الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رياض أنيس: محل عملي بيتي الثاني

رياض أنيس: محل عملي بيتي الثاني
1 يونيو 2008 01:37
تجاوز الستين من عمره بآلام كثيرة وأفراح قليلة يقول إنها عبرت حياته كسحابة صيف، لكنه رغم كل شيء استطاع أن يقارع صروف الدهر والحياة القاسية، وأتقن لغة الأرقام التي بدأ يتعامل بها من العام ،1974 وكان قد أتقن قبل ذلك طرق التعامل مع الزبائن والحصول على رضاهم· رياض أنيس، بوجهه المألوف وملامحه الوضاءة، حدثنا عن حياته التي قضى الشطر الأكبر منها (34 سنة) في بيع الكتب والقرطاسية والأدوات المدرسية فقال: ''بعد أن أكملت دراستي الثانوية في فلسطين، انتقلت للعيش في الكويت· وعملت في إحدى الوظائف لمدة سنتين، ثم جئت إلى أبوظبي للاستقرار فيها، وأول ما خطر ببالي فتح محل لبيع كل أدوات الخياطة لكن الأمور لم تجر كما توقعت، فغيرت المحل إلى محل لبيع الأدوات المدرسية، فوجدت إقبالاً كثيراً خاصة في بداية العام الدراسي إلى جانب أن الطلبة والطالبات وجميع أولياء الأمور يترددون على المكتبة طوال العام الدراسي، فطلبات المدرسين لا تنتهي إلا مع انتهاء السنة''· يقال إن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهذا ما حدث مع رياض أنيس الذي اكتسب خلال سنوات عمله في المكتبة خبرة كبيرة في التعامل مع الزبائن، وشيئا فشيئا اكتسب مزيدا من طول البال والصبر، فأصبح شغوفا بالعمل في هذا المكان الذي يعتبره بيته الثاني· بهذه الروح العاشقة للعمل استطاع أن يطور ذاته وقدراته الشخصية في الإقناع فضلاً عن الدبلوماسية والمرونة اللتين يتحلى بهما، خاصة وأن مرتادي المكتبة من جنسيات متعددة· ترتسم ملامح الزهو على رياض وهو يحكي عن زبائن اليوم والأمس، حيث ''الفارق كبير بين قارئ اليوم والأمس، فالجيل القديم من القراء كان يميل إلى الكتاب الكلاسيكي والتراثي الأدبي أكثر، أما قارئ اليوم فيرفع شعار ''القراءة للمتعة وقضاء الوقت أو التسلية''، أو لاستجلاب النوم، أما قارئ الأمس فكان يقرأ من أجل المعرفة''· رحلة غنية وثرية هي رحلة الوالد رياض أنيس، الذي ما يزال رغم المشوار الطويل يجد نفسه بين الكتب والبضائع التي يبيعها· ويحمل طموحاته التي يراها - على بساطتها - تطاول السماء، لأن الإنسان الذي ''بلا طموح هو كالجسد بلا روح''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©