عملياتهم الإجرامية بحق المدنيين اليمنيين في مناطق مختلفة من البلاد، فقد اختطفت هذه الميليشيات أكثر من 40 مدنياً، معظمهم من الأطفال وكبار السن في مديرية مكيراس الحدودية بين محافظتي أبين والبيضاء. وأقدمت هذه الميليشيات على عمليات خطف المدنيين من شوارع مختلفة في مكيراس، ونقلتهم إلى جهات غير معلومة. وقد اعتادت هذه الميليشيات على القيام بمثل هذه العمليات، حيث تقوم باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في مواقع وثكنات عسكرية يسيطرون عليها. وتعاني مكيراس من جملة من الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين من أعمال قصف عشوائي للقرى وأعمال قنص وتقطعات ونهب للممتلكات الخاصة والعامة. وفي الإطار نفسه، أقدمت ميليشيات الحوثي الإجرامية على ارتكاب جريمة مروعة جديدة، حيث قتلت مدنياً يمنياً بطريقة وحشية. فقد أقدمت الميليشيات الحوثية بمديرية دمت، شمال شرقي الضالع، على إعدام حميد طاهر الصيادي، من أبناء قرية نجد القرين. ودهمت الميليشيات منازل مواطنين في قرية نجد القرين، وأخرجوا المواطن واقتادوه من مسكنه وأمام أنظار أفراد عائلته مددوه أرضاً، وأطلقوا عليه أكثر من ثلاثين رصاصة. وبررت الميليشيات جريمتها الشنيعة، بأن المواطن سبق وأن تواصل مع من وصفتهم «دواعش مريس»، في إشارة إلى مقاتلي المقاومة الشعبية والجيش الوطني في جبهة مريس جنوباً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©