الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشرف بين رغبات البقاء والرحيل

مشرف بين رغبات البقاء والرحيل
1 يونيو 2008 01:07
تحت ضغوط إشاعات حول قرب تنحيه عن السلطة، شدد الرئيس الباكستاني ''برويز مشرف'' -هذا الأسبوع- على أنه باق في السلطة، بينما أعرب الرئيس الأميركي ''جورج بوش'' عبر مكالمة هاتفية يوم الجمعة مع نظيره الباكستاني عن دعمه المستمر له -وذلك حسبما أعلن البيت الأبيض الأميركي-، وكان ''مشرف'' قد أُرغِم خلال عشاء رسمي -مساء يوم الخميس- على نفي إشاعات كانت قد ترددت مؤخرا حول قرب رحيله، حيث كانت إحدى الصحف الباكستانية قد نشرت خبرا مفاده أن قائد الجيش الجنرال ''أشفق برويز كياني'' قد التقى به يوم الأربعاء لإقناعه بالاستقالة· في هذه الأثناء، أكد الجيش الباكستاني أن الجنرال ''كياني'' قد أزال أحد المقربين من ''مشرف'' من أحد أهم المناصب في الجيش، وقد شمل التغيير قائد لواء ''تريبل-وان'' الذي يوجد مقره في الحامية العسكرية في مدينة روالبيندي الواقعة بضاحية إسلام آباد، ويعد المسؤول عن أمن الرئيس والعاصمة إسلام آباد، غير أن الكثيرين يصفون هذا اللواء بلواء ''الانقلاب'' لأنه كان يستعمل من قبل الجيش للإطاحة بخصومه المدنيين، وقد وصف الجيش تعيين العميد ''فهيم راو'' على رأس لواء ''تريبل-وان'' بأنه ''روتين''، غير أن العديد من المراقبين فسروا إزالة قائد اللواء العميد ''عاصم سليم باجوا'' على أنه خطوة من قبل الجنرال ''كياني'' لإضعاف مشرف أكثر· في المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس الباكستاني، جدد ''بوش'' دعم الولايات المتحدة القوي لباكستان، مشيرا إلى أنه يتطلع إلى استمرار قيام الرئيس ''مشرف'' بلعب دور في تعزيز وتمتين العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة، وذلك كما قالت ''دانا بيرينو'' المتحدثة باسم البيت الأبيض· وفي تصريحات بثها التلفزيون يوم الجمعة، نفا ''مشرف'' وجود خلاف بينه والجنرال ''كياني''، ووصف الإشاعات التي ترددت حول رحيله بأنها ''حملة مغرضة وخبيثة''، قائلا إنه منح رئيس الوزراء المنتخب حديثا ''يوسف رضا جيلاني'' تعاونه الكامل، والثابت أن ''مشرف'' الذي تعتبره إدارة ''بوش'' حليفا مهما في الحرب على الإرهاب وقوة استقرار في باكستان، كان شاهدا على تآكل مضطرد في سلطته خلال الأشهر الستة الماضية، كما عانى تراجعا كبيرا في شعبيته خلال الفترة التي أعقبت قيامه بإقالة رئيس قضاة المحكمة العليا ''افتخار محمد شودري''، فمعلوم أنه عقب الضغوطات القوية التي تعرض لها، قرر ''مشرف'' أخيرا التنازل عن زعامة الجيش لصالح الجنرال ''كياني'' في ديسمبر المنصرم، وفي الانتخابات العامة الأخيرة التي جرت في فبراير، مني الحزب الذي كان يوفر له الدعم السياسي على مدى ثماني سنوات بهزيمة نكراء· ومنذ ذلك الوقت، باتت مسألة ما إن كان ينبغي أن يبقى ''مشرف'' في السلطة كرئيس للبلاد أو ينحى أحد المواضيع الطاغية في الحياة السياسية الباكستانية، وذلك حتى في وقت يعاني فيه الاقتصاد الوطني تحت وطأة نقص كبير في الطاقة وتراجع قيمة العملة الوطنية وارتفاع أسعار المواد الغذائية· وقد تكثفت الضغوط التي يتعرض لها مشرف الأسبوع الماضي حين قال ''آصف علي زارداري'' -زعيم حزب الشعب الباكستاني- الذي يملك الأغلبية في الحكومة، في تحول مفاجئ، إن مشرف بات يمثل ''شيئا من الماضي''، وبدون أن يكون أكثر تحديدا بخصوص كيف أو متى، أشار ''زارداري'' -الذي كان في الماضي من المؤيدين إلى حد ما للرئيس- إلى ضرورة أن يرحل، وكانت وسائل الإعلام قد نقلت خلال الأيام القليلة الماضية خبرا مفاده أن ''زارداري'' يرى ضرورة منح مشرف ''حق مرور آمنا'' لمغادرة البلاد· بيد أن رئيس الوزراء السابق ''نواز شريف'' -زعيم الحزب الثاني في الائتلاف الحاكم- دعا يوم الأربعاء إلى عزل مشرف، وقال ''شريف'' -الذي نُحّي من منصب رئاسة الوزراء على إثر الانقلاب الذي قام به مشرف في 1999- إنه يمكنه أن يغفر لـ''مشرف'' الإساءات التي عاناها بعد الانقلاب، ولكن البلد -كما يقول شريف- لا يمكنه أن يغفر لـ''مشرف'' الأذى والضرر اللذين تسبب فيهما خلال فترة حكمه العسكري· وفي تطور يعزز حالة التوتر السياسي المتزايد، أعلن ''اعتزاز إحسان'' -زعيم حركة المحامين الرامية إلى إعادة تنصيب القضاة المقالين- عن تنظيم مسيرة طويلة وحاشدة للمحامين المستائين الذين جاؤوا من مناطق مختلفة من البلاد، وينتظر أن يلتقوا عند مقر البرلمان الأسبوع المقبل، وحذر ''إحسان'' من أنه إذا لم يرحل الرئيس مشرف عن السلطة، فإن مسيرة المحامين ستقوم أيضا بمحاصرة ''روالبيندي'' حيث يعيش ''مشرف''· ويرى الأشخاص الذين يقولون إن ''مشرف'' يتسبب للحكومة المدنية الجديدة في عدم الاستقرار إن المسألة مسألة وقت، وإن الأمر يتعلق ربما بأسابيع أو أشهر قبل أن يرغم ''مشرف'' على التنحي عن السلطة، وفي هذا السياق يقول ''أتار منالله'' -وهو أحد زعماء حركة المحامين المحتجين-: ''الأمور غير أكيدة··· ولكن ثمة على الأقل اتفاقا على ضرورة أن يرحل، أما متى سيرحل، فذاك غير واضح''· جين بيرليز- إسلام آباد ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©