«على موج البحر» يكشف خفايا عالم المرفأ وحياة الصيادين

شهدت الدراما التلفزيونية السورية مؤخراً ميلاً متزايداً باتجاه الأعمال البيئية التي تتناول تفاصيل الحياة في بيئة شعبية معينة، ومن بين هذه الأعمال مسلسل جديد يقوم بإنتاجه التلفزيون السوري بعنوان (على موج البحر) للكاتب إلياس الحاج والمخرج أسعد عيد. حيث يدخل العمل الجديد في عمق بيئة الساحل السوري، ويتناول قصصاً وأحداثاً شائقة تدور في عالم المرفأ والصيادين، في محاولة لتعرية جوانب من الفساد الاقتصادي والإنساني، والعلاقات الزائفة التي تستبدل القيم النبيلة بأخرى رديئة. كما يبرز العمل من جهة أخرى أصالة ونقاء أهل البحر وتصديهم لهذا الفساد المستشري في عالم المرفأ، وتحديهم للقهر الاجتماعي الممارس ضدهم من قبل بعض الفاسدين، الذين لا يتورعون عن اتباع الأساليب الملتوية في تحقيق صفقاتهم المشبوهة، واستغلالهم للبسطاء. يقول الكاتب إلياس الحاج: عملنا دراما اجتماعية إنسانية معاصرة تقع في ثلاثين حلقة، يتناول أهل البحر في صراعهم من أجل الحصول على لقمة العيش، وما يعترضهم من مشكلات مستجدة على حياتهم الوادعة والهادئة، ويضيف: حاولت أن ألج بعملي الجديد إلى عمق عالم المرفأ بكل تفاصيله، وكل ما يختلج في نفوس المتعاملين معه والعاملين فيه، للخروج بمقولات تكشف الكثير من الحقائق، وفي العمل رصد دقيق لجوانب عدة في مجتمعنا الغني بصفاء ونقاء لا مثيل له، غير أن تناقضات الحياة جعلت من بعض أصحاب النفوس الضعيفة يتجهون إلى تحقيق مصالحهم الأنانية الفاسدة على حساب الآخرين. والحب هو عنوان دائم في حكايات شخصياتي، فمن دون الحب لا تكتمل الصورة. أما مخرج العمل أسعد عيد فيقول إنه ركز في عمله الجديد على المشهدية، واللغة البصرية الجميلة، ولا سيما أن التصوير تم في عرض البحر وفي أجمل المناطق الساحلية السورية، فاستفاد كثيراً من الصورة وجمالية المكان، ويضيف: أحداث العمل تمثل نماذج أسرية عديدة من أهل البحر تتباين مواقعهم الاقتصادية والاجتماعية، وما يعانونه من صدمات الحياة وصراعاتها، وتلخص أحداث المسلسل في تصاعدها العام عملية الصحوة الاجتماعية، لشخصيات تنحو باتجاه وعي الذات، واستعادة النقاء الداخلي، يتخللها رصد للقيم والتقاليد والعادات. تلعب دور البطولة في هذا العمل الجديد النجمة جمانة مراد إلى جانب سعد مينا الذي يؤدي الشخصية المحورية في العمل (صخر) وهو شاب ذو أخلاق عالية وطموحات كبيرة جداً، لكن طموحه هذا يوقعه في كثير من المشكلات. ويلعب الفنان ميلاد يوسف دور طالب ثانوية فاشل، يخرج من المدرسة لينتسب إلى عصابة للتهريب، تورطه في عدد من القضايا الخطيرة. في حين يؤدي باسل حيدر شخصية طالب جامعة مجتهد من بيئة ريفية فقيرة ومتواضعة، يقع في حب فتاة تجسد شخصيتها صفاء رقماني، ولكن للأسف يكون حبه من طرف واحد، إلا أن وقوفه إلى جانبها في تجربة مريرة تتعرض لها، يجعله يكسب احترامها وثقتها وامتنانها وفي النهاية حبها، حيث تتكلل علاقتهما بالزواج. أما الفنانة ليلى سمور، فتدخل في هذا العمل مشفى الأمراض العقلية، بعد أن تسيطر عليها حالة عصبية من الداخل تحولها إلى امرأة شريرة، وتقول ليلى عن دورها: الشخصية التي قمت بأدائها هي من نوع خاص جداً، فهي امرأة تعاني في طفولتها من ظلم الخالة زوجة الأب، وحين تكبر وتتزوج من رجل متزوج أصلاً، ولديه أطفال، تبدأ بتعذيبهم، وتمارس عقدها عليهم، بطريقة وحشية ولا إنسانية، إلى أن ينتهي بها المطاف في المشفى. ويلعب الفنان زهير عبد الكريم شخصية الموظف الشريف، الذي يقاوم الأخطاء ويرفضها، مما يعرضه للكثير من المشكلات الوظيفية. بينما يجسد أدهم مرشد شخصية الصحفي الذي يعبر عن مشكلات وهموم أبناء المدينة البسطاء. كما يشارك في العمل الجديد نخبة من الفنانين السوريين منهم: عبد الرحمن آل رشي، وديع ضاهر، جرجس جبارة، رضوان عقيلي، إلياس الحاج، حسام عيد، جيني إسبر، حسين عباس، رواد عليو، لويز عبد الكريم، زهير رمضان، صالح الحايك، صباح عبيد، هبة نور، عبير شمس الدين، روعة ياسين، وغيرهم.