الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدايا تذكارية تعطي الآخرين فكرة عن حياة أهل الإمارات القدامى

هدايا تذكارية تعطي الآخرين فكرة عن حياة أهل الإمارات القدامى
17 مارس 2014 22:05
أحمد السعداوي (أبوظبي) - مبحراً بين عوالم التراث الثرية، ممسكاً بأدواته البسيطة، انخرط صانع الزجاج، نور الدين أحمد، في صياغة أشكال مبدعة مستوحاة من التراث الإماراتي والأواني التي كانت تستخدمها الأمهات والجدات في الماضي، سواء لشرب الشاي والقهوة أو لغير ذلك من المنافع المنزلية. وعبر ورشته البسيطة التي تتوسط الدكاكين الشعبية الموجودة بالقرية التراثية التابعة لنادي تراث الإمارات بمنطقة كاسر الأمواج، أخذ أحمد في تعريف الجمهور بشكل عملي على كيفية صناعة الزجاج من مكونات إماراتية خالصة، موضحاً أن صناعة الزجاج واستخدامه في عمل أشكال مختلفة تمر بعدة مراحل، أولاها إحضار الرمل الأبيض المتوافر في الصحارى الإماراتية، ثم يتم إدخاله في فرن بدرجة حرارة 2000 مئوية لمدة 16 ساعة متواصلة، حتى يتحول الرمل إلى عجينة زجاج، وتبقى العجينة على نفس حالة الانصهار تلك من خلال استمرار وضعها في نفس درجة الحرارة ويأخذ منها الصانع بالقدر الذي يحتاجه لتشكيل المنتج المراد، وبعدما يقتطع من هذه العجينة الكمية التي يبغيها يقوم بتشكيلها عن طريق النفخ بالفم فقط، ومن أشهر الأشكال التي يتم صنعها أطقم الشاي كاملة، وأطقم القهوة من دلال مختلفة الأحجام والفناجين، كؤوس شرب العصائر، زجاجات العطور التي توضع فيها العطور العربية، الشمعدانات وأشغال الحفر على الزجاج بغرض الزينة والديكور. ألواح زجاجية ويتم الحفر على الزجاج باتباع أسلوب «ضرب الرمل»، بمعنى إحضار الألواح الزجاجية ونضع عليها الرسم المراد باستخدام شكل بلاستيكي يلصق على الزجاج، ومن خلال ضغط الرمل على الزجاج الذي يتم عن طريق قوة دفع هائلة باستخدام مسدس مخصص لذلك، وفي النهاية يتم الحفر على الأماكن المكشوفة، ويبقى الغطاء على حاله أملس، ويمكن عمل العكس تبعاً لرغبة العميل. أما الرسم على الزجاج والذي يكون غالباً بماء الذهب، فيتم بوضع الوعاء أو المجسم الذي نرسم عليه في درجة حرارة 500 مئوية لتثبيت الرسومات. كما يتم الرسم على الزجاج باستخدام أعواد زجاجية رفيعة، يتم صهرها بوساطة النار على القطعة الأصلية. ومن أكثر مصاعب تلك المهنة التي يذكرها أحمد، هي سرعة جفاف عجينة الزجاج بعد خروجها من الفرن، ما يتطلب سرعة فائقة في التشكيل مصحوبة بمهارة كبيرة من صانع الزجاج، في إنجاز الشكل المراد منه، غير أنه يتعامل مع هذه المصاعب بهدوء وثقة يكون قد اكتسبها من عمله في هذه المهنة منذ 26 عاماً وارثاً إياها عن آبائه وأجداده. أما أسعار المنتجات التراثية الزجاجية المعروضة ضمن الدكاكين الشعبية بالقرية التراثية، فتتراوح من 10 إلى 100 درهم بحسب الحجم والشغل المنفذ على القطعة الزجاجية. عطور تقليدية وعن أكثر الأشكال الزجاجية التي يقبل عليها الإماراتيون، أكد أن زجاجات العطور التقليدية ذات «المرود»، وهو أنبوب يستخدم في استخراج العطور الزيتية من القنينة، والمكاحل (جمع مكحلة وهي وعاء زجاجي صغير لحفظ الكحل المستخدم في زينة العين)، تأتي في مقدمة ما يحرص أبناء الإمارات على الفوز به وجعله ضمن المحتويات الأساسية في بيوتهم، اعتزازاً منهم بماضيهم وإضفاء لمسة عراقة على حياتهم العصرية، في حين تقبل بقية الجنسيات على شراء أطقم الشاي والقهوة والاحتفاظ بها باعتبارها هدايا تذكارية، تعطي الآخرين فكرة عن لون من الفنون المرتبطة بالحياة التي عاشها أهل الإمارات القدامى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©